تمكنت مليشيا الحوثي وقوات علي عبد الله صالح، اليوم السبت، من السيطرة على مركز مديرية الوازعية، بعد معارك طاحنة، خاضتها مع المقاومة الشعبية، والجيش الوطني، منذ قرابة أسبوع.
وتمكنت المليشيا من اقتحام مركز المديرية، حيث سيطرت على المجمع الحكومي، بمركز الوازعية، إلى جانب السيطرة على عدد من القرى بالمديرية.
ويعزز هذا التقدم الذي أحرزته مليشيا الحوثي وقوات صالح، من تواجدها في الجبهة الواقعة على الحدود مع محافظة لحج، جنوب البلاد.
واضطرت المقاومة الشعبية والجيش الوطني للتراجع في جبهة الوازعية، بسبب قلة الإمكانات العسكرية، من عتاد وذخائر وغيرها من الإمدادات اللوجستية.
وكانت المقاومة الشعبية، وقوات الجيش الوطني، قد ناشدت مرارا الحكومة الشرعية، وقيادة الجيش والتحالف، إسعافها بتعزيزات للتصدي لهجمات الحوثيين، إلا أنها لم تلقى أي استجابة.
أهمية مديرية الوازعية
تقع مديرية الوازعية، غرب مدينة تعز، وبحسب المصادر، فإن من يسيطر عليها، يصبح بإمكانه التوغل بمديرية الصبيحة، أولى مديريات محافظة لحج.
كما أن سيطرة المليشيا على الوازعية، منحها فرصة الالتفاف على جبهة الضباب، من جهة مدينة التربة، ما لم تتنبه قيادة المقاومة والجيش الوطني لذلك.
وأشارت المصادر، إلى أن هدف المليشيا ليس السيطرة على الوازعية فحسب، وإنما الحيلولة دون وصول أي تعزيزات للمقاومة الشعبية لكسر الحصار عن تعز.
كما أنه بعودة الحوثيين وقوات صالح إلى الوازعية، جنوب غرب تعز، يكونوا قد عززوا قوتهم وتواجدهم على تخوم المحافظات الجنوبية، وخصوصا لحج، حيث تتمركز أكبر قاعدة عسكرية في الجنوب، وهي قاعدة العند الجوية.
وأوضحت المصادر، أنه من جبال الوازعية، أصبح بإمكان منصات صواريخ "سكود"، ضرب عمق مدينة عدن، ومينائها ومطارها، فضلا عن تدمير قاعدة العند الجوية، أي أنه يمكن القول بعد سيطرة الحوثيين على الوازعية، أن العاصمة المؤقتة للشرعية، باتت غير آمنة، بل وفي مرمى صواريخ المتمردين، كونها لا تبعد سوى قرابة بضع عشرات الكيلومترات عن منطقة الوازعية.
هذا وقد رصدت مصادر محلية، تحركات غير مسبوقة للحوثيين، وقوات "الحرس الجمهوري"، سابقا، على المناطق الواقعة على الحدود مع لحج، وخصوصا في تعز، في مؤشر على نية المليشيا اجتياح المحافظات الجنبية من جديد.
وأكدت المصادر، أن مليشيا الحوثي وقوات صالح تعزز جبهاتها في كرش ومريس والوازعية ومكيراس، بهدف تنفيذ حملة عسكرية جديدة ضد المحافظات الجنوبية.
تحذيرات
أوضح المتحدث السابق، باسم المقاومة الشعبية، بمحافظة تعز، رشاد الشرعبي، أن استعادة الحوثيين لمركز الوازعية، يهدد عمق ريف الحجرية، مثلما يهدد طور الباحة، ولحج والبريقة في عدن.
وأشار على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، إلى أن مقاومة الوازعية، كانت حجر صد أمام تقدم المليشيا.
وقال الشرعبي إن منح الحوثيين فرصة التوغل في ريف تعز لن تمنحهم انتصار على تعز، لكنها ستضاعف حجم الكلفة البشرية والدمار، مستدركا بالقول: "وكله سببه خذلان السلطة الشرعية".
وأشار إلى أن هناك محاولات لمليشيا الحوثي للتوغل في ريف شرعب السلام عبر العدين وإب، لافتا إلى أن عدم دعم ابناء تلك المناطق بالسلاح المناسب سيشدد الحصار على كل تعز.
