كان مصوراً فأصبح صورة، تلك هي حكاية المصور الصحفي فواز الوافي، الذي أغتيل فجر اليوم الأربعاء وعثر على جثته داخل سيارته في منطقة وادي القاضي، بمدينة تعز.

كان فواز حريصاً على تصوير كل الأحداث التي شهدتها مدينة تعز، منذ اجتياحها من قبل جماعة الحوثي في العام 2015 وأصيب برصاصة قناص حوثي في 2018 اثناء تغطيته المعارك، إلا أنه لم يمت، لكن تم اغتياله وسط المدينة من قبل مجهولين لم يتم الكشف عنهم حتى اللحظة.

فواز الوافي، الذي لطالما ضحى من أجل تعز بالكثير، وظهر في فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، متعهدا بأن يكون وفياً لمدينة تعز حتى آخر قطرة من دمه.

لن تكن حادثة اغتيال الوافي آخر الجرائم التي تشهدها مدينة تعز في ظل تدهور الوضع الأمني، فمسلسل القتل أصبح شبه يومي بينما تقف السلطات الأمنية عاجزة عن ايقاف ذلك المسلسل.

وأكدت مصادر محلية لـ"الموقع بوست"، أن مسلحين مجهولين اغتالوا المصور الصحفي الوافي، بمنطقة وداي القاضي شمال مدينة تعز، لافتة إلى أن أن مواطنين عثروا على جثة المصور الوافي داخل سيارته جوار محطة الوادعي، وعليه حوالي عشر طعنات بالسلاح الأبيض في صدره.

وهزت حادثة الاغتيال التي تعرض لها الصحفي الوافي، الرأيَ العام باعتبارها جريمة مروعة ومؤشرًا خطيرًا لمرحلة جديدة وعنيفة تستهدف الصحفيين في تعز.

وفي هذا السياق كتب الصحفي أحمد مكيبر قائلاً: "فواز الوافي أحد عيون تعز وعدستها، وأصيب في أحد زيارته إلى الجبهات برفقة أحد المسؤولين آنذاك فيتعرض للقنص مما جعله يعاني كثيرا مع أسرته.

وأضاف مكيبر:"اليوم يصلنا خبر اغتياله في وادي القاضي اثناء تحركه بسيارته بعدة طعنات، أي وحشية هذا بحق مصور وصحفي في تعز طالما كنت التقيه وهو يتحدث عن حسرته لما صارت إليه تعز بفعل الحرب والحصار الحوثي عليها".

ومن جانبه محمد الوافي قال "فواز شاب بسيط مناضل ووطني وجريح لماذا هذا الإجرام، تعز أصبحت وكر للقتلة لقاطعي الطرق واللصوص وسط الغياب التام للأجهزة الأمنية، لا وزارة داخلية تعيد ترتيب الصف الأمني بتعز ولا قيادة قادرة على ضبط الأمن".

ومن جهته قال بسام عبدالواحد "يصبح الزمن صفرا والصباح موحشا عندما يحمل لنا أخبار بنزف الدماء البريئة والمسالمة ورحيل الأصدقاء واغتيال عيون الصحافة.

وأضاف "صباح موحش بحدث العثور على الصحفي فواز الوافي مقتولا في سيارته في شارع وادي القاضي بعد أن وجهت له عدد من الطعنات في الصدر  بالسلاح الأبيض بحسب المعلومات الأولية.

بدورها كتبت سما المخلافي "أي صباح هذا يا وطني، صباح مؤلم وخبر صادم إغتيال المصور والصحفي الوافي داخل مدينته، فواز نجى من قناص حوثي في 2018 وها هو يغتال بطعنات داخل قلب مدينة تعز على أيدي الغدر والخيانة".

في حين قال عصام عبدالحميد البتراء "صحيح أن مقتل الصديق الإعلامي الإنساني فواز الوافي ليست أول حادثة قتل أو اغتيال في تعز، لكنها ربما تكون الأولى من نوعها".

واعتبر ذلك أول عملية اغتيال لصحفي يقتصر عمله على الإعلام الإنساني، حتى أنه لا يعمل في قناة رسمية محلية أو دولية لها توجه معادي لطرف ما، بل هو مصور و ناشط في المجال الإنساني أكثر منه في الإعلام السياسي الذي قد يسبب للعاملين فيه بكثير  من المشاكل والمتاعب.

وأضاف البتراء: "باختصار الوافي رجل يحب الجميع ومحبوب من الجميع وقتله بمثابة قتل لكل إنسان، الغريب أن يرمى سيارته وهو مثخن بدمائه دون أن يترك أثر للقاتل الجبان الذي استهدف شخص آمن أعزل".

وتابع "نأمل من الجهات الأمنية متابعة القضية والقبض على القتلة والقصاص منهم".

ومن جانبه الاعلامي سلطان علق قائلا: "لقد قتلوا فواز الوافي، لست مستوعب هذه الفاجعة، فواز يا عالم هو شخص نبيل جداً، تحتاجه تعز كثيراً، ودود ولطيف وجميل وجنتل، يحمل قلبا نظيفا ولديه من النشاط ما يغطي بلداً بأكمله".

وأردف "صدمة حقيقة وقاتلة، ستبقى يا فواز نجما ذهبيا في الذاكرة التعزية واليمنية وفي قلوبنا جميعاً، موجع لقد طعنوا قلب مدينة تعز ومزقوا أرواحنا بطعنهم قلب فواز النقي والطاهر".

الإعلامي أحمد البكاري هو الآخر قال "الله والوجع ما الذي فعلته كي يوجهوا طعناتهم تلك في صدرك وصدورنا".

وأضاف "فواز الوافي الزميل والمصور النبيل والمسالم، صمد في وجه انقلاب مليشيا الحوثي وأصيب برصاص قناصها، كادت أن تفتك به وهو يوثق في إحدى الجبهات".

وبحسب البكاري فإن الجهات الأمنية المعنية في تعز لن تكشف عن الحادثة أو تلقي القبض على القتلة، فكم من جرائم مشهودة كثيرة لم تفعل شيئا تجاه مرتكبيها.

الصحفية وئام الصوفي كتبت قائلة :"نأسف يا فواز الوافي فهذه قوانين الغدر التي طالما فضحتها بصورتك وبإنسانيتك".

وأضافت الصوفي "عذاراً زميلنا الرائع، فأنت أدرى بهم منا، فأنت أدرى بقوانينهم التي اغتالوك فيها، ولم يرحموا جسدك الطاهر ولا روحك الهائمة بأطفالك وحبك لهم".