[ السياسي محمد قحطان مخفي قسريا في سجون الحوثيين منذ ثماني سنوات ]
طالب نشطاء ومنظمات حقوقية، الثلاثاء، بالإفراج عن السياسي الكبير محمد قحطان بعد ثمان سنوات من الاخفاء القسري في سجون جماعة الحوثي، ولا يعمل مصيره، في الوقت الذي يتم تجاهل شخصيته في كل أروقة مشاورات تبادل الأسرى.
وتختطف جماعة الحوثي السياسي محمد قحطان منذ أبريل 2015، ضمن حملة اعتقالات شنتها الجماعة بالتعاون مع حليفها السابق علي عبدالله صالح ضد خصومهم السياسيين في البلاد، ولا تزال تخفيه قسراً منذ اختطافه.
وتشهد العاصمة السويسرية جنيف مفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين، برعاية الأمم المتحدة، حول ملف تبادل الأسرى.
وتزامنا مع تلك المشاورات دشن ناشطون وسياسيون وصحفيون حملة إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي على وسم "#الحرية_لقحطان"، طالبوا بالإفراج عن السياسي قحطان بعد ثمان سنوات من الاخفاء القسري.
وذكر الناشطون أن جماعة الحوثي ترتكب جريمة تاريخية بالرفض عن الإدلاء بمعلومات عن القيادي محمد قحطان، مؤكدين أن أي مشاورات أو مفاوضات، لتبادل الأسرى والمختطفين لا تبدأ بقحطان كونه رجل سياسيٌ مدنيٌ اعزل اختطف من منزله بسبب موقفه ورأيه السياسي فقط، ثم يليه بقية معتقلي الرأي والسياسة حسب الاقدمية فهي مفاوضات عبثية وغير جاده.
وندد الناشطون بالتجاهل الرسمي من قبل الحكومة للسياسي محمد قحطان بكل المفاوضات، حيث والرجل مدني ولم يكن قائدا عسكريا، وليس لديه منصب يستطع من خلاله استخدامه ضد الآخرين، ولم يرتكب إي جرم تجاه أي فصيل او مواطن يمني.
وأكد مصدر مسؤول بالتجمع اليمني للإصلاح أنه من غير المقبول لدى الحزب استمرار المليشيا الحوثية في اخفاء مصير السياسي البارز قحطان، دون ضغوط كافية من الجهة المُيسرة كحق طبيعي.
وأضاف المصدر لـ "الإصلاح نت" أن الاصلاح حريص منذ البداية على انهاء معاناة كافة المختطفين، ولطالما قدم التنازلات والتسهيلات من اجل ذلك، وبالتالي فإن الاستاذ محمد قحطان هو واحد من هؤلاء الذي يجب الاسراع في انهاء معاناة اسرته باعتباره أقدم مختطف سياسي.
وجدد المصدر التحية لقحطان كرمز سياسي وطني وقامة سياسية ستظل حاضرة في وجدان كل يمني واصلاحي ورمزا للنضال والموقف في وجه الكهنوت وارهاب المليشيا، مشيرا ان على الوفد التفاوضي بذل الجهد الكافي في سبيل ذلك.
بدورها منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان طالبت الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي بتقديم الاعتبار الإنساني على أية اعتبارات أخرى واستثمار محادثات جنيف بما يخدم مصلحة كافة الأسرى والمختطفين.
ومع انطلاق المشاورات في جنيف تسألت نجلة السياسي قحطان عن مصير والدها في أروقة المشاورات التي انطلقت السبت، بين الحكومة والحوثيين في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وقالت فاطمة قحطان ماذا سيقولون بمفاوضاتهم عنك يا أبي وعن كل الأسرى؟! هل سيهتمون بملف الأسرى والمخفيين قسراً أم سيهمش أم سيذكرون البعض و ينسون البعض الآخر؟
وأضافت: ماذا سيقولون عنك يا أبي هل سيعترفون بك وبحق حريتك أم سينكرون وجودك ويسقط اسمك في ملف الأسرى؟
وفي السياق ذاته الكاتب عبده سالم وجه رسالة إلى حزب الإصلاح وخذلانه للقيادي في الحزب والسياسي قحطان بالقول "إلى قيادة حزب الإصلاح، المناضل قحطان هو مرادف لمسمى آخر هو: " حزب الأصلاح "عنوان لقضية انسانية، ورمزية نضالية ينبغي أن لا تحجبها المفاوضات ولا الصفقات".
