أثار إعلان إيران وفاة مندوبها لدى جماعة الحوثي في صنعاء حسن ايرلو بعد ثلاثة أيام من إعلان خروجه من اليمن، تفاعلا وجدلا واسعين بين أوساط اليمنيين، بشأن مقتل أو وفاة رجل طهران لدى الجماعة.

وأعلنت الخارجية الإيرانية، اليوم الثلاثاء، مقتل سفيرها حسن ايرلو، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، الأمر الذي يضع شكا وغموضا بشأن حقيقة الوفاة.

وعقب إعلان طهران الوفاة بفيروس كورونا توالت ردود فعل اليمنيين حول حقيقة الوفاة هل بكورونا أو قضى في معارك مأرب أم بغارة جوية لمقاتلات الجو التابعة للتحالف العربي في العاصمة صنعاء رفقة خبراء من الحرس الثوري الإيراني ومن حزب الله اللبناني؟

ولاقى إعلان طهران بوفاة إيرلو تفاعلا بين أوساط اليمنيين، مبتهجين بذلك كخبر سار من بين ركام الحرب، واعتبره يمنيون ضربة موجعة لطهران وأدواتها في اليمن والمنطقة، أشبه بمقتل قاسم سليماني قائد ما يسمى فيلق القدس بغارة أمريكية في بغداد قبل نحو عامين.

وكان إيرلو –الضابط في فيلق القدس التابع للحرس الثوري – يعتبر الحاكم الإيراني لدى الحوثيين في صنعاء، وصنفته الولايات المتحدة الأميركية، ضمن قائمة العقوبات، وحذرت بعد وصوله إلى صنعاء من تفاقم الصراع في البلاد.

وأعاد الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات لحسن ايرلو الذي توعد منذ مجيئه إلى صنعاء باجتياح مأرب متوعدا بصيام رمضان في مأرب والإفطار من تمرها.

جماعة الحوثي نعت حسن ايرلو واعتبرت وفاته بالخسارة الكبيرة، وقال عضو المكتب السياسي للجماعة حسين العزي "لقد فقدنا صديقا رائعا كان مثالاً لما سماه بـ "الدبلوماسي الناجح والمتميز".

وأعلن التحالف مع بداية عملياته الجوية أنه تمكن من استهداف خلية إيرانية تابعة للحرس الثوري وحزب الله اللبناني، كانت تعمل مع الحوثيين بالعاصمة صنعاء.

وفي السياق قالت الكاتبة والروائية اليمنية فكرية شحرة "لأول مرة تثمر الضربات الصاروخية شيء جيد"، واعتبرت "مقتل الفارسي ايرلو يكفر القليل من ترويع الاهالي".

من جانبه وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان قال "ذهب ايرلو إلى سقر بعد أن أشرف ودرب المئات من أنصار إيران لقتل اليمنيين الأبرياء".

وأضاف "هدد وتوعد وفي الأخير لقي حتفه، وهذا المصير المحتوم لعبدالملك الحوثي ومحمد علي وأبو علي الحاكم وبقية القتلة من مليشياتهم والأيام بيننا قصرت أو بعدت، فمصير القاتل القتل ولو بعد حين"، حد قوله.

الكاتب والصحفي سعيد ثابت تساءل قائلا: من ذا الذي يريد أن يفطر من تمر مأرب؟، مضيفا "فتمورها مريرة لا تطاق"

الصحفية والناشطة سامية الأغبري شنت هجوما حادا على من سمتهم الناشطين الذين وجهوا انتقادهم لليمنيين  الذي ابتهجوا بمقتل مندوب طهران لدى الحوثيين، واعتبرت وفاته انتصارا للمظلومين في اليمن.

وقالت الأغبري إن ايرلو جاء إلى صنعاء ويحمل مشروع قتل وتنكيل لليمنيين، ويشرف على جرائم الحوثيين وزرع الألغام وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة التي تسقط على رؤوس الأبرياء في تعز ومأرب، والإشراف على اعتقال الرجال والنساء وتعذيبهم".

وتابعت "في كل العالم حين يغادر الحياة أو يسجن ديكتاتور تفرح الضحايا وتفرح الشعوب، جاء صاحب الدكان الحقوقي يزايد على الضحايا بإسم الأخلاق والانسانية،".

الصحفي وفيق صالح، كتب "قبل أكثر من عام قدم إلى صنعاء متوعدا بصيام رمضان في محافظة مأرب". مضيفا "مأرب بقت صامدة شامخة، وايرلو رحل في ظروف غامضة، قبل أن يجتاز رمالها".

في حين قال مجيب المجيدي"‏مات ايرلو قبل أن يأكل من تمر مأرب، مات وهو يتمنى أن يشتم رائحتها، مات وهو يرى جثث قتلاه أرقاماً متصاعدة، مات وهو يستبعد خططاً ويضع أخرى، مات وهو يهين قيادات الحوثي بسبب مأرب، مات وهو يطلب من قيادته مهلة أخرى، مات وهو يلعن اليوم الذي ادخله معركة مأرب، مات قتيلاً مشيعاً باللعنات".

عضو مجلس الشورى صلاح باتيس علق على مقتل ايرلو بالقول "بشسع نعل طفل من أطفال ‎اليمن الذين قتلتهم مليشيا الحوثي الإيرانية، والقادم أدهى وأمر، فاليمن مقبرة الغزاة".

فيما المحلل السياسي ياسين التميمي فقال "جاء ايرلو الى اليمن في مهمة رئيسية وهي  استلام  مأرب. هذا ليس كلام دعائيا بل قاله الرجل بلسانه قبل أن يصل صنعاء بعشرة أيام تقريباً".

وأضاف "معركة مأرب ترتبط باستحقاقات إقليمية شديدة الخطورة على وحدة اليمن والأمن الاستراتيجي للجزيرة العربية، ومع ذلك لا تتوقف ‫السعودية عن ابتزاز الشرعية رغم انها تدرك الأثر الخطير والمباشر للمحاولات اليائسة والجنونية واليائسة لإسقاط ‫مأرب على المملكة نفسها".

وتابع "حسن إيرلو توفي بحسب تصريحات ايرانية رسمية، قد تكون الوفاة ناتجة عن اصابته  بفيروس كورونا، لكن الأرجح انه قضى في إحدى الغارات الجوية السعودية على أهداف في صنعاء".

وأردف "لم تشأ إيران ان تمنح الرياض فرصة التباهي بإنجاز نوعي كهذا، لهذا سيبقى الأمر غامضا حتى تستخدم الرياض ذخيرتها من الموالين والمتعاونين في صنعاء وهم كثر ليكشفوا هذا الغموض".

الناشط السياسي زيد علي الشليف غرد بالقول "القشيبي، الشدادي، شعلان، العليي، الحرملي، الذيباني، الوائلي، قيادتنا استشهدوا برصاص مباشر وهم في مقدمة الصفوف".

وأضاف "الشامي، المداني، زابن، ابراهيم الحوثي، الوهبي كلهم أكلوا تفاح في ظروف غامضة، ضباط التحالف معنا استشهدوا في ميدان المعركة، مستدركا: ايرلو قرح في ظروف غامضة، هل عرفتوا الفرق بين المشروعين؟