منذ بداية شهر رمضان، تعالت نداءات الاستغاثة التي يطلقها سكان مدينة تعز، الذين لم تتوقف مليشيا الحوثي وقوات المخلوع عن استهداف منازلهم، متسببة في وقوع مجازر مروعة.
وأصبحت تعز، منذ اليوم الأول من رمضان، تستفيق وتغفوا على مشاهد الدماء، وصراخ النساء والأطفال المفجوعين بفقد عزيز، أو بإصابة قريب.
مجازر يومية ترتكب ضد أهالي مدينة تعز، كأن القاتل يقول لهم لا يوجد مكان للأحلام بالغد إلا على هذه الطريقة، في أروقة المستشفيات وغرف الإنعاش وثلاجات الموتى.
ففي ثاني أيام رمضان وقعت مجزرة، في حي وادي القاضي ذهب ضحيتها أُم وثلاثة من أطفالها، وجرح طفلين آخرين، وثالث أيام الشهر الفضيل وقعت في مدرسة يكتظ بها النازحين في حي الثورة، وسط مدينة تعز راح ضحيتها أم مع جنينها الذي كان لا يزال في أحشائها، إضافة إلى ثلاثة من أطفالها وثلاثة مدنيين آخرين.
كل يوم تسرق مليشيا الحوثي وصالح أرواح جدد في مدينة تعز، وكل يوم تنطلق التنديدات والتنهيدات، ولا أحد يكترث وسط صمت دولي وتخاذل إقليمي، إذ صارت مساحة الموت في تعز ممتدة، حتى تحولت تعز إلى ساحة إعدام كبرى، تمارس المليشيات فيها هوايتها، وتشفي غليل حقدها وانتقامها من أطفال ونساء وشيوخ ورجال تعز.
فارقت الحياة المواطنة خديجة سلطان، البالغة من العمر 31 عاما مع جنينها الذي كان قد مضى على تكونه بضعة أشهر، إلى جانب أطفالها سلطان، 8 سنوات وأحمد 7سنوات وأصغرهم بشير 5 سنوت، وثلاثة مدنيين آخرين، على الفور، في حين بقى جرحى آخرين مثقلون بجراحهم جراء الصاروخ الذي سقط على منزلهم.
والد الشهيدة النازحة خديجة المكلوم أطلق صرخة مبللة بالدموع، والأسى، واكتفى بالقول "لاحول ولا قوة إلا بالله .. حسبنا الله ونعم الوكيل".
الانتقام البشع تترجمه المليشيات الانقلابية، على شكل مجازر بشعة، بحق الأطفال والنساء والمدنيين عموما، في تعز، حيث تستخدم مختلف أنواع الأسلحة، وتقصف الأحياء بشكل هستيري.
تقول المواطنة أروى سلطان، شقيقة الشهيدة خديجة لـ(الموقع بوست): "أين نروح، أين نهرب من قصف المليشيات الانقلابية .. هربنا من حي المفتش إلى حي الثورة، بالأمس أختي رحلت مع أطفالها وجنينها نتيجة همجية المخلوع والحوثي بقتل ابناء تعز".
وتضيف: "العالم كله يتفرج كيف الحوثي وصالح يقتل احنا في تعز إذا كان هنا مواجهات كان معقول لو كان توجد دبابة كان معقول لوفي مقاومة يضربوهم كان ايضاً معقول لكن احنا هنا مش بخط مواجهات".
حملة القصف العشوائي من قبل المليشيات الانقلابية على الأحياء السكنية والأسواق المكتظة بالمدنيين، مستمرة منذ بداية شهر رمضان المبارك، حيث ارتكبت خلال الثلاثة الأيام الأولى من شهر رمضان، ثلاث مجازر، سقط فيها عشرات الشهداء والجرحى من الأبرياء.