الكاتب أحمد عثمان قال إن "تجاهل هذا الرمز النضالي عار على الشرعية وكل مكوناتها، بدون استثناء".
وأضاف "محمد قحطان شخصية وطنية تجاوز الدوائر الضيقة إلى رحابة اليمن وقدم الكثير ومثل روح اليمني العزيز والسياسي الفذ الذي نافح عن الجمهورية وقيم الحرية باسم المواطن البسيط في كل مدينة وقرية".
وكيل وزارة الإعلام عبدالباسط القاعدي كتب "الأستاذ المناضل محمد قحطان عنوان ورمزية لقضية الأسرى والمختطفين المركزية وأي تفاوض في هذا الملف يتجاهل هذا العقل السياسي يجب أن لا يمر".
الباحث والكاتب نبيل البكيري "أكد أي عملية تفاوض حول الأسرى لا يكون محورها الاستاذ والشخصية الوطنية الكبيرة محمد قحطان وزملائنا الصحفيين، فليست سوى عملية نخاسة وعهر سياسي فاضح ومعيب".
الصحفي محمد الجماعي غرد بالقول "سواء ورد اسم قحطان في كشوفات التبادل أو لم يرد، لن ننتحب ولن نتسول أحدا للإفراج عن شخصية بحجم هذا العملاق".
وأضاف "قحطان هو معلم اليمنيين أحزابا وتيارات معانى الحرية والنضال السلمي، ومنذ اختطفه الجبناء من داخل منزله بالعاصمة صنعاء، أصبح غصة لهم، ورمزا لشموخنا وقدوة لأجيالنا".
كذلك الكاتب الصحفي سلمان الحميدي تساءل: لماذا تظهر جميع أسماء المختطفين اليمنيين على طاولات التفاوض بين اليمنيين والحوثيين ولا يظهر اسم قحطان؟ أم لأنه إصلاحي.. ومن العدين؟
وقال "يظهر الجنوبيون والشماليون، أبناء القبائل الجنوبية والشمالية، المنتمون لكافة الأحزاب والمستقلون، العسكريون والمدنيون. يظهر أبناء الرئيس صالح وأقاربه، أقارب الرئيس هادي ومقربيه، أسرى من دول التحالف العربي، ويتم التفاوض على إطلاقهم، وحين يصل الأمر إلى اسم محمد قحطان يسكت الجميع، وترفض مليشيا الحوثي الإدلاء عن معلومات عنه، أو السماح لأسرته بالتواصل معه منذ ثمان سنوات".
وأردف "لماذا هذه القسوة مع محمد قحطان؟ أعتقد لأنه مواطن يمني وقيادي إصلاحي ومن منطقة العدين، فتتعامل مليشيا الحوثي معه بعنصرية: طائفية، بينما تتقاسم المكونات المحلية والخارجية مع الحوثي نظرتها لقحطان من زاويتي: الايديولوجيا والمناطقية، حد قوله.
الناشط عبدالكافي مرشد تساءل: لماذا يتجاهل المتحاورون في جنيف ذكر اسم السياسي قحطان في صفقات التبادل او الاهتمام بمصيره؟ وقال: أم أن قحطان ليس يمني ولا يهم الوفد الحكومي المفاوض مصيره؟
وطالب مرشد المجلس الرئاسي والحكومة بالكشف عن مصيره.
مصطفى القطيبي هو الآخر قال "معيب على كل مفاوضي الشرعية عدم وضع قحطان كأول أسم في أي صفقة لتبادل المختطفين والأسرى مع مليشيات الحوثي".
وتابع " قحطان رجل سياسي ليس عسكري ولم يعتقل في معركة ولا انتفاضة فلماذا في كل صفقة تبادل لا يذكر اسمه ولا يبحث الإفراج عنه ومعرفة مصيره وتطمين أهله".