[ طائرات من التحالف العربي ]
تشهد عدد من المحافظات الجنوبية، منذ مطلع الأسبوع المنصرم، "عاصفة حزم"، أخرى أطلقها التحالف العربي، بالتنسيق، مع الولايات المتحدة الأمريكية، لإنهاء سيطرة تنظيم القاعدة، المعروف محليا، بـ"أنصار الشريعة".
وخلال الأيام السبعة الماضية، شنت مقاتلات تابعة للتحالف العربي، وأخرى بدون طيار، أمريكية، عشرات الغارات، على تجمعات، ومواقع ومعسكرات يستولي عليها تنظيم القاعدة، في حضرموت وأبين ولحج، وشبوة، وأيضا في عدن.
وهذه الضربات التي يتعرض لها تنظيم القاعدة في تلك المحافظات، هي الأعنف والأكثر كثافة، منذ سيطرته على عدد من البلدات والمدن، مستغلا انشغال القوات الحكومية بالحرب ضد المتمردين الحوثيين، وحلفائهم.
وكان التنظيم قد سيطر على مواقع ومعسكرات ومرافق حكومية، بحضرموت، وخصوصا في المكلا، وكذلك في محافظة لحج، وأبين وشبوة، من أهمها، معسكرات تابعة للمنطقة العسكرية الثانية، تقع شرق المكلا.
وتزايدت المخاوف، من احتمال وصول أسلحة مؤثرة، كصواريخ "أرض جو"، التابعة لقوات الدفاع الجوي، في عدد من المعسكرات التي استولى عليها التنظيم، بتواطؤ من قيادات عسكرية ومسؤولين موالين للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، خصوصا بعد انطلاق عملية "عاصفة الحزم"، في 26 مارس 2015.
ويستغل تحالف "الحوثي والمخلوع"، توسع تنظيم القاعدة في عدد من المحافظات الجنوبية، لإثبات مزاعم أن العملية العسكرية التي يخوضها التحالف العربي بقيادة السعودية، منذ قرابة عام في اليمن، ساهمت في تقوية تنظيم القاعدة، وتمكينه، في حين تتهم الحكومة الشرعية وأيضا أطراف دولية، الرئيس السابق، بالتلاعب بملف الإرهاب، وتوظيفه لتحقيق مكاسب سياسية معينة.
تواصل الغارات
وفي هذا السياق، أكدت مصادر محلية، بمحافظة حضرموت، أن طائرات تابعة للتحالف العربي، جددت ظهر الخميس، 31 مارس، 2016، قصف معسكرات وأهداف يسيطر عليها تنظيم القاعدة شرق مدينة المكلا، وأيضا بمدينة الشحر، التابعة للمحافظة.
وأوضحت المصادر، أن الطيران، استهدف بعدة غارات معسكر اللواء 27 ميكا، وموقع تابع للدفاع الجوي، بمنطقة الريان، بمحيط مطار الريان القديم، شرق المكلا، مشيرة إلى أن الغارات تسببت في اندلاع حرائق في الأماكن المستهدفة.
وأشارت إلى أن الطيران، استهدف أيضا، ميناء الضبة النفطي، بمدينة الشحر، والذي تستخدمه عناصر القاعدة، كمنفذ لتهريب المشتقات النفطية وغيرها من المواد المهربة.
وكان الطيران، شن غارات مماثلة الأربعاء، على اللواء 27 ميكا، واللواء 190 دفاع جوي، بمنطقة الريان، شرق المكلا، حيث تسببت أربع غارات في اندلاع حريق بأحد مخازن الأسلحة، والصواريخ، داخل أحد تلك المعسكرات.
وأفاد سكان محليون، وشهود عيان، أن انفجارات متوالية استمرت لعدة ساعات، داخل معسكر اللواء 27، الذي يعتبر مقرا للمنطقة العسكرية الثانية، بعد استهدافه بعدة غارات مساء أمس، مشيرين إلى أن الانفجارات ناجمة عن احتراق مخزن للصواريخ داخل اللواء الواقع تحت سيطرة تنظيم القاعدة، منذ عدة أشهر.
كما شن الطيران، سلسلة غارات مماثلة، على مقر المنطقة العسكرية الثانية، واللواء 27 ومعسكر الدفاع الجوي، بمنطقة الريان، إضافة إلى استهداف كتيبة الدفاع الجوي، بمنطقة خلف، بالمكلا، والتي استولى عليها التنظيم منذ أشهر.
و امتد قصف طيران التحالف، الأربعاء، 30 مارس، إلى محافظة شبوة، حيث أكدت مصادر محلية، أن الطيران شن مغرب أمس، غارة على موقع يتمركز فيه عناصر تنظيم القاعدة، بمنطقة الخرامة، بمفرق الحوطة، بمدينة عزان، التابعة لمحافظة شبوة.
وتشير المصادر، إلى أن القصف تسبب في سقوط قتلى وجرحى من عناصر التنظيم، بينما لم تشر المصادر إلى سقوط ضحايا في القصف الذي استهدف المواقع التابعة للمنطقة العسكرية الثانية شرق المكلا، حيث رجحت المصادر، أن التنظيم قد أخلى معظم تلك المواقع، تحسبا لتعرضها للقصف.
