[ مدينة تعز ]
أفضت اتفاقية ستوكهولم التي وُقِعت في السويد بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي في منتصف ديسمبر 2018، إلى عدة تفاهمات كان من ضمنها رفع المعاناة الإنسانية المتفاقمة عن مدينة تعز.
اتفقت الأطراف على فتح المنافذ الرئيسية للمدينة والتي أغلقها مسلحو الحوثي منذ اندلاع الحرب في 2015، حيث نص الاتفاق على إنشاء لجنة مكوّنة من ممثلين عن الحكومة اليمنية والحوثيين بإشراف الأمم المتحدة للبدء في عملية رفع المعاناة عن تعز، وهو ما لم يتم تنفيذه حتى اللحظة بعد مضي أكثر من عامين ونصف العام على الاتفاق.
وفي الغالب فإن الحديث عن ستوكهولم محلياً وخارجياً يأتي في إطار تناول مستجدات خروقات الاتفاق في الحديدة، وفي حالات عن ملف تبادل الأسرى الذي ما زال عالقاً هو الآخر، غير أن تعز ومعاناتها غائبة من لفت النظر حول الاتفاق الذي كان يعنيها أيضاً بشكل خاص، وعلى كل حال فإنه اتفاق حُكِم عليه بالموت في وقت مبكر.
لكن تغييب تعز عن المشهد فيما يخص سوتكهولم يعد تهميشاً لأهم ملف بيد الحكومة الشرعية حسب ما تحدث الصحفي اليمني خليل المليكي لـ"الموقع بوست"، مضيفاً أن تهميش تعز أمر متعمد من قبل رعاة الاتفاق بالإضافة إلى عجز الحكومة في استخدام هذا الملف.
وقال المليكي إن ما يجعل تعز غائبة عن الاتفاق هو التكتلات السياسية في المحافظة التي انشغلت بأمور جانبية وتركت ملف المدينة الأهم على مستوى الوطن.
وتابع "تقول هذه التكتلات إن ملف تعز هو الأهم، لكننا لا ندري ما الذي يجعله غائباً، وإذا حضر يحضر لوهلة. تعز بحاجة إلى قوى سياسية تعمل بكل جهودها لأجل المدينة وتضغط بقوة لإخراجها مما هي عليه".
ويتفق الصحفي والكاتب اليمني عبد الرحمن الشوافي مع المليكي في أن غياب تسليط الضوء على استحقاقات تعز من اتفاق ستوكهولم يأت نتيجة لإهمال الحكومة الشرعية، مؤكداً في حديثه لـ"الموقع بوست" أن السبب الآخر في ذلك هو انحياز المبعوث الأممي مارتن غريفيث إلى الحوثيين.
ويرى الشوافي أن تعز عاشت أسوأ مأساة إنسانية طوال فترة ابتعاث غريفيث المستمرة إلى اليمن دون أن يحرك ساكناً بشأنها.
رفع الحصار عن الحوثيين
أعلنت السعودية، في آواخر مارس الماضي، مبادرة شاملة لوقف إطلاق النار في اليمن، ورحبت الحكومة اليمنية بذلك فضلاً عن الترحيب الدولي بتلك المبادرة، والجهود الدولية التي تجري الآن لإنهاء الحرب في اليمن على ضوئها، رغم تعنت جماعة الحوثي.
وتضمنت المبادرة عرضاً للسماح بفتح مطار صنعاء الدولي، وإدخال السفن إلى ميناء الحديدة مقابل وقف إطلاق النار من جانب الحوثيين، وتقول عضو فريق نساء تعز من أجل الحياة ألفت الدبعي لـ"الموقع بوست" إن الحكومة اليمنية لم تشترط مقابل فتح مطار صنعاء وتخفيف القيود عن ميناء الحديدة فتح منافذ تعز الإنسانية، مؤكدة أن هذا دليلاً على الإهمال المتعمد من قبل الحكومة لملف تعز، كما أنه دليل على عدم استيعابهم لمستوى وحجم معاناة المواطنين في المدنية.
وترى الدبعي أن تعنت جماعة الحوثي بهذا الشأن يأتي لحرصهم على ترك قضية منافذ تعز للمشاورات الشاملة، كونها ليست مستفيدة من فتح الطُرق، مبينة أن عدم ذكر تعز في المبادرة السعودية أمر جعل الحوثي في وضع مريح بهذا الشأن.
وحمّلت خلال حديثها السلطة الشرعية المسؤولية في إهمال ملف تعز، مضيفةُ أن السلطة المحلية والأحزاب السياسية في تعز حاولت تدارك الأمر مؤخراً من خلال رسالتهم للمبعوث الأممي والإشارة بوضوح لرفضهم أي مبادرات سلام أو مبادرات إنسانية لا يدخل ملف تعز ضمنها.