[ الشهيد بشير شحرة ]
لاتزال جريمة قتل خطيب الجامع الكبير في محافظة إب (وسط اليمن) تلقى المزيد من ردود الافعال المنددة بالجريمة التي لقيت ردود افعال واسعة تراوحت بين التنديد والاستنكار وتحميل مليشيا الحوثي مسؤولية عملية القتل بتلك الطريقة الارهابية البشعة.
ويجمع مراقبون ان تلك الجريمة هي واحدة من سلسلة جرائم ارتكبتها المليشيا بحق كثير من الشخصيات والمواطنين داخل اليمن، ابتداء من حصارها وتهجيرها لأبناء دماج مروا بما يجري في تعز وصنعاء وغيرها من المحافظات التي وصلت إليها وارتكبت فيها أبشع الجرائم منذ ازيد من عامين.
ففي الرابع عشر من الشهر الجاري، اقتحمت جماعة الحوثي منزل إمام وخطيب الجامع الكبير" بإب القديمة" " شحرة" وقتلته أمام زوجه وأطفاله وسكان الحي، ثم قامت بسحله بعد من أمام منزله وحتى الطقم العسكري، بتهمة انتمائه للمقاومة، وهو الأمر الذي نفته أسرته.
جريمة نكراء
الجماعة في مشهد غير مألوف، استقدمت العشرات من عناصرها المسلحين المدججين بالسلاح، والذين كانوا يرتدون الزي العسكري، بحسب الفيديو الذي تداوله الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وحاصرت الحي، ومنعت الأهالي من الدخول أو الخروج.
وأقدمت في ذلك اليوم بحسب المركز الإعلامي للمقاومة في إب، على اختطاف 19 مواطنا، وإصابة آخر، ومداهمة 4 منازل، وحرق منزلين، ومصادرة سيارة.
تلك الحادثة يصفها نشطاء، أنها لا تقل إرهابا عن الإرهاب الذي تمارسه الجماعات المتطرفة في مختلف أنحاء العالم، مؤكدين أن تلك الجماعة بعد ارتكابها لتلك الجريمة، توضح يوما بعد آخر أنها غير قادرة على التعايش بسلام مع أبناء اليمن، وهم يريدون ترهيب المواطنين في" إب".
واستنكر اليمنيون الجريمة مؤكدين أنها واحدة من أكثر الجرائم دموية للمليشيا، وارتكبت بدوافع مذهبية وطائفية ومناطقية بغيضة.
إرهاب المعارضين
الناشط الحقوقي عبدالهادي العزعزي قال أن قتل شحرة بذلك الشكل هدفه إرهاب الآخرين من معارضيهم، وكسر إمكانية الانتصار لدى المواطن العادي.
وفي تصريح خاص لـ( الموقع) أشار إلى أن:" تشديد العقوبة هدفه الردع بقوة من جانب، والجانب الآخر أن الجماعات العقائدية تمارس عقوبات مغلظة لمن يواجهها، من مكان القداسة" الدين والمسجد" الذي تنطلق منه".
رسالة إرهاب
وعدّت الكاتبة فكرية شحرة أن ما حدث، هو رسالة أرادت جماعة الحوثي إيصالها لكل من تسول له نفسه المجازفة بالرفض من أبناء مدينة" إب".
واستطردت بالقول :" إن نزول قوات خاصة بتلك الكثافة التي روعت أحياء المدينة القديمة بالمحافظة، كان لها صدى مخيفا في كل المدينة، وتنوع صداها ما بين الخوف الشديد من ردة فعل، لمحاولة رفض خطيب فُرض بالقوة على مسجد الحي، وسخط وغضب عام من عنجهية المليشيا الحوثية، والخوف أن يكون الرد مثيرا أكبر لرعب المدينة التي آثرت السلام، حقنا لدماء الأبرياء والضعفاء من النساء والأطفال".
تركيبة إجرامية
من جهته ذكر الصحافي والكاتب حسين الصوفي لـ" الموقع":" أن ما حدث لم يحدث للمرة الأولى، فهم يمارسون نفس الأسلوب في ارتكاب جرائمهم، وهذا مؤشر يومي على أن القتل أصبح لهم عادة، بل أنه جزء من تركيبتهم العقدية والفكرية، والتي تحولت إلى سلوك وممارسات، استباحة الدماء، وقتل النفس المحرمة، وهي التركيبة الإجرامية التي تتميز بها العصابات على مر العصور من فاشية ونازية وصهيونية وحوثية".
واشار رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين الى ان الوحشية التي أصبحت سمتهم الأبرز، هي المنهجية التي وضعتها المخابرات الأمريكية عبر برنامجها الذي أطلقت عليه "صناعة التوحش"، وقد نجحت في تدريب الحوثيين على وحشية بشعة للغاية.