اعتبر وفد الحكومة اليمنية إلى مشاورات السلام اليمنية عدم حضور وفد الانقلابيين، (جماعة الحوثي والمخلوع صالح)، في الموعد المحدد، الإثنين، 18 إبريل، دليلا على عدم جديتهم في إيقاف الحرب، وسلوكهم غير المسؤول في المماطلة والتسويف.
وقال الوفد في بيان صحفي، مساء الإثنين، إنه التزم بالحضور في الموعد المحدد لمشاورات السلام، فيما قابل "الانقلابيون" ذلك بعدم الحضور، ما "يعكس مدى استهتارهم واستهانتهم بدماء شعبنا وبإرادة المجتمع الدولي وعدم جديتهم بإيقاف الحرب والتخلي عن العنف وتنفيذ قرارات مجلس الأمن".
إلى ذلك، أوضح المتحدث باسم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، أن مطلب الجماعة، منذ اليوم الأول، أن يكون الحوار في أجواء يسودها هدوء وسلام واستقرار، مشيرا إلى أن ما وصفه بـ"العدوان" لم يتوقف منذ 11 إبريل، حيث استمر القصف الجوي على مناطق مختلفة، وكذا تعرضت لجنة التهدئة بالجوف لغارتين جويتين، إضافة إلى استمرار الزحوفات في أكثر من جبهة، بحسب زعمه.
وقال عبد السلام، في محاولة لتبرير تأخر وفد الجماعة عن الوصول: "إننا نرى أن تثبيت وقف إطلاق النار والسماح للجان المحلية بالانعقاد يساعد بشكل كبير لإنجاح الحوار حتى يتحول إعلان وقف الحرب إلى مصاديق عملية".
وأشار إلى أن الجماعة، ستسعى لاستيضاح الأمم المتحدة حول أجندة حوار تؤسس لمرحلة جادة من الحوار البناء والمسؤول يؤدي إلى إرساء مسار سياسي يعتمد الشراكة والتوافق وفقا للقرارات الدولية والمرجعيات المعروفة وليس لاستمرار العدوان وانتهاج س-ياسة الاقصاء"، معربا عن أمله في أن يدعم المجتمع الدولي مسار السلام، حتى لا تصبح جولة المشاورات هذه فاشلة.
من جانبه، قال رئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين، محمد علي الحوثي، إن حضور وفد الجماعة وحليفها صالح، إلى الكويت "يتطلب الوقف الكامل للعدوان".
وأضاف "أنه لا يمكن القبول بشروط ومطالب قبل الوصول إلى حل سياسي يتبعه تفاهم وحوار على التفاصيل، وضمان عدم انتهاك الطائرات سيادة الجمهورية اليمنية وألا يستمر التحالف في دعم حلفائه في اليمن"، حد وصفه.
من جانبها، قالت فايقة السيد عضو الفريق التفاوضي عن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه المخلوع صالح "أن وفد المؤتمر وجماعة ” أنصارالله ” (الحوثيين) لن يتحرك من العاصمة صنعاء لحضور المفاوضات في الكويت ما لم يتم إلزام الطرف الأخر بوقف إطلاق النار وإيقاف غارات طائرات التحالف.
ويرى مراقبون أن الانقلابيين يسعون من وراء مفاوضات الكويت للحصول على حلول سياسية دون تنفيذ قرار مجلس الامن 2216 والتي من أبرز بنوده، "انسحاب مليشيات الحوثي من المدن والمؤسسات، وتسليم السلاح، وعودة الشرعية وإعادة مؤسسات الدولة، وإطلاق المعتقلين والسجناء السياسيين".
وفي هذا السياق، قال الصحفي والمحلل السياسي مختار الرحبي في تصريح خاص لـ(الموقع) "نحن متعودين على تأخير الانقلابيين في جنيف 1و2، وهاهم اليوم يثبتون للعالم انهم ضد السلام وضد الحل السياسي والسلمي، مضيفا لأنها جماعة مسلحة لا تؤمن بالعمل السياسي جماعة لا تعرف سوى العنف والقتل والبندقية.
ولفت الرحبي إلى أن الانقلابيين سيحضرون إلى الكويت، "لكن الوقت ليس معلوما ولم يتم تحديده"، حسب قوله.
وأشار السكرتير الصحفي السابق، بمكتب رئاسة الجمهورية، إلى أن المبعوث الدولي ولد الشيخ أحمد يقوم بإجراء التواصل معهم لتحديد موعد لعقد جولة محادثات قريبة.
