بدا ما يسمى بـ"عيد الغدير" (يوم الولاية) في اليمن، هذا العام، مختلفاً عما سبقه، حسبما كشفت مظاهر احتفاء جماعة الحوثيين به، في مرحلة بدت معها الأخيرة أحرص من أي وقتٍ مضى، على إثبات حضورها وسيطرتها، في صنعاء على وجه خاص.
كثفت جماعة الحوثي هذا العام من الاحتفاء بيوم الولاية أكثر من أي وقت مضى بعد أن أحيته بالألعاب النارية وبلوحات دعائية كبيرة في المحافظات الخاضعة لسيطرتها تتحدث عن الولاية في المناسبة التي تحييها الطائفة الشيعية في كل 18 من شهر ذي الحجة.
عمل الحوثيون منذ نشأة جماعتهم، ومنذ سيطرتهم على صنعاء، في سبتمبر/أيلول 2014، على تكريس فكرة الولاية مستغلين مختلف المناسبات، من أجل الوصول إلى الحكم واستعادة حكم الأئمة.
وخلال الأعوام الأخيرة روج الحوثيون لما يسمى بـ"الولاية"، ليعلنوا بذلك عن هدفهم السياسي المتمثل بإعادة الإمامة إلى اليمن والتي تم القضاء عليها في ثورة 26 سبتمبر 1962، وبأنهم أحق بالحكم.
احتفال الحوثيون بيوم الولاية بهذا الشكل آثار الرأي العام الرافض لعودة الإمامة والقضاء على الجمهورية التي انتشلت الشعب اليمني من التجهيل والمرض والفقر الذي كرسه الأئمة طوال فترة حكمهم، وردا للولاية أطلق يمنيون حملة الكترونية على منصات التواصل الاجتماعي على الوسم #يوم_الخرافة.
وفي السياق وصف البرلماني علي العمراني ذلك بلزيف في دعوى الولاية وقال إن الحوثيين أبشع نسخة للإمامة العنصرية المتخلفة عبر العصور، وما تسبب فيه الحوثيون لليمن واليمنيين عبر حرب التسع سنوات، أو في الحقيقة، عبر حرب العشرين عاماً، شاهد على بشاعة عقيدة الإمامة وفاشيتها وخطرها على اليمن.
وأضاف "الإمامة كفكرة ونظرية حكم عنصرية، ونظام حكم مثير للإضطراب والفوضى بصفة دائمة، هي سبب معاناة اليمن وتراجعها في الاستقرار والحضارة والريادة منذ ألف عام".
وقال العمراني "لو تحدث النبي عن اختصاص أحد من أهل بيته بالأفضلية والولاية والحكم، كما يزعمون، أو حابى أياً من أقربائه، أو جنح عن العدل بأدنى مستوى، وحاشاه ذلك، لانفض العرب من حوله منذ البداية، وحُق لهم أن يفعلوا، وأولهم صحابته، ولمَا وصل إلينا دين موقر ومحترم، يهدف إلى تحقيق العدل المطلق بين الناس كافة".
وتابع العمراني "أما فكرة استمرار فكرة الاصطفاء والولاية، إلى عصرنا، وما يليه من أزمنة وعصور، فذلك سخف فج، ووقاحة مستفزة، وعار على الإنسانية، فما بالنا بأهل اليمن الذين يقع عليهم أثرها المباشر، وعنفها وخرابها".
من جانبه قال وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان إن "فكرة الولاية قنبلة تشطيرية تمزّق الأوطان لأنها تقوم على التمييز العنصري بين المواطنين".
وتابع "ولاية وولاء كُل يمني اليوم هو هذا العَلَمُ الجمهوري ودستوره الذي لا يُفرّق بين أبناء اليمن الكبير ولا يُميّز أحداً على أحد".
الكاتب جمال حسن علق بالقول "فرامة الولاية تضيء في السماء من لحم المواطن الغلبان، فقر وظُلمة وجهل، عاد الناس ما استفاقوا من التزامات عيدين منهكة".
وقال "يلاقوا أنفسهم مباشرة على أبواب العام الدراسي ومعدلات الفقر في تزايد، وكما علمتنا سبتمبر واكتوبر بعد جهل وألبستنا بعد عُري، ها هي سياسات تعيدنا إلى الجهل والعراء".
الأكاديمي فؤاد البعداني كتب، "احتفالات يوم الغدير ذات أبعادٍ سياسيةٍ ومطامع سلطويةٍ لا علاقة لها بعليٍّ ولا بالرسول".
وأكد أنها إحدى أكبر البدع والأباطيل التاريخية المسيئةِ للإسلام والمفسدة لعلاقاتِ المسلمين ووحدتهم، كما أنَّ يوم الولاية المزعوم فكرة خبيثة تقوم على باطلٍ معلومٍ من الدين بالضرورة فهو يوم الخرافه".
وقال "كل من يعتقد أن الرسول ﷺ أوصى بالخلافة لعليٍ في غدیر خم وأن عليًا أحق بالخلافة من كبار الصحابة؛ أراه مجرد شخصٍ ساذج ٍومغفل، يعاني من خللٍ في العقل، وغباءٍ في الفهم، وسذاجةٍ في التفكير، وتابعٍ ذليلٍ لأكاذيب الشيعة الرافضة وخرافاتهم وافتراءاتهم على الله ورسوله ونقاء دين الإسلام".
في حين قال الكاتب الصحفي سعيد ثابت "تقديم الخرافة على أنها حقيقة أمر مريع؛ لأن عقل الطفل هو الذي يتقبلها ويؤمن بها، وبعد ألم عظيم وربما مأساة كبيرة يمكنه فقط أن يتخلص منها".
محافظ المحويت صالح حسن سميع يرى أن "الأصنام لا تنحت نفسها بل ينحتها عشاق العبودية".