حظيت الذكرى الـ "26" للوحدة اليمنية، والتي تصادف اليوم الأحد، 22 مايو، بردود أفعال قوية في أوساط السياسيين والناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويحتفل اليمنيون بذكرى الوحدة، في ظل أوضاع مأساوية، جراء الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي وقوات المخلوع، وتسببت في تدمير مقدرات البلاد، وإنهاكه، وأدخلته في أزمة إنسانية خانقة، إضافة إلى تسببها في إثارة نعرات التشظي والعنصرية.
وتتزامن الذكرى الـ26 للوحدة، مع ظهور ممارسات في بعض المحافظات الجنوبية، تصب في خانة التشظي، منها حملة تهجير مواطنون من عدن، وهي الحملة التي عدها مراقبين تطورا خطيرا يهدد الوحدة والنسيج الاجتماعي في البلاد.
وتزامنت هذه الممارسات، مع بروز دعوات لـ"فك الارتباط"، بين الشمال والجنوب، وهو ما جعل هذه القضية، محل نقاش وتعاطٍ من قبل السياسيين والناشطين، والكتاب اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ففي ذكرى 22 مايو، ذكرى تحقيق الوحدة، تطرق ناشطون وسياسيون، في نقاشاتهم إلى الموانع التي تحول دون وقوع الانفصال، منها الاختلاف الكبير داخل قيادات الحراك الجنوبي، وكذا الطروف الذاتية، والإقليمية الغير مساندة لتقسم اليمن، كتمسك التحالف العربي والأمم المتحدة، والمجتمع الدولي بالوحدة اليمنية، وكذا الرفض الشعبي لهذا الخيار.
كرمان تهني
الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان هنئت الشعب اليمني بهذه المناسبة، وتمنت للشعب اليمني النصر والاستقرار.
وفي صفحتها على الفيسبوك قالت توكل: كل عام وكافة ابناء شعبنا بحال أفضل.
واضافت كرمان: برغم كل حالات الغدر التي تعرضت لها الوحدة اليمنية فستبقى الحدث العربي المشرف في التاريخ المعاصر، وستظل الجمهورية اليمنية الديمقراطية الحديثة غاية كل اليمنيين ومنتهى آمالهم
خطاب الرئيس
بالنسبة للصحفي محمد سعيد الشرعبي فقد علق على خطاب الرئيس هادي، معتبرا بأنه قطع الطريق على أصحاب مشروع استقلال الجنوب، مضيفا قوله: "كنت منتظر إعلان الاستقلال لكن هادي يصحى لهم في اللحظات الأخيرة".
اما الكاتب والمحلل السياسي عبدالرقيب الهدياني: "الرئيس هادي في كلمة قوية شاملة بمناسبة ٢٢ مايو تحدث عن اليمن الاتحادي، كخيار لا رجعة عنه بتوافق اقليمي ودولي جامع".
خطاب المخلوع
ياسين التميمي، المحلل السياسي، تحدث عن الوحدة، والانفصال، عبر خطاب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذي ألقاه مساء أمس أيضا، مشيرا إلى أنه انتقد المملكة والرئيس هادي، وحزب الإصلاح، وهي القوى التي أطاحت به، والتي لولاها لما فقد السلطة.
وأشار التميمي، إلى أن المخلوع يرفع صوته حين يتعلق الأمر بالإصلاح، فهو، حسب وصفه، يتنطع بمعاداتهم لاعتقاده أن ذلك ما يريده الغرب، وما يتفق مع هوى بعض دول المنطقة.
ولفت إلى أن صالح يتحدث عن الوحدة كأنه لم يفسدها ويحولها إلى سبب من أسباب الكراهية، وإلى عامل من عوامل هدم البناء الوطني.
منجز شخصي
بدوره، علق الكاتب الصحفي يحيى الثلايا، على الذكرى الـ26 للوحدة، بالإشارة إلى أنه قبل الوحدة، كان هناك شعب واحد بحكومتين ودولتين، بينما اليوم، أصبحنا شعب مقسم بهويات ونزعات ضيقة، حسب قوله.
وتابع الثلايا في منشور على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك": "الوحدة التي تتباكون عليها قتلت الخطاب الوطني التحرري السبتمبري الجمهوري وأحلت محله غنائيات عباس الديلمي التي تغنت بالوحدة المزعومة كمنجز شخصي لعلي عبدالله صالح"، حسب قوله.
وأردف قائلا: "هي ذات الوحدة التي أنعشت الامامة من جديد وسلمت موقع نائب رئيس الجمهورية وموقع رئيس الوزراء وموقع وزير الداخلية للهواشم السادة يحيى المتوكل والبيض والعطاس والجندرمة علي عبدالله صالح عباس عفاش هم ابرز ثمار الوحدة المباركة".
الهاشمية السياسية والوحدة
اما الكاتب والسياسي فيصل علي فتتساءل عن علاقة الهاشمية السياسية في الشمال والجنوب بالوحدة اليمنية، مشيرا إلى أن الهاشميين مجرد ضيوف غرباء طال بقاؤهم في اليمن وصبر عليهم الشعب كثيرا.
وقال بصفحته على موقع "فيسبوك"، متحدثا عن الهاشميين، أنهم عبثوا بالبلاد، وراحوا يحتفلون بالوحدة في السبعين، مخاطبا إياهم: "من أنتم وعن أي وحدة تتحدثون ودماء شعبنا مسفوكة بأيديكم من الجوف إلى عدن ومن تعز إلى صعدة؟".
بدوره اعتبر المحامي والمحلل السياسي فيصل المجيدي: يوم 22 مايو يظل يوما عظيما في تاريخ امتنا التي تعاني من انكسار الرايات.
نعم لدولة يمنية اتحادية
من جانبه، علق الدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، على حلول الذكرى السادسة والعشرون لقيام دولة الوحدة (الجمهورية اليمنية)، بالقول: "إنني ما زلت عند قناعتي بمقولتي التي سطرتها منذ أعوامٍ مضت، والتي مفادها، أنه لا وحدة مع استبداد وفساد وإقصاء، ولا ديمقراطية مع تجزئة وتشطير".
واضاف الدكتور الظاهري بصفحته على موقع "فيسبوك": "نعم لدولة يمنية اتحادية ديمقراطية عادلة ولا " للوحدة أو الموت"، بل نعم للوحدة، والحياة، والحرية، والكرامة، والمساواة".
