[ عميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 أثناء تسلمه مقر المعسكر يوم الأحد ]
تسلمت قوات الجيش الوطني يوم الأحد، 13 مارس، عدد من المنشآت الحكومية، من المقاومة الشعبية بتعز، بعد أقل من 48 ساعة على تحرير عدد من المواقع والمناطق غرب المدينة من مليشيا الحوثي والمخلوع صالح.
وسلمت المقاومة الشعبية مقر اللواء 35 وبعض المؤسسات الخدمية والمدنية، للجيش الوطني، في خطوة اعتبرها كثيرون تأكيدا لمدنية تعز، ووعي أبنائها، ودليلا على استفادتهم من الأخطاء التي تشهدها بعض المدن المحررة.
مسئولية وطنية
وفي هذا السياق، اعتبر الكاتب والصحافي مأرب الورد ما حدث دليلا على أن المقاومة تتمتع بقدر عالٍ من المسؤولية الوطنية، وإدراكها لحقيقة أن الحالة الراهنة، فرضها العدوان، وأنها لا يمكن أن تكون بديلا عن مؤسسات الدولة، مضيفا قوله: "وبمجرد أن تنتصر – المقاومة - في مكان ما، وتسيطر على موقع عسكري أو مرفق حكومي، تسلمه للجهات الرسمية، سواء كانت السلطة المحلية المعينة من الشرعية، أو قيادة الجيش المعينة أيضا بقرارات جمهورية".
ويضيف الصحفي الورد، لـ( الموقع): "هذه ليست المرة الأولى التي تبدد فيها المقاومة الشعبية المخاوف من إمكانية تكرار ما حصل في بعض المدن الأخرى، حيث سبق أن سلمت قلعة القاهرة ومبنى المحافظة، ومقار أخرى للجهات الرسمية في أغسطس الماضي".
من جانبه قال الكاتب فهد سلطان على صفحته على الفيس بوك: " تعز تحترم الدولة بالفطرة، وتتوق إليها، وترفض المليشيات، والملتحقون بالمقاومة هم أبناء الجامعات والمدارس وعمال، ولا وقت لديهم للعبث، وتضييع الوقت، وينتظر الجميع عودة الدولة".
بينما أوضح الإعلامي سعيد ثابت، مدير مكتب الجزيرة في اليمن، أن تعز ومقاومتها تثبت أنها تنتصر للدولة الوطنية، وتعادي كل مظهر خارج سياقها، وهي قلي اليمن وعقله.
رسائل المقاومة
وحول الرسائل التي تريد المقاومة أن توصلها من هذه الخطوة، المتمثلة في تسليم مقرات المؤسسات المدنية والعسكرية إلى قوات الجيش، قال الصحفي مأرب الورد، إنها أرادت أن تبعث رسائل عديدة للخارج والداخل.
وبالنسبة للرسائل التي أرادت المقاومة إيصالها للداخل، فتتمثل في أنها جاءت للدفاع عن المواطنين، وتمكين الشرعية من بسط نفوذها، في حين أرادت إبلاغ الخارج، بأنها لن تكون حجر عثرة بعد التحرير، أمام تطبيع الحياة وفرض سيادة القانون، وليست فصائل متعددة لتتناحر فيما بعد، وإنما قيادة واحدة وهدف واحد.
الطريق واضح
الناشط والإعلامي محمد السامعي بدوره قال في منشور له على صفحته بموقع الفيس بوك قائلا: "هل تساءلتم لماذا سلمت مقاومة تعز، كافة المقار المحررة إلى الجيش الوطني؟".
وأضاف مجيبا على التساؤل السابق: " لأن الطريق لدى المقاومة واضح، والهدف واضح، وهو النضال من أجل استعادة الدولة، وأقصر الطرق لاستعادتها تكون بتسليم المؤسسات للدولة".
واستطرد السامعي قائلا: " لو كان لتعز مشروع جهوي خاص أو مطالب تقسيمية لا تراعي حساسية اللحظة، كانت ستحتفظ المقاومة بكل ما وقع تحت أيديها وستتعامل مع الموقف كحالة معزولة عن المشروع الوطني الكبير، وكان سيؤدي ذلك بالضرورة إلى خلط الأوراق، ونشوء جماعات فرعية ومطالب أكثر تعقيدا وتطرفا، وستصبح تعز بؤرة استقطاب كبيرة للعنف والفوضى".
مسئولية الحكومة
وأشار محمد السامعي إلى " أن ما حدث لا يعني أن التحديات انتهت، ولا أن تعز أصبحت في مأمن من الفوضى والتطرف، لكن الخطوة التي قامت بها المقاومة وضعت أسس الانتقال السلس إلى حالة الدولة، وما تبقى الآن هو مهمة الحكومة".
الاستفادة من الأخطاء
من جانبه أوضح الصحافي فتحي بن لزرق في منشور له على صفحته بالفيس بوك "أن عمل كهذا، يثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن الإخوة في الشمال سيحاولون بكل ما يملكون من قوة الاستفادة من كل الأخطاء المرتكبة في عملية تحرير مدينة عدن، ومناطق جنوبية أخرى".
ويضيف: "ومن بين هذه الأخطاء عدم تسليم المقرات الحكومية للدولة، وعدم الإفساح للدولة أن تكون القوة الرئيسية في تشكيلة ما بعد الحرب، ففي الشمال تسارع القوى السياسية والعسكرية لأجل إرسال رسائل إيجابية للعالم، بأنهم تواقون لتسجيل حضور حقيقي للدولة".
وقال بن لزرق: " يحدث هذا في مدينة تحررت قبل 42 ساعة فقط، ولا يحدث هذا في مدن جنوبية وعلى رأسها "عدن" بعد 8 أشهر من تحريرها".
وفقا لـبن لزرق، فإن "عمل كهذا في الشمال سيوصل رسالة سياسية قوية للتحالف وللعالم، بأن هنالك شريك حقيقي للعالم، شريك يريد دولة، وفي الجنوب شريك يرفع شعار "خلوني أحكمكم وإلا سأقتلكم".