[ أحد مساجد عدن خلال تأدية المصلين لصلاة التراويح - الموقع بوست ]
استقبل سكان مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، شهر رمضان المبارك هذا العام بفرحة غير مكتملة، جراء الأزمات المتلاحقة التي تشهدها المحافظة.
وتشهد المحافظة أزمة خانقةً بالمشتقات النفطية انعكست بدورها على قطاع الكهرباء، والذي يعاني هو الآخر من عجز في التوليد، حيث وصلت ساعات الانقطاع إلى 18 ساعة مقابل 6 ساعات من العمل.
وتعد خدمة الكهرباء بالنسبة لسكان المدينة الساحلية خدمة أساسية وضرورية للعيش، وذلك لتشغيل أجهزة التكييف والتبريد التي تساعد على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، حيث تبلغ درجة الحرارة 42° فيما تتجاوز درجة الرطوبة 90°.
رمضان شهر الأزمات في عدن
يقول الصحافي عمر محمد حسن: "تكمن معاناة الناس الأساسية بالعاصمة المؤقتة للبلاد في هذه الأيام بثلاث مشاكل رئيسة تتناوب بالوصول إلى ذروة الاختناق بأشكال أشد وطأة من ذي قبل".
وأشار، في حديث خاص لـ(الموقع بوست) إلى أن المشتقات النفطية أولى الأزمات التي تعاني منها محافظة عدن، مشيرا إلى أنه بغيابها تغيب الكهرباء وتنعدم المواصلات لتغرق ثمان مديريات بالظلام الدامس، وانعدام تام للحركة، وتفاقم الأزمة في كل المرافق والمنشآت وتوقف تام للمستشفيات.
وتابع قائلا: "حلول شهر رمضان بعد عام كامل من تحرير المدينة كان الأولى بالحكومة والتحالف العمل على إصلاح منظومة الكهرباء والديمومة على تزويدها بالوقود بشكل مستمر وتوفير المشتقات النفطية للمدينة إضافة إلى توفير الغاز المنزلي درأً لكبح ما تعيشه المدينة من معاناة استفحلت هذه الأيام بشكل كبير".
أما علي حيدر، مواطن من سكان عدن، فيوضح أنه كان يتوقع انفراجاً في أزمة الكهرباء والمشتقات النفطية قبيل حلول شهر رمضان، إلا أن السلطات المحلية ومن فوقها الحكومة الشرعية خذلت سكان العاصمة المؤقتة.
وقال في حديث خاص لـ(الموقع بوست): "فرحتنا بقدوم هذا الشهر الكريم انكسرت، بسبب تلاحق الازمات علينا، فقد أغلقت محطات بيع المشتقات النفطية، وتوقفت المواصلات، إضافة إلى خدمة الكهرباء التي يبدو انها تودعنا، حيث تعمل لـ 5 ساعات في اليوم".
وأشار إلى أن تعمل الكهرباء لـ5 ساعات باليوم في مدينة ساحلية كعدن، تمثل جريمة بحق آلاف السكان، لافتا إلى أنها غير كافية للنوم أو حتى لتشغيل المكيفات وتبريد الاغذية بالثلاجات.
وأضاف أن الحصول على لترات من الماء البارد أضحت مهمة تحتاج الى تعب ومشقة، مع انقطاع الكهرباء واشتداد ازمة المشتقات النفطية والتي القت بظلالها على مصانع الثلج، فقد تضاعف اسعار الثلج 150%، والحصول على كميات بسيطة من الثلج بحاجة الى الوقوف بطوابير طويلة.
وقال: "إن أهالي عدن باتوا يعيشون في سجن مفتوح، فقد أصبح الانتقال من مديرية الى أخرى أمراً بالغاً في الصعوبة حيث بلغ سعر الدبة البترول (20 لتر)، قرابة 25 ألف بالسوق السوداء".
إقبال على المساجد المكيفة
تعد صلاة التراويح إحدى أهم السنن النبوية التي يواظب عليها المواطنون في عدن، خلال شهر رمضان المبارك من كل عام، حيث تمتلئ المساجد بآلاف المصلين من الرجال والنساء وحتى صغار السن.
إلا أن هذا العام كانت له خصوصياته، والتي فرضت قيوداً على المصلين، ففي ظل الارتفاع المتزايد لدرجات الحرارة، وكذا تزايد معدل انقطاع الكهرباء، وانعدام أجهزة التكييف، وعدم وجود مولدات كهربائية خاصة بالمساجد، تصبح تلك المساجد غير صالحة للصلاة.
وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ(الموقع بوست) فإن اقبالاً واسعاً تشهده المساجد التي تمتلك مولدات كهربائية قادرة على تشغيل المكيفات، فيما شهدت المساجد التي تمتلك مولدات صغيرة تراجعاً طفيفاً، أما المساجد التي لا تملك أي مولدات كهربائية فقد غادرها المصلون بشكل شبه كامل، نتيجة الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.