في ظل ما تشهده مدينة تعز وسط اليمن من صراع واقتتال بين جماعة الحوثي وصالح الانقلابية والمقاومة الشعبية المسنودة بالجيش الموالي لرئيس عبد ربه منصور هادي أصبحت اوضاع المواطنين في خطر مع تردي الحالة الأمنية فمن يعيش في مدينة تعز يشاهد وبشكل محلوظ ما يعنيه المواطنون للحصول على أبسط مقومات الحياة الأساسية "الكهرباء، الماء، الوقود ، الغاز ، والمواد الغذائية والطبية بشكل عام كما استنفذت بعض المستشفيات وسط حصار خانق للجماعة الانقلابية جميع المواد الطبية .
هذا وتشهد مدينة تعز سقوط جرحى وقتلى بشكل يومي ومتواصل جراء اعتداءات مليشيات الحوثي المسلحة المتحالفة مع المخلوع علي عبدالله صالح ويشكو المواطنين من نفاذ المواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية مع تواصل القصف العشوائي واستهداف المواطنين من قبل الميليشيات .
ويعيش السكان في أحياء مدينة تعز حالة من الخوف الهلع منذ اكثر من عام مع استمرار القصف العشوائي المتواصل ونفاذ المواد الغذائية من المنازل وأصبحت الشوارع في بعض الأحياء جميع محلاتها التجارية مغلقة يصعب على المواطن ان يجلب أي مواد غذائية ليسد رمق جوع اطفالة وأسرته خوفا من قناصات الميليشيات وقذائفهم الطائشة .
وتعيش مدينة تعز منذ مدة ليست بالقصيرة أزمة خانقة جراء انعدام الوقود ، إذ تشهد جميع محطات الوقود في المدينة إغلاقاً تاماً نتيجة انعدام المشتقات النفطية ونتيجة لتردي الأوضاع الأمنية بالمنطقة الواقعة بها، فقد يضطر المواطن في بعض الأحيان لقطع مسافات طويلة إلى السوق السوداء وأمام هذا النقص الحاد أغلقت الأفران والمخابز بالمدينة أبوابها أمام المواطنين بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي منذ اكثر من عام على جميع الأحياء والمناطق.
ومع اشتداد القصف العشوائي التي ترتكبها جماعة الحوثي المسلحة المتحالفة مع المخلوع علي عبدالله صالح تشهد مدينة تعز تردي في الأوضاع الصحية، فقد يعاني المواطن في بعض الأحيان من صعوبة الحصول على الدواء من الصيدليات نتيجة لإغلاقها بسبب الظروف الأمنية ، بالإضافة إلى إغلاق عدد من المستشفيات العامة والخاصة.
ويعاني القطاع الصحي في المدينة ايضا من نقص حاد في الأدوية خصوصاً أدوية مرضى غسيل الكلى التي حذر "مركز خدمات الكلى بمستشفى الثورة العام ونفاذ اسطوانات الاكسجين الذي بسببه توفي عدد من الجرحى والمرضى بعدد من المستشفيات وفي أكثر من مناسبة من نفاد الكميات وتوجيه مناشدات للجهات ذات الاختصاص لتوفير ما يمكن للمرضى وهو ما لا يتم الاستجابة له من تلك الجهات.
كما أن انقطاع التيار الكهربائي ونقص الوقود يؤثر وبشكل مباشر على المرضى داخل مختلف المستشفيات، وهو ما عبر عنه عدد من ذوي وأهالي المرضى بالمدينة .
وفي هذا السياق قال الدكتور سهيل الذبحاني مدير مستسفى الروضة بتعز ﻟ " الموقع " يواجه المرضى بمستشفى الروضة بتعز اوضاع ماساوية للغاية مع نفاذ اسطونات الاكسجين جراء منع مليشيات الحوثي والمخلوع صالح دخول اسطوانات الاكسجين والادوية.
