[ مراسم توقيع اعلان مجلس حضرموت الوطني بالرياض ]
يسود الكثير من الجدل والتساؤلات بين أوساط اليمنيين، عقب الإعلان عن مكون حضرمي جديد من العاصمة السعودية الرياض بحضور سفير المملكة لدى اليمن محمد ال جابر.
وأعلن في وقت سابق اليوم من الرياض أعلن عن إشهار "مجلس حضرموت الوطني" في ختام المشاورات الحضرمية التي استمرت قرابة شهر، عقب تصعيد مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا، بهدف السيطرة على محافظة حضرموت شرقي البلاد.
وأثار الاشهار عن المكون الحضرمي الجديد، بمعية السفير السعودي ال جابر، الكثير من التساؤلات بين أوساط اليمنيين، إذ يرون أن ذلك مؤشر خطير يكشف عن الدور الذي تمارسه السعودية في العمل على تمزيق اليمن وتقسيمه إلى كانتونات.
بغض النظر عن بنود وأهداف المجلس التي تؤكد وحدة حضرموت وحق أبنائها في إدارة شؤونهم السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية، لكن الكثير يرى الفشل في كل اتفاقات سبق وأن رعتها الرياض، سواء المبادرة الخليجية واتفاق الرياض وغيرها من الاتفاقات.
وفي السياق ترى الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان أن الإعلان في السعودية عن مكون حضرمي جديد بحضور السفير السعودي، ضربا للمشروع الوطني.
وقالت "يتخيل البعض بغباء مفرط لم يستفد ويتعلم مثقال ذرة من التجارب أن السعودية بهذا المكون تعمل على ضرب المشروع الانفصالي، فالمملكة الغبية تهدف بهذا انفصال الجنوب إلى دولتين، دولة عدنية تلهفها الامارات، ودولة حضرمية تبلعها السعودية".
وأكدت كرمان أن سيظل اليمن واحدا وموحدا حتى الأبد ويوم، محمي بقوة الشعب الجبار ذي القوة والبأس شديد".
من جانبه الكاتب الصحفي عامر الدميني قال إن مجلس حضرموت الوطني خطوة أخرى نحو مزيد من التمزيق للجسد اليمني، ومجلس جديد ينضم لقائمة المجالس اليمنية المتعددة، المتباينة في أجندتها".
وأضاف "بالنسبة للبعض فالمجلس يعد واجهة مناوئة للانتقالي، الذي يرى هو الآخر بالمجلس استهدافا له، لكن الحقيقة والواقع أن كل هذا ينال من اليمن ككل، من جغرافيته، وتماسك نسيجه، ويفتح الباب لكيانات مماثلة، ولشعبويات وانتماءات مناطقية".
وتابع الدميني "الحل ليس في المجالس، ولا بالهويات المتعددة، الحل بتقوية نفوذ الدولة وحضورها، ومؤسساتها، وامتلاكها الموارد المالية والجيش والأمن كوسائل تعزز حضورها، لتصبح ذات سيادة وقرار، بعيدا عن كل هذا الغثاء من المجالس الملونة".
في حين اعتبر عبد الجبار الجريري اشهار المجلس الحضرمي بأنه نتيجة مخيبة للآمال ودون التوقعات، وقال "سقف توقعات الحضارم من لقاء الرياض كان مرتفع للغاية، الكل كان يظن أن السعودية ستعلن إقليم حضرموت على لسان المحافظ، أو ستوفر دعم حقيقي لقوات النخبة لوقف تهديد الحوثي، أو على الأقل ستدعم البنية التحتية في حضرموت، لكن لم يتحقق شيء من ذلك".
وأضاف "في النهاية كانت النتائج مخيبة للآمال، وزادوها بإعلان تشكيل المجلس الوطني من داخل الرياض وليس من داخل حضرموت، ليحولوا أنفسهم لخدم للسعودية".
وتابع: السؤال الذي يطرحه كثيرون لماذا أعلن الوفد الحضرمي عن تشكيل المجلس الوطني من داخل الرياض ولم ينتظر العودة للمكلا وإعلان تشكيل المجلس من حضرموت كما يفترض أن يكون؟
ويجيب: لأن السعودية أرادت أن ترسل رسالة للإمارات، بأن الرياض أصبح بمقدورها إفشال مشروع الإمارات من خلال حضرموت، وهذا يأتي في سياق الخلاف السعودي الإماراتي.
وأردف الجريري "الطرف الذي يدعمه السفير السعودي محمد آل جابر يخسر دوما" مستدركا "المجلس الوطني الحضرمي الذي تأسس في الرياض لا يمثل الحضارم ولا يمثل حتى 3٪ من أبناء حضرموت، يمثل فقط من وقع على التأسيس".
وأشار إلى أن الهدف منه خدمة مصالح السعودية على حساب مصلحة حضرموت ومستقبلها كما يخدم المجلس الانتقالي الإمارات.
وأردف "شهر كامل قضاه الوفد الحضرمي في الرياض في مناقشات متعددة، وبالأخير " تمخض الجبل فولد فأر" نتائج هذه المناقشات تشكيل " المجلس الوطني الحضرمي" ليكون أداة بيد السعودية مثل المجلس الانتقالي الذي تحول لأداة إماراتية".
وزاد: لقاءات ومناقشات وبالأخير تأسيس مجلس حضرمي خارج حضرموت وتحت إشراف العابث بالملف اليمني المدعو محمد آل جابر، لتتحول آمال الحضارم إلى صدمة كبيرة، فكم هو أمر فاضح ومخزي ومعيب بحق الشنبات اللي وقعت وشاركت في إخراج هذه الفضيحة المدوية أن تذل نفسها بهذا الشكل؟
وختم الجريري تعليقه بالقول "اليوم لدي قناعة تامة أن مشروع اليمن الاتحادي هو الوحيد لإخراج اليمن من نكباتها وأزماتها، والمشاريع التي تُصنع خارج الوطن ثم تفرض علينا لقبولها ستكون مشاريع ورقية لن تجد طريق للنجاح".
في حين قال الإعلامي سمير النمري "مجلس حضرموت الوطني يوازي المجلس الانتقالي الذي أنشأته الإمارات في محافظات جنوبي اليمن".
الناشط توفيق أحمد، كتب "بدعم المملكة وبحضور السفير السعودي، إعلان اشهار مجلس حضرموت الوطني حامل سياسي لتطلعات المجتمع الحضرمي".
وقال "مؤشرات تخبرك بالنهايات".