[ مليشيات الانتقالي المدعوم من الإمارات بعدن ]
تشهد الساحة الجنوبية في اليمن حراكا وتصعيدا من قبل مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، ضد قيادة المجلس الرئاسي، عقب تصريحات لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، بشأن ما يسمى بالقضية الجنوبية.
وفي وقت سابق اليوم منعت عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال، دخول الموظفين إلى قصر معاشيق عدن، بعد يومين من تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي عن الحل في اليمن، ومستقبل القضية الجنوبية.
وقالت مصادر محلية وشهود لـ"الموقع بوست" إن مليشيات الانتقالي انتشرت على طريق المؤدي إلى قصر المعاشيق منذ وقت مبكر، ومنعت جميع الموظفين من الدخول، بمن فيهم موظفي مكتب رئاسة الجمهورية والأمانة العامة لمجلس الوزراء.
والخميس قال العليمي في تصريحات لـصحيفة "الشرق الأوسط" نؤمن تماما بالقضية الجنوبية بأنها عادلة، والحديث عنها أو نقاش حولها في هذه اللحظة قد يكون غير مناسب، وعندما نستعيد الدولة (من الحوثيين)، سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش، ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف أو بالقوة".
وفي السياق اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، الجمعة، رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، بـ"عدم الجدية في الشراكة والتوافق بين الجانبين".
وقال الانتقالي، وهو مشارك في مجلس القيادة الرئاسية والحكومة، إن "تصريحات العليمي غير دقيقة، ولا تشير إلى جدية الشراكة والتوافقات التي انبثقت عن مشاورات مجلس التعاون الخليجي".
وشنت قيادات وأنصار الانتقالي الانفصالي هجوما حادا على العليمي والسعودية معا، الأمر الذي يراه سياسيون أن هذه المليشيات تمتلك مشروعا قرويا لا وطنيا وتبحث عن مكاسب ضيقة لتحقيق مشاريعها الصغيرة فقط.
ويأتي تصعيد الانتقالي بعدن في الوقت الذي يتحدث عن تدهور كبير في العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والسعودية، وذلك بسبب عدد من الملفات السياسية والأمنية والعسكرية المتراكمة منذ أغسطس الماضي.
وتوالت ردود فعل اليمنيين حول تصعيد الانتقالي ضد رئيس المجلس الرئاسي، ويرون أن ذلك مؤشرا خطيرا يهدد بنسف التوافقات السياسية وكل التفاهمات.
وفي السياق قال الباحث العسكري علي الذهب "بوادر انقلاب في عدن، والمجلس الانتقالي المدعوم من التحالف ينفذ ما يملى عليه فقط".
وتوقع الذهب أن هنالك تحضيرا لإعادة تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، في الوقت الذي وصل فيه رئيسه، رشاد العليمي، إلى الرياض البارحة، في اتجاه ذي صلة القوات السعودية المتبقية في سقطرى تخلي مقرها في حديبو".
وزير النقل السابق صالح الجبواني يرى أن أي خطوات يقوم بها الانتقالي قبل الاستقالة من المجلس الرئاسي والحكومة هي خطوات ابتزاز لا أكثر ولا أقل".
وقال "هؤلاء أساسا غير قادرين على الاستقالة، لأن الأمر ليس بأيديهم، وقرار الانتقالي بيد أبوظبي".
وحث الجبواني السعوديين أن يترفعوا عن الحديث مع هؤلاء، ناهيكم عن الجلوس معهم وقال "غريمكم في أبوظبي".
مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي علق بالقول "ست سنوات وما يُسمى المجلس الإنتقالي، يبيع الوهم لأنصاره، لدرجة أن القيادة نفسها، صدقت أن ما تروجه من أوهام حول حلم الدولة المزعوم، لربما صار حقيقة قابلة للتجسيد قريبا.
وأضاف: لكن الواقع يصفعهم باستمرار، انظر كيف يولولون ويبكون ويصرخون، هل هؤلاء ساسة يتمتعون بأدنى حصافة أم مجرد اتباع؟
وطبقا للرحبي "اي تصعيد من قبل مليشيات الانتقالي في عدن سيجعلهم يخسرون كل المكاسب السياسية التي تم تحقيقها خلال الفترة الماضية وستكون نهاية ما وصفها بـ "الانتفاشة الانتقالية".
وقال "ستكون السعودية وكل أعضاء مجلس القيادة باسثناء عيدروس الزبيدي ضد تصرفات وأفعال الانتقالي وسيقف المجتمع الدولي ضدهم".
الإعلامي بشير الحارثي كتب "كمية الإساءة والسفة والشتيمة للرئيس العليمي من قبل إعلام وناشطي المجلس الانتقالي تعكس تكوينة وقبح هذا المشروع القروي، ويؤكد حقيقية أنهم وقاداتهم لا يرتقون ليكونوا جزء من مشروع سياسي لإدارة البلاد، وأن إشراكهم كان خطيئة، كما قال المتنبي (وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا).
الكاتب السعودي سليمان العقيلي غرد بالقول "محاولات عزل عدن عن محيطها اليمني والعربي والحاقها بالمشاريع الاجنبية الاقليمية أو الدولية لن يكتب لها النجاح باذن الله ، بفعل وعي شعب الجنوب اليمني وترفعهم عن حالات التكسب والارتزاق على حساب الوطن والأمة".
القيادي في حزب المؤتمر والأكاديمي عادل الشجاع قال "تقف الشرعية الدولية سدا منيعا أمام أي انفصال لأنه يوجد 59 حركة انفصالية حول العالم والاعتراف بواحدة منها سيفتح الباب أمام الأخريات".
وتابع "لذلك العالم كله مع وحدة اليمن ويرفض الانفصال وكان بإمكان رشاد العليمي أن يطلب من الإمارات أن تحدد موقفها من الوحدة اليمنية كي تتوقف عن دعم الانفصاليين".
في حين قال الباحث السياسي السعودي علي العريشي "أصبح لدينا الآن انقلابين وتمردين واضحين ضد الجمهورية اليمنية وضد التحالف، انقلاب في صنعاء وانقلاب في عدن وعلينا التعامل معهما ومع من يدعمهما أياً كان ومهما كانت نواياه".