مدينة "هجدة"،، تتبع جغرافيا محافظة تعز، وإداريًا مديرية مقبنة، وهي بوابة الدخول إلى مدينة تعز، عبر طريق الحديدة تعز، وتبعد عن مدينة تعز 18 كيلومتر تقريباً.
تعد "هجدة"، المدينة الاقتصادية والتجارية الأولى لأبناء مديرية مقبنة، الذين يتوافدون إليها يومياً لقضاء متطلباتهم الحياتية يبلغ تعداد سكانها 6740 نسمة.
وتعتبر "هجدة"، أيضا من أقدم الأسواق، حيث يقام فيها سوق كل يوم ثلاثاء، ويباع فيه المواشي ويعرض فيه العديد من المنتجات مثل الجبن البلدي والأسماك الطازجة والمجففة (الوزف) والحلويات الشعبية والمنتجات اليدوية مثل المشغولات اليدوية المصنوعة من سعف النخل(حصير) والاواني الفخارية (فخار حيسي) وغيرها من المنتجات.
وبعد سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح عليها، تعاني قصوراً مؤثراً في تحسين مرافقها الأساسية كمياه الصرف الصحي وسوق الحيوانات والاسماك والقات.
(الموقع) قام بجولة استطلاعية خفيفة في نواحي وحارات مدينة "هجدة"، ورصد التالي:
تشكل مياه المجاري والبيارات المنتشرة بين احياء مدينة "هجدة" كارثة تهدد سلامة المواطنين صحياً ويتمثل ذلك باختلاط مياه المجاري مع حياة الناس يقول عبدالرحمن الخليدي لــ(الموقع)، إن أرضيته التي يريد أن يؤمن بها مستقبله ومستقبل أولاده ببناء مسكن شخصي بالقرب من مستشفى الرازي، تطفح المجاري والبيارات فيها، إضافة إلى أنها تطفح بمخلفاتها كل منزل في الحارة التي حولها، وهو ما أعاقه عن القيام بالبناء عليها.
وأشار إلى أن هذه البيئة، تسببت في نقل الأمراض والأوبئة، وبسبب الروائح الكريهة بشكل دائم صار السكان يكرهون العيش في منازلهم، ويبحثون عن مساكن بعيدة كما فعل أحد المدرسين من جيران عبدالرحمن، وكذا هو حال أحد أعضاء المجلس المحلي، الذي لا يزال منزله مغلق، ولم يعش فيه.
ويضيف عبدالرحمن: "للأسف الجهات المسئولة والمعنية في مقدمتها السلطة المحلية التي يقودها قيادات مؤتمرية وحوثية لم تتخذ اي اجراء يذكر وكان الامر لا يعنيهم".
الصرف الصحي، في مدينة "هجدة"، يمر في قنوات ترابية، تستقبل كل يوم مئات الأكياس البلاستيكية الفارغة والمملوءة بالقمامة أيضاً، أما ما يتسرب إلى الشوارع، من الصرف الصحي، فإنه يتسبب في نتانة تزكم أنوف المارة، وأصحاب المحلات، ما يجعل التساؤل حاضرا عن الانفعالات النفسية التي يمكن أن تسيطر على سكان مدينة هكذا حالها.
سوق أسماك وساكنون مغادرون
سوق الأسماك هو الآخر تحول إلى بؤره لتكدس نفايات محلات بيع الأسماك منذ سيطرة الميليشيات عليها، والقاطنون في "هجدة" يقولون إن العيش في هذا المكان لا يطاق، وهم ينقلون سكنهم أيضاً إلى حيث الهواء، الذي لا يحمل مثل تلك الروائع النتنة، والتي قد تفقدهم حاسة الشم، حسب ما قاله رشاد قاسم الصمدي.
واضاف الصمدي، لـ(الموقع): "الوضع كما ترى، مزرٍ ومخزٍ أن ترى أهم سوق لغذاء الناس وضعه هكذا، حيث أن القمامة ومخلفات الأسماك لا يتم نقلها الى مكان بعيد عن المدينة".
وإلى جانب أكوام المخلفات، ترى البيارات تتشقق هي الأخرى فيتدفق ما تحويه في السوق، ما يجعل الأسماك غير صالحة للأكل، في حين يعتبر سكان المدينة، سكوت سلطات مديرية مقبنة عن هذا الوضعية المزرية استرخاصاً بحياتهم وسلامتهم.
سوق الحيوانات
يسبب سوق الحيوانات والمواشي بمدينة "هجدة"، وجالبيها اإى الاسواق مشاكل للساكنين بجوار السوق، وهنا يتحدث داؤود محمد عبدالله القاسمي صاحب محل وعمارة بجانب سوق مدينة "هجدة"، لـ(الموقع)، قائلا: "على الرغم من المساحة الشاسعة المفترضة للسوق يأبى البائعون إلا أن تكون لهم يد في تشوية المدينة".
ويشير إلى أن التسوق يوم الثلاثاء، يجبره على البقاء في المنزل، هو وأولاده وجميع سكان الحارة، لعدم تمكنهم من المرور أمام البوابة الرئيسية للعمارة، حيث تصل زحمة المواشي إلى بوابتها، كما أن ملاك المواشي، يربطون مواشيهم إلى الأبواب، ويقطعون الشارع الرئيسي، كما أن بعض المحلات، تضطر إلى إغلاق أبوابها، بسبب الإزدحام الشديد، يوم الثلاثاء، موعد التسوق الأسبوعي.
ويرى القاسمي، أن الحل بسيط جداً، لهذه المشكلة، ويتمثل في تحرير مديرية مقبنة من ميليشيات الحوثي وصالح التي تسببت بالعشوائية.
ويضيف: إذا تحررت من الميليشيات وتطبقت الانظمة والقوانين على الجميع سنعيش بسلام بعيداً عن العشوائية التي تعيشها مدينة "هجدة"".
سوق القات أيضاً لم يستوعب البائعين بداخلة لكنهم يخرجون للبيع على أطراف الشارع هروباً من جبايات ميليشيات الحوثي بما يسببه ذلك من عرقلة لسير المركبات والمارة على حد سواء.
وتجسيد لمعاناة الناس من اختناق حركة السير، يقول فضل محمد إن بائعي القات والعشوائية بعد سيطرت ميليشيات الحوثي وصالح، وفرض إجراءات تعسفية، على مدينة "هجدة"، تضاعف مشكلة الازدحام الحاصلة.
المجانين .. انتشار مخيف
الظاهرة التي تلاحظ باستمرار، هي زيادة عدد المجانين في كل الشوارع والأزقة بمدينة "هجدة"/ خاصة في هذه الأيام، وهو ما يولد خوف لدى المواطنين على الأطفال وطلبة المدارس/ وخاصة الفتيات/ من تزايد ظهور المجانين، وحالة الفزع التي تترتب على هذه الظاهرة.
إزاء كل ذلك تبدو الجهات المعنية في المجلس المحلي الذي تقوده قيادات حوثية وتابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح للمدينة نائمة عن كل هذا تاركة المجال امام زيادة تدهور الخدمات الاساسية للمواطنين.
مناشدة المواطنين في كل حواري وشوارع مدينة "هجدة"، ينبغي أن تسمعها السلطة الشرعية، للالتفات إلى أوجاعهم اليومية، وتسريع عملية الحسم وتحرير محافظة تعز بالكامل، بما في ذلك، مديرية مقبنة، التي تتواجد فيها مدينة "هجدة".