[ الوضع الانساني ازداد سواء في اليمن ]
لم تصمد الهدنة في اليمن منذ الدقائق الأولى لدخولها حيز التنفيذ في العاشر من أبريل الجاري، وسُجلت عشرات الخروقات لها في مختلف المحافظات، التي تشهد مواجهات بين المقاومة الشعبية المدعومة من التحالف العربي، والمليشيا التابعة للحوثيين وصالح.
ففي تعز وحدها ذكر رئيس المجلس العسكري في تعز العميد صادق سرحان، في الثاني عشر من أبريل الجاري، أن الحوثيين وقوات المخلوع صالح، ارتكبوا أكثر من 80 خرقا للهدنة.
وذلك بحسب مراقبين يؤكد على عدم جدية الحوثيين وصالح في الدخول في جولة المشاورات القادمة، وعدم تنفيذهم لقرار مجلس الأمن 2216، وهم فقط يراوغون ولا نية لديهم لتقديم تنازلات، على الرغم من تخفيف حدة الخطاب إعلاميا.
فيما يعتقد بعض المراقبين أن هناك ضغوطات دولية، لدخول الحوثيين جولة المشاورات القادمة، والتي ينبغي أن يسبقها هدنة يلتزم فيها الجميع، حتى لا يتم حسم الأمر عسكريا في" صنعاء"، وهو مالا تريده عدة أطراف دولية.
وتأكيدا على ذلك ما تزال هناك مساعٍ عديدة لمواصلة استمرار وقف إطلاق النار، فذلك بحسب الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، يعد ركيزة أساسية لنجاح مفاوضات السلام التي ستستضيفها الكويت في الثامن عشر من الشهر الجاري، وبرعاية الأمم المتحدة.
نوايا للالتزام ولكن
الكاتب متولي محمود ذكر لـ( الموقع) أن:" خرق الحوثيين للهدنة يعني ببساطة، أنهم يريدون إيصال فكرة أن لا محادثات في الكويت".
ففي تعز- حسب متولي- حشدوا قواهم في حالة تأهب قصوى، حتى دانت ساعة الصفر" وقف إطلاق النار"، بدأوا بالهجوم على مواقع الجيش الوطني في مختلف الجبهات، وأمطروا الأحياء السكنية بالقذائف وصواريخ الكاتيوشا.
وهو يؤكد أنه:" ربما كانت هناك نوايا حوثية للالتزام هذه المرة، لكن ليس بعد القرارات الرئاسية الأخيرة، التي أطاحت بخالد بحاح، وتم فيها تعيين أحمد بن دغر خلفا له، وعلي محسن الأحمر نائبا للرئيس، لقد ذهب وفد حوثي إلى طهران، وأبلغوا بعدم الالتزام بالهدنة، بصريح العبارة"، وهم- حد تعبيره- يستخدمون "التُقية" الإيرانية، والطريقة التي فاوض فيها الإيرانيون على البرنامج النووي.
وأشار إلى أن خرقهم الهدنة، استفزوا فيه الجميع، وذهب جراء ذلك العشرات من الضحايا، وتلك ليست سوى المحطة الأولى، وستأتي الأخريات تباعا، فهاهم يستبقون موعد المحادثات باشتراط عدم نقل وقائع الحوار عبر الإعلام، كل هذه وغيرها، ليست سوى مسوغات للتملص من عقد المفاوضات.
ويتمنى" متولي:" لو أن القوات الحكومية المسنودة بالتحالف، تمارس ذات الأسلوب مع المليشيات، ويجب استخدام" الجزرة والعصا"، وهم وحدهم من يختارون".
استغلال الهدنة
أما رئيس تحرير موقع الحديدة نت بسيم جناني فقال لـ( الموقع):" ليست المرة الأولى التي تخترق فيها الميليشيات الهدنة، فهي دائما ما تستغل الاتفاق على وقف إطلاق النار لإعادة ترتيب صفوف مقاتليها، واستغلال التزام المقاومة بوقف إطلاق النار، فتتقدم لمواقع وتسيطر على أخرى".
وأردف:" تسبب خرق الهدنة هذه المرة من قبل الميليشيا، إلى خسارة المقاومة في الضالع لأهم قياداتها، الشهيد الربية، وسقوط قتلى وجرحى في تعز، وغيرها من الخروقات التي بدأت عقب الساعة الأولى لإعلانها".
ويؤكد" جناني" أن تلك الممارسات هي:" رسالة واضحة للمجتمع الدولي، بأن الميليشيا لا تنوي حلحلة الأزمة في اليمن، وأن القوات التابعة للحوثيين وللمخلوع صالح ترفض الحوار والالتزام بالقرار الأممي 2216، وهو كذلك يقلل من فرص نجاح الحوار".