[ نساء احرقن ضفائرهن في صنعاء ]
لجأت أمهات ونساء المختطفين في سجون مليشيا الحوثي والمخلوع، إلى إحراق ضفائرهن، خلال وقفة احتجاجية أقمنها اليوم الثلاثاء، 24 مايو، بعد أن تقطعت بهن الأسباب، وعجزن طيلة الأشهر الماضية، عن إيجاد وسيلة أو معين للإفراج عن أبنائهن المعتقلين ظلما وجورا من قبل المليشيا الإنقلابية، حسب وصفهن.
عشرات النسوة، من أمهات وأقارب وزوجات المعتقلين لدى المليشيا، نظمن اليوم وقفة احتجاجية، أمام القصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء، هناك حيث يتواجد محمد علي الحوثي، الذي يتربع على كرسي الحكم، غير مكترث للجماجم والدماء التي وصل فوقها إلى هذا المكان، ولا أنّات الأمهات والنساء اللاتي ما فتئن يبكين أبنائهن المختطفين في سجون جماعته، بغير ذنب، سوى أنهم رفضوا تأييد مشروع القتل والدمار الذي جاءت به من كهوف مران.
ولجأت نساء وأمهات المختطفين لهذا الإجراء، المتمثل في حرق الضفائر، و "الحجاب"، بعد أن استبد بهن اليأس، وتجاهل الجميع، وفي المقدمة، المنظمات الإنسانية، نداءاتهن المتكررة، لإنقاذ أبنائهن وأقاربهن المختطفين لدى المليشيا، والذين يتعرضون لأصناف الإيذاء النفسي والجسدي، من قبل سجانيهم.
إجراء "حرق الضفائر" من قبل النساء، يحمل رمزية كبيرة، لدى قبائل اليمن، إذ يعتبر ذروة سنام الاستغاثة من قبل نساء الطرف المظلوم، وبالتالي فتجاهله، يمثل عيبا أسودا، ونقطة سوداء في حث هذه القبيلة التي ترفض الاستجابة لهذا النداء الملبد بلهيب النار.
ففي العرف القبلي، تلجأ النساء لحرق ضفائرهن، وكذا ما يعرف في اللهجة الدارجة في أوساط القبائل، بـ"المقارم"، وهو "الخمار"، الذي تضعه نساء اليمن على رؤوسهن، طلبا للنجدة، ومخاطبةً للنخوة لدى الطرف الذي تم إحراقها في ساحته، وهو الإجراء الذي يعجز الأخير عن رده أو تجاهله، فلا يملك إلا الاستجابة له، ورفع الظلم عن أولئك النسوة، أو الوقوف إلى جانبهن لرفعه.
ويرتبط "حرق الضفائر، و "الخُمُر"، بمصطلح "النكف"، لدى القبائل، وهو قيام إحدى القبائل، باستنفار أتباعها، وأفرادها، للقيام بواجب النصرة، والوقوف لرد الظلم عن القبيلة أو أحد أبنائها، من قبل طرف آخر، أو الانتصار للمظلوم، والرد على الظالم.
وغالبا ما تلجأ القبائل لهذا الأسلوب، عند وقوع أخطاء كبيرة، تعرف لدى القبائل بـ"العيب الأسود"، وحينما يحدث النكف، يهب رجال القبيلة لتلبية الداعي، علما بأن النكف يأخذ أشكال عديدة، إما بإطلاق النيران، في الليل، في الأجواء لتنبيه رجال القبيلة في مختلف القبائل ودعواهم للحضور إلى موقع النكف الأول، أو بقيام النساء، بإحراق الضفائر والخُمُر، وغيرها من الوسائل.
وتنتظر أمهات ونساء المختطفين، أصحاب نخوة، قد يثيرهم هذا النكف، للوقوف إلى جانب قضيتهم، والضغط بكل الوسائل للإفراج عنهم في سجون المليشيات، بعد أن سلكن كل الوسائل الأخرى، من الاحتجاج والمناشدات المستمرة، وغيرها، من الوسائل دون جدوى، على أمل أن يتم الإفراج عنهم قبيل شهر رمضان المبارك.