لقيت دعوة النفير العام التي دعا إليها محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة في آواخر أبريل الماضي تفاعلاً واسعاً، سواء على مستوى الزخم الرسمي أو الشعبي، حيث توالت بعدها دعوات النفير من محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي، ومحافظ البيضاء اللواء الركن ناصر السوادي، وعدد من محافظي المحافظات.

وجاءت دعوة العرادة بعد معارك عنيفة شهدتها الجبهات المحيطة بمأرب جراء تصعيد الحوثيين العسكري بغية إحراز تقدم نحو المدينة، وهو التصعيد الذي بدأ مطلع فبراير الماضي واستمر بنفس الوتيرة حتى يومنا هذا، لا سيما في الجبهات الغربية للمحافظة أهمها المشجح والكسارة.

وانطلقت أمس الأحد حملة إلكترونية تحت هاشتاق #مارب_نداء_الجمهورية، لدعم دعوة محافظ مأرب للنفير، كما  تهدف إلى حث المواطنين على الاستجابة للتعبئة وحشد مواقف مساندة للمعركة في مأرب.

الحملة التي انطلقت ظهر الأحد لقيت تفاعلاً كبيراً من مسؤولين في الحكومة، وصحفيين ورجال رأي وناشطون على مواقع التواصل، وقال بكر وهو أحد المشاركين بالحملة، لـ"الموقع بوست"، إنهم يسعون لتحقيق هدفين من خلالها، وهو إسناد الجيش الوطني إعلامياً، وتعرية جماعة الحوثي أمام الرأي العام.

ويرى بكر أن إعلام جماعة الحوثي ومسانديه من أذرع إيران ينشطون لتبييض سجل الجماعة المليء بالانتهاكات والجرائم إذ إن الإعلام يعد من الأدوات المهمة والتي يمكن من خلالها التأثير على القرار الدولي خصوصاً وأن الحوثيين يدّعون المظلومية ويحاولون تقديم أنفسهم كمدافعين عن اليمن في مساعٍ تضليلية للمجتمع الدولي.

تفاعل رسمي

وفي خضم الزخم الذي حضيت به الحملة الإلكترونية الداعمة لدعوة النفير التي أطلقها محافظ مأرب والداعمة لصمود المحافظة، غرّد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في حسابه بتويتر بقوله "انتصرت محافظة مأرب أرضا وإنسانا كعادتها طيلة ستة أعوام على أوهام الكهنوت في تدنيس ترابها الطاهر، ومرغت وجوه عناصر الجماعة الحوثية وسادتها في طهران بالتراب، منتصرة لقيم الثورة والجمهورية، ومؤكدة أن اليمن عربية وستبقى عربية".

غير بعيدٍ عن حملة مأرب نداء الجمهورية، قال سفير اليمن لدى اليونسكو محمد جميح إن من حق مأرب والرجال الذين واجهوا أدوات إيران فيها الوقوف معهم ودعمهم بكل وسيلة ممكنة.

وأضاف أن "مأرب لم تعتدِ على أحد، بل تدافع عن نفسها وعن اليمن والأمن القومي العربي في خاصرته الجنوبية، في وجه جماعة لا أحد يعترف بها".

وغرّد مختار الرحبي مستشار وزير الإعلام اليمني بقوله "سيخلد أحرار اليمن بطولات الجيش والمقاومة في مأرب وبقية المحافظات في أنصع صفحات التاريخ، وسنروي للأجيال بطولاتهم ضد عدو أزلي للجمهورية".

حملات سابقة

وقبل أيام انطلقت أكثر من حملة لدعم صمود الجيش تحت هاشتقات مختلفة وذلك في سياق الحشد للمعركة، كان أبرزها دعم الجيش واجب الجميع، وأمين الجمهورية، والأخيرة انطلقت تأبيناً لأربعينية قائد المنطقة العسكرية السادسة أمين الوائلي الذي استشهد في مواجهات مع الحوثيين غرب مأرب.

ويقول الناشط رياض مهدي إن الحملات لعبت دوراً كبيراً في جعل المعركة الدائرة في مأرب أولوية بالنسبة لكثير من المواطنين الذين تفاعلوا معها وأصبحوا ضمن المنخرطين في أي دعم إعلامي لصمود الجيش، أو تعرية الدعاية الحوثية.

واجب وطني

واعتبر الطالب اليمني في إحدى دول المهجر محمد طنين خلال حديثه لـ"الموقع بوست" أن مشاركته في الحملة واجب وطني، ويقول إن وجوده في الخارج يجعله يفكر أن يؤدي واجبه تجاه معركة مأرب بالأدوات المتاحة لديه.

ولم ينسَ طنين أن يشير إلى أن مأرب احتضنته عندما غادر محافظته التي سيطر عليها الحوثيون قبل أن يهاجر من البلاد، لافتاً إلى أنها تحتضن الآن ملايين اليمنيين.

من جانب آخر قال الناشط المقيم في محافظة مأرب مبين أبو عسر أن نشاطه مع حملة مأرب نداء الجمهورية يأتي تلبية لنداء محافظ مأرب فضلاً عن أنه يرى أن معركة مأرب هي معركة جميع اليمنيين خصوصاً وأنها تتمتع الآن بوجود الدولة ومؤسساتها ويجري فيها تطبيق النظام والقانون ما يجعلها وجهاً مشرقاً لقيام الدولة الاتحادية.