تنسيق بين التحالف وواشنطن
لا تقتصر الحملة الجوية المكثفة التي أطلقت على التنظيم منذ أسبوع، على التحالف العربي، بل سجلت مشاركة أمريكية في استهداف مواقع تنظيم القاعدة، جنوب اليمن.
وفي هذا السياق أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن طائراتها قصفت الثلاثاء الماضي، 22 مارس، معسكرا لتنظيم القاعدة، في منطقة جبلية باليمن، مرجحةً سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر التنظيم.
مصادر محلية، أكدت حينها، أن قرابة 70 قتيلا وجريحا قتلوا جراء استهداف الطيران لمعسكر تدريبي للقاعدة، بمنطقة الغياضات بحجر ميفع، غرب المكلا، وهو ما أكده التنظيم لاحقا.
وفي محافظة أبين، شن الطيران أيضا، مقرا لتنظيم القاعدة، ومعسكرات تدريبيا في مدينة زنجبار، مركز المدينة، حيث أكدت المصادر، أن القصف طال مبنى المجلس المحلي، وأيضا، مقر الاستخبارات الواقعين تحت سيطرة التنظيم.
كما شن الطيران، مطلع الأسبوع الماضي، غارات على أهداف للتنظيم، في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، وأيضا أحد الأهداف، شمال مدينة عدن، حيث تسببت الغارات المفاجئة في سقوط قتلى وجرحى من عناصر التنظيم.
صواريخ "أرض جو"
قبل أيام، نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، معلومات، حول مسؤولية تنظيم القاعدة، عن إسقاط مقاتلة إماراتية نوع "ميراج"، بمنطقة البريقة، بعدن، منتصف شهر مارس الجاري.
وأشارت الصحيفة، إلى أن تنظيم القاعدة، أسقط المقاتلة الإماراتية بصاروخ "آرض جو"، بينما كان التحالف العربي، أعلن سابقا، أن سقوط المقاتلة الإماراتية كان بسبب خلل فني، بينما لم يؤكد التنظيم، هذه المعلومات أو ينفيها.
لكن، وبالنظر إلى الحملة التي تشنها قوات التحالف منذ أسبوع، ضد مواقع التنظيم، والمعسكرات التي استولى عليها، بحضرموت وأبين ولحج وغيرها، ثمة مؤشرات على أن فرضية إستخدام الصواريخ المضادة للطائرات من قبل التنظيم، في إسقاط الطائرة الإماراتية، واردة جداً.
مساء الأربعاء، أفادت مصادر محلية، بمدينة المكلا، أن الطيران دمر مخزن لصواريخ "سام7" المضادة للطيران، "أرض جو"، في أحد المعسكرات التابعة للمنطقة العسكرية الثانية، شرق المدينة.
ثمار سريعة
بالرغم أن الحملة الجوية التي يشنها التحالف العربي، ربما بالتنسيق مع واشنطن، لم يمضٍ عليها سوى أيام قليلة، إلا أن ثمارها ظهرت سريعا، حيث اضطر تنظيم القاعدة، للانسحاب من مواقع بمدينة عدن، بالإضافة إلى اختفاء المظاهر المسلحة، التابعة للتنظيم في مناطق أخرى بحضرموت، وأبين ولحج.
وتشير المصادر، إلى أن الضربات كانت مفاجئة، بالنسبة للتنظيم، كما أنها مركزة أكثر من أي وقت مضى، لافتةً إلى أن الضربات، الأخيرة، تستهدف قدرات التنظيم العسكرية، من خلال قصف المعسكرات ومخازن الأسلحة، التي استولى عليها خلال العام الماضي.
تحركات على الأرض
بالتوازي مع الغارات الجوية، التي تستهدف مواقع تنظيم القاعدة في عدد من المحافظات الجنوبية، ثمة تحركات على الأرض، لقوات الجيش الوطني، المدعوم من التحالف العربي لدعم الشرعية.
حيث أكدت المصادر، أن حالة من الاستنفار، ورفع الجاهزية، تسود في أوساط الوحدات والألوية العسكرية التي تم تأهيلها وتدريبها على أيدي التحالف العربي، لدعم الشرعية في حضرموت.
وبحسب المصادر، فقد رفعت درجة الاستعداد، بالإضافة إلى تكثيف التدريبات والاستعدادات العسكرية، في معسكرات التدريب التابعة للجيش الوطني، بمنطقة ثمود شرق حضرموت.
كما أشارت إلى أنه سيتم نقل دفعة من قوات النخبة التابعة للجيش الوطني، والتي تلقت تدريبات في منطقة ثمود، على يد قوات التحالف، سيتم نقلها إلى عدة مناطق، بساحل حضرموت، حيث من المتوقع، أن تتسلم تلك القوات، مهمة تأمين المناطق الساحلية، وبقية المدن بالمحافظة، وخصوصا تلك الواقعة تحت سيطرة تنظيم القاعدة.