وأضاف: "أننا كنا ننتظر موقف صارم من المجتمع الدولي والأمم المتحدة جراء هذا التأخير والمماطلة.
وعن كذب الانقلابيين وتضليلهم أوضح الرحبي "أن من قام باختراق الهدنة هي المليشيات الانقلابية في تعز ومأرب والجوف"، مشيرا إلى أن هناك لجان ميدانية تقوم برصد كل الخروقات.
وكان مصدر مسؤول في الجيش الوطني كشف في اليوم السادس للهدنة أن غرف العمليات رصدت أكثر من 400خرق للهدنة من قبل مليشيات الحوثي وصالح، حيث رصدت غرفة عمليات المجلس العسكري 493 خرقاً للهدنة من قبل المليشيات توزعت بين قصف للأحياء السكنية وهجمات وقصف لمواقع الجيش الوطني والمقاومة. وقتل خلالها 9 فيما جرحى 73 آخرين من أفراد الجيش الوطني والمقاومة ومن المدنيين أيضاً.
وكان مراقبون رجحوا أن الهدنة الرابعة لن تصمد أمام الخروقات المستمرة للحوثيين، وشنها هجمات على مواقع المقاومة والجيش الوطني في العديد من المحافظات منذ الدقائق الأولى لسريان الهدنة الموافق يوم 10 من الشهر الجاري.
من جانبه قال المحلل السياسي ياسين التميمي في تصريح خاص لـ(الموقع)، إن الحوثين والمخلوع صالح، كانوا يأملون من خلال الخروقات الميدانية المتواصلة أن يدفعوا بالجانب الحكومي إلى عدم الذهاب الى الكويت، لكن الوفد الحكومي، حسب التميمي، فضل الذهاب رغم هذه الخروقات، وهو ما دفع الإنقلابيين إلى عدم الذهاب بالحجة نفسها، وهي خروقات وقف إطلاق النار.
وأوضح التميمي أن الانقلابيين وقعوا في مغالطات مفضوحة عندما ادعوا عدم معرفتهم بأجندة المفاوضات، وطلب وقف تحليق الطيران الذي تضمنه اتفاق وقف إطلاق النار الموقع من قبلهم.
وأشار "إلى أنهم يريدون التملص من اجندة المشاورات التي أعلن عنها المبعوث الأممي وقبلوا بالذهاب إلى الكويت على أساسها.
وقال التميمي: "في الحقيقة لا يريد الانقلابيون الذهاب الى الكويت ويرونه خيارا سيئا بالنسبة لهم لأن الأجندة واضحة وضوح الشمس، وهي لا تخدم أهدافهم بل تحطمها الواحد تلو الآخر"، مبينا أنهم اليوم يقامرون بهذه المماطلة حتى يدفعون الوسيط الدولي الى البحث عن موعد جديد.
واعتبر أن السبب في قرار الانقلابيين بعدم الذهاب إلى الكويت يعود إلى فشلهم ربما في الحصول على النتائج المرجوة من لقاءات الرياض السرية، رغم كل ما يقال عن صفقات عقدها الحوثيون بعيدا عن المخلوع صالح.
وذكر التميمي أن هناك شكوك تحوم حول وجود طرف ثالث مؤثر ربما شجع الحوثيين وصالح على عدم الذهاب.
من جهته أوضح المحامي والناشط الحقوقي فيصل المجيدي أن الانقلابيين أصبح خطابهم مرتبك جدا في هذه المرحلة يريدون أن يلعبوا في ميدان السياسية فسيقطون بشكل فاضح.
وقال المجيدي في تصريح خاص لـ(الموقع)، إن هناك ثمة هزيمة سياسية وأخلاقية ودبلوماسية لحقتهم وانكشفوا أكثر من مرة بأنهم أدوات حرب وليسوا دعاة سلام.
وأضاف: "هذه المرحلة برأيي كانت تمثل فرصة حقيقية لهم للعودة لجادة الصواب لكنهم وجدوا أنه حصحص الحق وفقدوا كل أدوات التنكر أمام مطالبة المجتمع الدولي بالوفاء بالقرار الاممي 2216 خصوصا مسألة تسليم السلاح، مشيرا بأن تنفيذهم للقرار خصوصا ذلك البند يعني وفاتهم عسكريا.
وأكد الناشط المجيدي أن مناوراتهم باتت مكشوفة لأنهم يريدون إرضاء شارعهم الذين عملوا على شحنه طائفيا ومناطقيا وفي ذات الوقت باتوا يدركون بأن كثير من أوراق الصراع والضغط لم تعد في أيديهم.