تحول مذيع يمني شهير، من منصة التلفزيون الرسمي، إلى العمل في مهنة بيع "القات" في مشهد صادم لوضع الصحفيين والإعلاميين في اليمن، بعد إنقلاب جماعة الحوثي على الدولة في 2014م.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل صورة للمذيع اليمني، صدام حسن، وهو يعمل بائعاً للقات، في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وسط تعاطف واسع وتنديد بمآلات الوضع الذي وصل إليه موظفي الدولة.

وقطعت جماعة الحوثي، رواتب موظفي الدولة منذ أكثر من خمس سنوات على التوالي، بالرغم من تحصيلها إيرادات وضرائب عالية مقارنة بالأعوام الماضية، إبان وجود الدولة وصرف المرتبات، في الوقت الذي إنهارت الأوضاع المعيشية والإقتصادية للمواطنين.

ولم تكتفِ جماعة الحوثي، بقطع المرتبات عن موظفي الدولة، بل قامت بفصل وإيقاف وتسريح الكثير من الموظفين في مختلف القطاعات الحكومية، وهو ما اضطرهم للعمل في أكثر من مهنة كي يحصلوا على أبسط إحتياجاتهم اليومية.

ولم يشكل حال المذيع "صدام حسن" إلا نموذج واحد للموظف اليمني، الذي انتهى به الحال في جحيم البطالة والفاقة والعوز والبحث عن أبسط الأعمال للحصول على ما يمكن أن يقي ذل الحاجة والهوان.

مصادرة حق العيش والحياة

وكتب الصحفي أحمد البكاري على صفحته بموقع فيسبوك، "المذيع المتألق أستاذي وأخي العزيز صدام حسن  من أحد أبرز المذيعيين اليمنيين إلى بائع قات في صنعاء".

وأضاف: "صدام النبيل والنقي، وصاحب الحضور الكبير لابن الحديدة على شاشة اليمن الفضائية لسنوات عدة، ضاق به الوضع ذرعا بعد توقيف راتبه من قناة اليمن قبل سنوات، فاضطرته الظروف للعمل بالأجر اليومي، وليس هناك ما يمنع أمام أي شخص لتدبير أموره المعيشية ، فصدام كما عرفناه عصاميا، متحديا كل الظروف الصعبة، ويحب العمل في أي مهنة".

وأشار إلى أن المذيع صدام، "تنقل من سائق تأكس أجرة، إلى العمل مع تجار، ومن ثم مع مؤسسة إغاثية، حتى انتهت به الظروف للعمل كبائع للقات".

وختم بالقول: "العمل ليس عيبا في أي مهنة، لكن ما يحز في النفس أن ترى هامات وكوادر أجبرتها الظروف المعيشية إلى العمل بالأجر اليومي لتأمين قوت أسرته اليومي، بسبب جماعة أحرمتهم حق العيش والحياة وصادرت قوت أولادهم، فجوعت ملايين اليمنيين".

عنوان مأساة الصحفيين

أما الصحفي مصعب عفيف، فقال: "معاناة زميلنا الأستاذ صدام حسن هي عنوان لمأساة كل الصحفيين والموظفين اليمنيين المتوقفة مرتباتهم في كل أنحاء البلاد ووضع الحرب الذي أفرزه انقلاب الحوثيين وتدميرهم لمؤسسات الدولة اليمنية".

وأشار عفيف إلى أن لمأسآة "صدام حسن" كصحفي بعد آخر، أنه "من تهامة البقعة الجغرافية الأكثر تهميشا وإقصاء، الكثير من الكوادر التهامية مهمشة في مناطق الشرعية أو الحوثيين، كل الأحزاب السياسية والأنظمة المتعاقبة لم تمنح التهاميين أبسط حقوقهم بما يتناسب مع هذه الكتلة السكانية الكبيرة والجغرافيا المهمة المطلة على البحر الأحمر".

وأوضح عفيف، أن "البلد تدار منذ عهد الأئمة بنهج المحسوبية والمحاباة المناطقية والحزبية، واليوم في واقع الحرب يتم الإهتمام بأصحاب المشاريع المتمردة على الدولة ومن يمتلكون تشكيلات عسكرية لترضيتهم".

كل في مهنته

الناشط أبو كنعان الجبل فكتب قائلا: "كل المهن لا عيب ولا امتهان فيها ولكن يجب أن يكون كُلاً في مهنته وفي مجال عمله".

وتابع : المذيع و الاعلامي التهامي صدام حسن إبن #تهامة مديرية حيس من مذيع متألق في الفضائية الى سوق القات، يعني اعتكست الاعلامي المتالق في المقوات، والذي في المقوات في مجال الإعلام؟.. لذلك تضامنا الكامل مع الإعلامي صدام حسن .

الناشط عيسى العطار، فقال: "المقوت طلعوه رئيس والاعلامي رجعوه مقوت في دولة الحوتيين".

الصحفي كما السلامي، قال : الصوت التلفزيوني المتألق صدام حسن، أحد مقدمي نشرات الأخبار الرئيسية بالفضائية اليمنية، يضطر لجني رزقه من بيع القات، بعد أن ضاقت الفضائية والتلفزيون وصنعاء واليمن ذرعا بالمبدعين والموهوبين، وأصبحت فقط حكرا على التافهين، وأصحاب الولاءات الطائفية والحزبية.

وختم السلامي "نعلم أن التضامن لا يكفِ معك يا صدام، لكن هو جهد المقل.."