وأضاف الذبحاني : بينما يستهلك المرضى في المستشفى ١٥ اسطوانة اكسجين في اليوم.. وحالياً مستشفى الروضة بتعز يعيش حالة تقشف للحاجات الضرورية حيث ان المريض الذي يحتاج ٢٤ ساعة بالتنفس الصناعي بالاكسجين داخل العناية المركزة اصبح يعطى له ١٢ ساعة وبعدين نضطر ان نعطية انبوبات التنفس اليدوي يعني المستسفى يعيش حالة تقشف حادة.
وأكد الذبحاني ان مشكلة مستشفى الروضة كبيرة ليس لها حل رغم مناشدات المنظمات والصليب الاحمر حيث الصليب الاحمر عجز بادخال الكمية المحجوزة لدى مليشيا الحوثي وصالح .. هناك صمت عالمي اقليمي دولي على مدينة تعز وما تتعرض له .. منذ فترة طويلة ومستشفى الروضة يستغيث ناشدت المستشفى عبر الفضائيات والتواصل الاجتماعي لكن بدون جدوى .. هناك فاعلين خير وشخصيات اجتماعية تفاعلت مع المستشفى وتريد ان تشتري اسطونات من الاكسجين لكن من فين يشتروا مافيش الا من صنعاء او الحديدة او عدن وكل هذه المنافذ مغلقة لايمكن تدخل.
واختتم الذبحاني حديثة قائلا نتمنى من دول التحالف والجيش الوطني والمقاومة الشعبية فك الحصار عن تعز وسرعة تحريرها هناك عشرات المرضى في العناية المركزة بمستشفيات تعز ومن بينهم مستشفى الروضة مهددون بالموت نتيجة انعدام الاكسجين وغير العناية المركزة لم تسطيع مستشفى الروضة اجراء عمليات وهناك مرضى اخرون يحتاجون الاكسجين وايضا يحتاج الجرحى الذين يصلون للمستشفى بالعشرات نتيجة القصف الهمجي الذي تقوم به مليشيا الحوثي وصالح على الاحياء السكنية في قسم الطواري وقد ربما خلال الايام القادمة لم تستطيع مستسفى الروضة استقبال الجرحى جراء تفاقم الوضع ونفاذ اسطونات الاكسجين.
علاوة على كل ما تقدم تطفو على السطح ظاهرة أخرى ترهق كاهل المواطن ألا وهي "انقطاع المياه " فبحسب رواية عدد من سكان المدينة من مختلف المناطق والأحياء، يعاني أهالي تعز من أزمة انقطاع المياه التي تعد عنصر ضروري ومهم في هذه الحياة الأمر الذي يزيد من معاناة المواطنين اليومية .
وما يزيد من معاناة المواطنين اليومية أزمة انعدام " الغاز " ، حيث اذ بدأت رحلة البحث عن اسطوانة تستغرق ربما أيام واسابيع والانتظار في طوابير طويلة جداً في مناطق تقع خارج المدينة ، كما تشهد المدينة موجة غلاء في الأسعار على مختلف البضائع نتيجة النقص الحاد في مخزون المواد الغذائية وإغلاق " بعض الأسواق" نتيجة وقوعه بمنطقة الاشتباكات المسلحة، بالإضافة إلى المعاناة التي يعيشها أهالي المدينة من نقص السيولة وإغلاق المصارف والتي إن فتُحت فقد تختار الذهاب إلى المنزل والراحة عوضاً عن الانتظار لساعات طويلة في الطوابير دون أي فائدة ..
وناشد جميع الأهالي في مدينة تعز جميع الدول المتحالفة في التدخل السريع بتقديم لهم المساعدات الغذائية والطبية مع ضرورة فك الحصار عن المدينة من قبل مليشيات علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي العميل الأساسي لدولة إيران الشيعية .
ويبقى السؤال المطروح من المواطن البسيط ، متى ستضع الحرب أوزارها؟ وتعود الحياة لمدينة تعز التي لم تعاني من هكذا نوع من الأزمات حتى في ظل اندلاع ثورة الحادي عشر من فبراير والتي كانت "تعز " شرارتها.