سليمان يفقد منزله بسبب سيول الامطار بمخيم الجفينة ومنظمة تعوضه بمنظفات والمتضررين يطردون منظمة الهجرة من موقع الاضرار بمارب
فقد "سليمان العامري" منزله بفعل سيول الأمطار في مخيم الجفينة أكبر مخيمات النازحين بمحافظة مأرب فجر اليوم الأحد وإلى جواره العشرات من النازحين الذين فقدوا منازلهم المبنية من الخيام والطين اثر موجة أمطار شديدة ورياح محملة بالأتربة اجتاحت المحافظة.
وبحسب إدارة مخيمات النازحين بمأرب فإن تلك السيول جرفت 270 مسكن بشكل كلي و1340 مسكن بشكل جزئي في مخيم الجفينة، ودفنت تحت انقاض تلك المساكن الصغيرة المبنية من الطين والخيام كل محتويات مساكن الأسر من فراش ودفاء وغذاء، فيما باتت غالبية الأسر في العراء تنتظر معونات انسانية لم تأتي حتى الآن.
"راح بيتي ".. بهذه الكلمتين، نطق بها سلمان والعبرة تخنق حنجرته وعيناه تحكي الألم بالتفصيل "جاء مطر بالليل حاولت حماية المنزل وغطيت كل المنزل بغطاء بلاستيكي كي يمنع قطرات المطر من الدخول "وحين نجحت خطته في منع دخول المطر جائه سيل جارف من خلف منزله لم يترك له فيه إلا وردة ألصقت في جدار المنزل لتذكره بعيد ميلاد ابنته التي أهداها لبكر أطفاله الاربعة.
يقول العامري وعلى عينيه اثار حزن بليغ أثناء زيادة نسبة الامطار وارتفاع نسبة المياه المتراكمة على مجراها المنسد عن الخروج قرر اخراج اطفاله إلى أحد الفنادق المجاورة للمخيم وما أن عاد من الفندق بعد دقائق من اخراج اسرته لم يجد إلا اطلال منزله .
ملابس الأطفال وأثاث البيت ودفاء وفراش وغذاء العائلة كلها ذهبت مع مجرى الماء أو دفنت تحت طين وماء قادم من مختلف اطراف المدينة ليشق طريقه نحو مجراه الطبيعي ابتدائه من ببيت العامري .
يتحسر سليمان كل ما تذكر أمر هام بالنسبة له وفقده في منزله، يقول أن حزنه الأكبر على الزي المدرسي الخاص بأطفاله الأربعة وكذا دفاتر العام التعليمي الذي من المفترض أن يبدأ اليوم الأحد" يضيف: كيف لي توفير زي مدرسي ودفاتر ووثائق الأطفال للإتحاف بالعام الدراسي الجاري "؟
بنى سليمان لعائلته منزل بسيط خلال العام 2019م اثر نزوحه في ذات العام من محافظة صنعاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين، يقول سليمان أنه باع ذهب زوجته التي امتلكته اثناء عقد قرانها به وبنى بقيمة الذهب منزله البسيط وتوفير أساسيات العيش في مخيم يسوده البناء العشوائي لمساكن النازحين من الخيام والعشش والخشب والطين.
قبل أحداث الحرب الجارية في البلاد، كان سليمان العامري، يعمل طبيبا في قطاع الصحة الحكومي بصنعاء لكن شظف العيش وتوقف صرف مرتبات موظفي الدولة منذ ثمانية أعوام انتقل نازحا إلى مأرب ليعمل اليوم في مشفى خاص بمبلغ 100 الف ريال في الشهر لا تكفي لتوفير لقمة العيش الأساسية وبالكاد تغطيها.
يقف العامري حائرا ملتصقا بآخر ركن من أطلال منزله، لا يعي من أين يبدأ كل شيء بحاجة إلى العمل من البداية كل شيء في المنزل عمل بجهد على توفيره، ها هو أخذ نهاياته ولابد من توفير بديل له من أجل البقاء .
والتزام بتوفير احتياجات أسرته من الطعام، وفر العامري خلال بداية شهر أغسطس الجاري الغذاء من قمح وسكر وزيت لما يكفي أسرته لمدة شهر كامل، لكن مياه الأمطار جرفت كل ما وفره لأسرته في الوقت الذي لم تقدم أي جهة اغاثية مساعدات من أي نوع كان.
المنكوب العامري يقول انه تسلم من قبل منظمة الهجرة في مخيم الجفينة فرشة ومعجون أسنان ومنظفات أخرى اثناء نزول فريق المنظمة الدولية التي تتكفل منفردة بإدارة وسد حاجة مخيم الجفينة للنازحين، وقال بكر بلون أحمر ليذهب لاستلام أدوات تنظيف الأسنان، فيما العامري بحاجة إلى استعادة مسكن لمبيت أسرته تحت سقفه وغذاء لسد جوع اطفاله في المقام الاول.
كلفت الهجرة الدولية بمأرب فريق مشكل من موظفيها الأجانب والمحليين للنزول إلى مخيم الجفينة لرصد وحصر الأضرار، لكنهم واجهوا عمليات شغب وغضب وطرد من المنطقة من قبل النازحين المتضررين من سيول الأمطار حيث قال محمد فارس أحد المتضررين أنهم لا يتلقون من منظمة الهجرة الدولية عدا أدوات تنظيف لا غير، فيما النازحين فقدوا منازلهم وطعامهم وفراشهم وهم بحاجة إلى بديل لها .
وقالت إدارة الوحدة التنفيذية للنازحين بمارب في بيان لها إن المتضررين من سيول الأمطار والمتغيرات المناخية الأخيرة بمارب 16735 أسرة تضررت مساكنها، منها 5287 أسرة تضررت مساكنها بشكل كلي و11448 اسرة تضررت مساكنها بشكل جزئي .
ويطمح النازحون المتضررون من سيول الأمطار لتعويض من قبل المنظمات الانسانية الاغاثية والجهات المعنية على الأقل في استعادة مكان أسرهم، لكنها أضغاث أحلام وبعيدة المنال، ولازالت آثار سيول الأمطار التي اجتاحت مأرب وخلفت آلاف الأضرار بمساكن النازحين خلال العام 2020 لم يحصلوا حتى اللحظة أي من تلك التعويضات الموعودون بها فكيف بحال متضرري سيول اليوم وغدا؟