إلى ذلك، تساءل أحد الناشطين، عن مدى إدراك قيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ومحافظ تعز، لخطورة سقوط مديرية الشمايتين، ومركزها مدينة التربة.
وقال بأن هذا لو حصل، بعد سقوط الوازعية، فإنه سيكون رصاصة الموت الأخيرة لتعز المحاصرة، متسائلا عن سبب عدم وجود استعدادات بمستوى هذا الخطر الذي يهدد بكارثة غير مسبوقة فيما لو حدث.
تعزيزات الحوثيين لم تتوقف
منذ بداية الأسبوع الماضي، لم تتوقف مناشدات المقاومة الشعبية في تعز، للحكومة الشرعية وقيادة الجيش الوطني، وأيضا التحالف العربي، لإمداد قوات الجيش والمقاومة بتعز، بالتعزيزات اللازمة، لمنع تقدم الحوثيين، وخصوصا من الجهة الجنوبية، والغربية.
وبالرغم من الوعود المتكررة، إلا أنه لم يصل أي تعزيز إلى تعز، وبقيت المقاومة والجيش الوطني، بإمكانياتها المتواضعة، والشحيحة، تواجه هجمات الحوثيين، إلى أن تمكنت المليشيا من اقتحام المنطقة، صبيحة اليوم السبت، 2 إبريل، علما بأنها سبق وتمكنت من استعادة مواقع على الطريق الرابط بين تعز والضباب، بداية الأسبوع الماضي.
وفي مقابل تخاذل الحكومة وقيادة الجيش الوطني، لم تتوقف تعزيزات مليشيا الحوثي وقوات صالح، عن التوافد إلى جبهات القتال في تعز، وخصوصا إلى الجبهة الغربية والجنوبية.
واستغلت جماعة الحوثي والقوات الموالية لها، التهدئة التي تم التوصل إليها مع السعودية، والتي بموجبها تم وقف الحرب على الحدود بين البلدين، لنقل قوات كبيرة من هناك إلى تعز، بينما لم تولي الجماعة بقية الجبهات الداخلية وخصوصا مأرب والجوف وصنعاء وشبوة وميدي، ذلك الاهتمام الذي أولته لجبهة تعز.
علاقة محادثات الكويت بجبهة الوازعية
بينما كثفت قوات الجيش والمقاومة، من عملياتها في جبهة ميدي بمحافظة حجة، ومأرب والجوف، ركزت مليشيا الحوثي وقوات صالح على جبهة تعز، وخصوصا الجبهة الغربية والجنوبية الغربية منها.
ويأتي هذا قبيل أيام قليلة من موعد بدء وقف إطلاق النار، ومن ثم الدخول في جولة محادثات جديدة في مدينة الكويت، برعاية المبعوث الأممي، وهو ما يجعل التحركات على الأرض، من قبل جميع الأطراف، ذات قيمة وأثر بالغ على سير المحادثات المرتقبة.
لكن وفي الوقت الذي تركز قوات الجيش والمقاومة على جبهات ميدي ومأرب والجوف، وشبوة، رمى الحوثيون بكامل ثقلهم على جبهة تعز، لأجل تحقيق تقدم فيها، وهو بذلك يدرك أهمية وثقل ملف تعز، على سير المحادثات.
إذ يسعى الحوثيون، وحلفائهم إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب في جبهة تعز، لاستخدامها كورقة ضغط في المحادثات المزمع عقدها في 18 إبريل الجاري.
تهدئة الحدود خدمت الحوثيين
في حديث له خلال زيارته إلى مأرب، أكد الشيخ حمود المخلافي، قائد المقاومة الشعبية بتعز، أن الحوثيين، استغلوا التهدئة في الحدود وعدة جبهات لنقل المقاتلين والعتاد إلى تعز، للضغط على الجيش والمقاومة، بينما نائب الرئيس والرئيس، لم يلتزموا بتنفيذ الوعود التي قطعوها لدعم مقاومة تعز.
وهذا ما أكدته معركة الوازعية، حيث أشارت المصادر، إلى أن لواء عسكري كامل، تابع لما كان يعرف بـ"الحرس الجمهوري"، وصلت إلى الجبهة، وهي التي حسمت المعركة لصالح المليشيا.
في المقابل، اضطرت قوات اللواء الثالث حزم، وعناصر المقاومة، إلى الانسحاب من الجبهة بسبب عدم وجود الذخائر والإمكانيات العسكرية الكافية لردع الحوثيين.