[ جنود أمريكيون - إرشيف ]
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، عن وصول عدد محدود من قوات العمليات الخاصة التابعة للجيش الأمريكي إلى اليمن، لتقديم الدعم والمساعدة، والتدريب لقوات التحالف العربي، لمواجهة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن.
وأكد مسؤولون في "البنتاغون"، في تصريحات لهم يوم الجمعة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال وترجمها (الموقع) وصول 12 جنديا، ضمن مجموعة من قوات العمليات الخاصة، لمساعدة القوات الإماراتية في الحرب ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وتخوض قوات الجيش الوطني، بدعم من القوات الإماراتية، والتحالف العربي، منذ عدة أسابيع، عملية عسكرية واسعة ضد عناصر القاعدة، في محافظات حضرموت وأبين ولحج، وشبوة، جنوب البلاد.
وأوضح المسؤولون الأمريكيون، أن نشر هذه القوات المحدودة، بدأ قبل حوالي أسبوعين، وساهم في استعادة السيطرة على ميناء مدينة المكلا، والمناطق الواقعة، في الساحل الجنوبي للبلاد.
وكان النقيب جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاجون قد أوضح أنه منذ 23 أبريل، أجرت وزارة الدفاع الأمريكية أربع غارات استهدفت تنظيم القاعدة في اليمن، مشيرا إلى أنها أسفرت عن مقتل قرابة 10 من عناصر التنظيم وإصابة عدد آخر.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن "البنتاغون"، تقدم مساعدات ودعم للعمليات التي تخوضها القوات اليمنية، والتحالف العربي، ضد تنظيم القاعدة، بما في ذلك، تعزيز القدرات الاستخباراتية وعمليات الاستطلاع والمراقبة الجوية، إضافة إلى تقديم المشورة والمساعدة في تخطيط العمليات الميدانية، فضلا عن القيام بمهام الاعتراض البحري، وتعزيز الامن، وكذا الدعم الطبي، والتزود بالوقود لطيران التحالف.
تهديد أمني
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، "لا يزال يشكل تهديدا أمنيا خطيرا للولايات المتحدة وشركائها في المنطقة"، معربا عن ترحيب واشنطن بالجهود التي تعمل على اجتثاث تنظيم القاعدة من مدينة المكلا، وكذا جهود تدمير التنظيم في اليمن عموما.
وأضاف النقيب ديفيس متحدثا عن القاعدة: "هي بالفعل تبقى خطرا كبيرا على المنطقة والولايات المتحدة، وتنظيم القاعدة له تأثير سلبي على استقرار اليمن، لافتا إلى أن الاضطرابات في اليمن، وفرت ملاذا آمنا للقاعدة، الأمر الذي يوفر لهم الظروف المناسبة، للتخطيط لشن هجمات على الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها مستقبلا.
الجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، حافظت على قوة محدودة، لتقديم المشورة في اليمن، لمساعدة الجيش اليمني ضد تنظيم القاعدة، إلا أن تلك القوة غادرت بعد اندلاع الحرب عقب الانقلاب الذي قامت به مليشيا الحوثي وصالح.
وفي فبراير من العام 2015، أخلت واشنطن سفارتها في العاصمة صنعاء، وانتقل سفيرها ماثيو تولر لممارسة مهامه من القنصلية الأمريكية، بمدينة جدة السعودية منذ ذلك التاريخ.
وبحسب مصادر أمريكية، فإن الولايات المتحدة حافظت منذ ذلك الحين، على التركيز التكتيكي على أهداف القاعدة في جزيرة العرب، حيث أعلنت الدفاع الأمريكية في مارس الماضي، أنها شنت غارة على معسكر تدريبي لتنظيم القاعدة في اليمن.
خبير الأمن القومي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، انتوني كوردسمان، أن القوات الأمريكية، قامت بعملية جراحية على مستوى منخفض، ضد القاعدة في جزيرة العرب في اليمن، وذلك لطمأنه حلفائها في الخليج، بأن الولايات المتحدة غير بعيدة مما يحدث في اليمن، فيما يتعلق بالحرب على التنظيم، إضافة إلى أنها هدفت إلى إرسال رسالة إلى كل من القاعدة والدولة الإسلامية، حسب الخبير كوردسمان.
وقال كوردسمان هذا النوع من العمليات الذي نفذتها واشنطن في اليمن، كان على أقصى قدر من التأثير وبأقل تكلفة ممكنة.
طرف في الحرب
مصادر أمريكية، أشارت إلى أنه في حال تعثر اتفاق وقف إطلاق النار، وعادت الحرب في اليمن، بين الحكومة الشرعية، والمتمردين الحوثيين، فإن القوات الأمريكية، قد تكون طرفا في الحرب، من أجل التوصل إلى السلام الدائم.
وفي هذا السياق، أشار بروس ريدل، وهو زميل بارز في معهد بروكينغز، أن الولايات المتحدة باتت حاضرة بشكل عميق في اليمن، وهذا يتطلب عملية سياسية حقيقية، للتوصل إلى السلام الدائم، مضيفا: "وإلا، فنحن في طريقنا إلى أن نغوص في حرب أهلية أخرى في الشرق الأوسط مع شريك ضعيف"، في إشارة إلى الحكومة الشرعية في اليمن.
وقالت مصادر أمريكية، إن إعادة نشر القوات في اليمن قد تفرض جولة اتصالات جديدة لإدارة أوباما لتجديد موافقة الكونغرس على عمليات الجيش الأمريكي ضد الإرهاب، في اليمن.