[ العليمي يزيح الستار عن 20 مشروعا انمائيا في حضرموت ]
أثارت زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى مدينة المكلا، وازاحة الستار عن 20 مشروعا وبرنامجا انمائيا سعوديا ردود أفعال مختلفة ومرحبة للزيارة الأولى منذ توليه المنصب في ابريل من العام الماضي، في مساعي سعودية لكبح تمدد مشروع الانفصال الذي يقوده المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا.
ويشمل برامج التدخلات المدعوم من الرياض الذي تم افتتاحها العليمي بالمكلا مجال استخدام الطاقة المتجددة وتحسين جودة الحياة بما في ذلك مياه الشرب النظيفة، وتحقيق الأمن المائي وتعزيز الصمود الريفي وترميم قصر سيئون وإنشاء وتجهيز المستشفى الجامعي ومركز السرطان بجامعة حضرموت، بالإضافة إلى إعادة تأهيل طريق العبر الحيوي وإنشاء وتجهيز المدارس النموذجية في مدينتي المكلا وسيئون وطباعة الكتاب المدرسي.
وقال الرئيس رشاد العليمي في خطاب له امام قيادات السلطة المحلية الامنية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية بمحافظة حضرموت إن حكومته ستمنح المحافظة صلاحيات ادارية ومالية وامنية كاملة، قبل تعميم هذه التجربة على بقية المحافظات في حال نجاح حضرموت.
تمزيق الجسد اليمني
الصحفي عامر الدميني أبدى مخاوفه من إعلان الرئيس العليمي بشأن منح حضرموت حكما ذاتيا، لفتح المجال للمحافظات الأخرى للمطالبة بنفس التجربة التي ستزيد من حجم التشظي في اليمن، وستبعد اليمنيين عن الثوابت الأساسية، مشيرا إلى أن "مخرجات حوار وطني لن تتحقق، ولا دولة مركزية ستبقى".
وقال في تغريدة له على تويتر إن "الأمر يبدو ذراع للانتقالي، أو تحد من السعودية للإمارات، وفي هذا مغامرة كبيرة على الدولة اليمنية، ومقامرة بمستقبلها".
وأضاف: "كل ما يجري يعزز مستوى التمزق في الجسد اليمني أكثر، ويوسع الفجوة في الثقة بين الأطراف اليمنية، ويجعل المستقبل أكثر قلقا وخطورة"، مؤكدا عدم اطمئنانه فيما يجري بحضرموت اليوم، سواء مجلسها الحديث أو زيارة العليمي.
بدوره، أعلن السفير السعودي لليمن محمد آل جابر تدشين ووضع حجر الأساس لمشاريع تنموية حيوية في محافظة حضرموت بقيمة تتجاوز 1,2 مليار ريال سعودي، ضمن مراحل دعم الرياض الاقتصادي والتنموي المستمر لليمن.
أما الكاتب اليمني المقيم في باريس مصطفى ناجي قال إنه يعول على هذه الزيارة لتقدم الخدمات للمحافظة، طرح رسالة تطمين محلية واقليمية وتعميد للتحولات الاخيرة، فضلا عن تكثيف التواصل بين الرئيس والوحدات الادارية المحلية.
غضب الانتقالي
ومنذ إعلان وصول العليمي إلى المكلا، شن أنصار المجلس الانتقالي هجوما لاذعا في مواقع التواصل الاجتماعي على زيارة العليمي الذي وضع قدمه في المحافظة مترامية الاطراف أمس السبت، بعد أيام من إنشاء كيان حضرمي جامع لمنع توسع الانتقالي.
وحذر الناشط لدى مليشيا الانتقالي في تويتر حسين لقور العليمي من اللعب بالنار الذي سيتحمل تبعات اشعالها، مشيرا إلى أنه "يعرف هشاشة الوضع و من يحاول اشعال حريق بأقل شرر مستغلا الأزمات التي افتعلتها الشرعية".
وأضاف: "كان عليه شخصيا أن لا يفاقمها بمناكفات وإستفزاز سوف توقظ الشارع الحضرمي رغم أزماته المعيشية فيوقد هياج الثأر ممن عذبوه و ذهبوا يبيعون تضحياته بأقل الأثمان لليمنيين".
وأمس السبت، أقدم منتسبو لواء بارشيد التابع لمليشيا الانتقالي على تمزيق صورا للرئيس رشاد العليمي بمدينة المكلا، تعبيرا عن رفضهم لزيارته للمحافظة، بينما فشلت دعوات انصار للخروج الأحد إلى شوارع المكلا بمظاهرة "كبرى غاضبة لمطالبة بطرد العليمي فوراً من حضرموت".
وكانت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت حذرت - في بيان لها ـ من أي أفعال تخل بالأمن أو تقف في طريق استقدام مشاريع تخدم المواطنين، وتعتبر من يقف في طريق تنفيذها معادٍ لحضرموت، وسيتم التعامل بحزم تجاه أي أعمال تحريضية او تخريبية، ويتحمل مسؤوليته من يفكر العبث بالأمن أو يعمل على التحريض للفوضى.
وقال البيان، إن "الزيارة مُرحّب بها وتحمل بشارات مشاريع خير لحضرموت، ولأهلها الذين ظلوا ينتظرون مشاريعًا خدمية كبيرة تخفف عنهم آلام معاناتهم الطويلة"، مشيرة إلى أن بعض الجهات وفي سياق سعيها المعهود لزرع الفوضى ومنع مشاريع الخير، بدأت بتعميم منشورات تدعو الى زعزعة الامن.
رفض مشروع الانتقالي
وأكد الصحفي مختار الرحبي أن أنصار المجلس الانتقالي يهاجمون الرئيس رشاد العليمي، نتيجة زيارة لحضرموت ومنحها صلاحيات واسعة في الملف الأمني والإداري والملف التنموي الذي جاء كمطلب الحضارم.
وأشار الرحبي إلى أن الحضارم يرفضون ان يكونوا تابعين لمشروع الانتقالي، الامر الذي دفعهم على توحيد مكوناتهم تحت غطاء الدولة الشرعية وتحت راية مؤسسات الدولة ورفض ملشنة المحافظة، مضيفا أنه ينتظر نموذج راقي في حضرموت للرد على مشروع الفوضى والمليشيات وعصابات النهب والسلب، حد قوله.
أما الصحفي عبدالله دوبلة يشير إلى أن حضور السياسي الجنوبي البارز حيدر ابوبكر العطاس وغياب عضو مجلس القيادة فرج البحسني، دليل جدية السعودية في مشروع حضرموت على حساب مشروع الجنوب العربي.
بدوره، قال المحلل السياسي أحمد عثمان إن مراقبين اعتبروا وصول العليمي إلى المكلا عاصمة محافظة حضرموت بداية لمرحلة جديدة للشرعية وادارتها لقضايا الوطن الاقتصادية والعسكرية والسياسية، لافتا إلى دور حضرموت لمحوري لصالح مشروع اليمن الاتحادي.