[ جدل عقب تصريحات للمحرمي اتهم فيها رئيس الحكومة بالفساد ]
أثار هجوم عضو المجلس الرئاسي والقيادي السلفي في المجلس الانتقالي، عبد الرحمن المحرمي، على رئيس الحكومة، معين عبد الملك، متهما إياه بالفساد، جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين.
وقال المحرمي -في تصريحات متلفزة- إن رئيس الحكومة يعمل بلا حس وطني فهو كثير الكلام قليل الإنتاج، مشيرا إلى أن هناك أشياء ممكن القيام بها ومتاحة ولم يقم بها وكأنه ليس مسؤول عن الأوضاع ولا نشعر أنه يريد أن يحقق أي إنجاز ولو على مستوى الأشياء الممكنة المطلوبة منه.
ولفت إلى وجود أدلة تدين رئيس الحكومة بالإخلال بالوظيفة العامة، والتفريط في كثير من الأمور، وعدم ترشيد المال العام، حسب زعمه.
ويأتي هجوم المحرمي بعد انضمامه مؤخرا إلى المجلس الانتقالي، وتعيينه نائبا لرئيس المجلس الانتقالي، المدعوم من السعودية والإمارات.
وسبق للانتقالي، بين فترة وأخرى، بإصدار تصريحات تتهم رئيس الحكومة الذي يتواجد معظم الوقت في السعودية؛ بسبب سيطرة الانتقالي على العاصمة المؤقتة، فيما يستمر معين عبد الملك بالتزام الصمت على ممارسات الانتقالي في تقويض سلطة الحكومة في مناطق سيطرتها.
ولاقت اتهامات المحرمي لرئيس الحكومة ردود فعل واسعة في أوساط اليمنيين منهم من أيد تلك الاتهامات، والبعض يرى أنها ابتزاز سياسي، إذ أن كل الأطراف غارقة في الفساد وعلى رأسهم الانتقالي وقياداته، وآخرون يرون أنها طبخة يعدها السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر لإجراء تغييرات في الحكومة.
وفي الشأن ذاته قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان "تعليقا على وصف المحرمي له بأنه من شباب الثورة: بل خائن لمصلحة الوطن العليا وواحد من بيادق السفير السعودي للإضرار بشعبه ووطنه، شأنه في ذلك شأن المحرمي وبقية اعضاء مجلس النخاسة ومسؤولي الشرعية الذين عينهم المحتل واختارهم بعناية لخدمته وتحقيق أهدافه".
من جانبه يرى مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي أن هجوم المحرمي على معين عبدالملك غير مبرر وابتزاز رخيص من شخص يفترض انه يمتلك سلطة وقرار وعضو في مجلس القيادة الرئاسي.
وقال الرحبي: لماذا لا يمارس ضغوط على مجلس القيادة من أجل إقالة معين، لماذا تحولت القيادات السياسية إلى ناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي ولا يمارسون العمل السياسي؟
وأضاف "نحن نعيش في أسوأ مرحلة من تاريخ اليمن ولدينا أسوأ نخبة سياسية".
وطبقا للرحبي "لا يوجد أسوأ من معين عبدالملك إلا المحرمي الذي ترك المسؤولية وذهب للهجوم على معين"، مستدركا بالقول "أنت يا محرمي شريك في الفساد وغياب الخدمات ولا يتحمل المسؤولية معين، فقط أنت ومجلس القيادة شركاء في هذا العبث والفساد".
في حين كتب الإعلامي بشير الحارثي "صحيح أن معين فاشل ولم تقدم حكومته أي شيء للشعب منذ وصوله إلى رئاسة الوزراء لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا خدماتياً بل صار الوضع من سيء إلى أسوأ".
وأضاف "لكن هجوم عضو مجلس القيادة الرئاسي المحرمي عليه ليس حبًا بالمواطن وخوفاً على تدهور الوضع الاقتصادي وغياب الخدمات بل ابتزاز سياسي أكثر قبحاً من فشل الحكومة التي أصبحوا هم شركاء فيها بأكثر من خمسة وزراء من المجلس الانتقالي".
وأكد الحارثي أن المحرمي وعيدروس الزبيدي وفرج البحسني سبب رئيسي في إفشال مجلس القيادة وجهوده في تثبيت الوضع الاقتصادي وإعادة الخدمات وتفعيل مؤسسات الدولة التي بدورها او أتيح لها المجال للعمل ستنعكس إيجابيا على أداء الحكومة ولذلك جميعكم منظومة فاشلة فاسدة مرتهنة ضعيفة".
وتابع مخاطبا المحرمي "الفرق أنكم في المجلس الانتقالي تفوقتم على شركاءكم بالابتزاز والإخلاص للكفيل الذي صادر قراركم وسيادتكم وأرضكم بل وحتى كرامتكم".
الصحفي فايد دحان علق بالقول "أوقات صعبة تمر بها الحكومة اليمنية ورئيسها، تصريحات النائب المحرمي لم تأتي من فراغ".
وتوقع دحان "أن التصريحات لها ارتباط وثيق بالضجة الاعلامية المتعلقة عن تصريح نسب لرئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك بأن عدن غير ملائمة"، مضيفا "الساعات القادمة حبلى بمفاجآت لم تكن بالحسبان".