لاقت عملية إطلاق سراح الصحفيين اليمنيين الأربعة الذين أصدرت بحقهم جماعة الحوثي أوامر إعدام، وذلك بعد نحو ثماني سنوات من الاختطاف والتعذيب والمعاناة القاسية، ردود فعل واسعة بين أوساط النشطاء والصحفيين والإعلاميين اليمنيين.

وأطلقت جماعة الحوثي،أمس الأحد، سراح الصحفيين اليمنيين الأربعة، ضمن صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين التي رعتها الأمم المتحدة ويسرتها لجنة الصليب الأحمر، بموجب تفاهمات برن السويسرية في الـ 20 من مارس الماضي، والتي قضت بتبادل 887 محتجزاً على ذمة الصراع في اليمن.

 ووصل الصحفيون الأربعة، (عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، حارث حميد، وأكرم الوليدي)، إلى مطار تداوين بمحافظة مأرب، ظهر الأحد، على متن طائرة ثانية للصليب الأحمر ضمن عشرات المختطفين والأسرى المفرج عنهم من سجون الحوثيين، وفي مراسيم استقبال رسمية وشعبية كانت في استقبال الصحفيين المحررين وسط حضور صحفي لافت.

والصحفيون الأربعة كانت قد اختطفتهم المليشيا في التاسع من يونيو من العام 2015م، من صنعاء، وأخضعتهم لأنواع مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، ومحاكمة تفتقر لأدنى شروط العدالة، قبل أن تُصدر بحقهم أوامراً بالإعدام في أبريل 2020م، بسبب عملهم الصحفي.

وحظي استقبال الصحفيين والتئامهم بأسرهم وأقاربهم الذين كانوا في مقدمة المستقبلين؛ تفاعلا واسعا بين أوساط الصحفيين والحقوقيون والاعلاميون.

وفي السياق عبرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، عن سعادتها بشأن إطلاق سراح الصحفيين.

وقالت كرمان "سعيدة للغاية للافراج عن الصحفيين عبدالخالق عمران وحارث حميد وأكرم الوليدي وتوفيق المنصوري بعد 8 سنوات من الاختطاف والإخفاء القسري لدى ميليشيات الحوثي".

المحلل السياسي عبدالغني الماوري قال "الصحفيون الأربعة عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، حارث حميد، أكرم الوليدي أحرار، يا له من يوم".

وأضاف "من المهم إغلاق هذا الملف برمته، فمن المعيب أن يتم احتجاز يمني لمجرد ان لديه رأي أو توجه سياسي مختلف".

الصحفي طلال الشبيبي غرد بالقول "أخيرا ابتهجنا.. الزملاء عبدالخالق عمران وتوفيق المنصوري وأكرم الوليدي وحارث حميد، أحرارا".

وأضاف "يا لها من لحظة فرح وسعادة غامرة وهم يلتئمون بأسرهم وأقاربهم بعد غياب طال ثمان سنوات"، متابعا "نتمنى إطلاق سراح كل من تبقى من المختطفين والأسرى".

عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي نشر صورا لحظة لقاء الصحفيين باسرهم لحظة الوصول إلى مطار تداوين بمأرب وقال "صور من لحظات الحرية للزملاء الصحفيين الأربعة".

الصحفي خليل العمري، هو الآخر كتب "قد يهونُ العمر إلا ساعةً وتهونُ الأرضُ إلا موضعِا".

وقال "الحمدلله على عودة زملاءنا الصحفيين وكل المعتقلين الذين تنفسوا الحرية وعانقوا الضوء اليوم بعد سنوات من سجن جماعة الحوثي لهم ظلماً وعدوانا".

وتابع "أتمنى إطلاق بقية المعتقلين ليلتئم شملهم بأهلهم وأحبتهم بعد سنوات من الفراق الصعب".

وكيل وزارة الإعلام الدكتور محمد قيزان علق بالقول "‏فارس الكلمة الزميل الصحفي عبدالخالق عمران حرا طليقا ، حمد لله على سلامتكم أيها البطل الحر وبقية الزملاء الصحفيين والمختطفين المحررين".

المحامي والحقوقي توفيق الحميدي رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات نشر صورة للصحفي المفرج عنه عبدالخالق عمران واكتفى بالقول "خروج يغيظ السجان".

الصحفية والحقوقية سامية الأغبري قالت "ثمان سنوات من الانتظار والقلق، الكثير فقد الأمل إلا آباء وأمهات المختطفين ظلوا يناضلوا من أجل إطلاق سراح أبنائهم".

وأضافت "الأمهات الشجاعات واجهن بثبات عنجهية الحوثي وصمدن أمام كل التهديدات، واليوم ها هم خارج أسوار السجن".

وتابعت "المجد للأمهات المناضلات في سبيل حرية ابنائهن، وعقبى لبقية المختطفين والمختفين، عقبى لفرحة أمهاتهم، اللهم فرحة لبقية الأمهات".

الباحث اليمني نبيل البكيري كتب "ثمان سنوات مضت في غيابة السجن و ابتسامة عبد الخالق عمران تغالب السجن والسجان، لم يزدها السجن إلا بريقاً وعنفواناً وإشراقاً، عبد الخالق من طينة الكبار الذين لا تزيدهم المحن إلا إيماناً وصلابةً ويقيناً بصوابية وعدالة قضيتهم التي نذروا أنفسهم لها".

وقال "حارث حميد وأكرم الوليدي وتوفيق المنصوري سيظلون عنوانا لشرف الكلمة والنضال والتضحية التي يجب أن يقدرها الجميع على صبرهم وتحملهم وأسرهم كل هذه المعناة طوال كل هذه السنوات".

عبدالكريم عمران، شقيق الصحفي عبدالخالق عمران نشر صورة تجمع والدته وعبدالخالق  وكتب قالت أمي "فرحتي اليوم بخروج عبد الخالق اكبر من فرحتي به يوم ميلاده".

وأضاف "يوم ليس كمثله، مشاعر واحاسيس ولحظات وتعابير ، ثمان سنوات اختزلت في هذا اليوم".