[ رمضان في الضالع ]
يهل رمضان هذا العام على محافظة الضالع في ظل أوضاع معيشية وإنسانية صعبة يعيشها غالبية المواطنين، حيث فاقم إنهيار العملة المحلية واستمرار الحرب التي تشنها جماعة الحوثي على المحافظة من حدة الأوضاع الإنسانية.
غلاء فاحش
المواطن فتحي العمري خرج من منزله صباحا متجها إلى إحدى محلات المواد الغذائية بسناح وأخرج ورقة مكتوب فيها متطلبات رمضان لأسرته.
قال العمري لمراسل "الموقع بوست" الذي كان يرصد أجواء شهر رمضان ويتواجد في ذات المحل أن متطلبات رمضان الفائت تطلبت منه دفع مبلغ ستون ألف ريال يمني وأطلق تنهيدة، وتابع "كل شيئ ارتفع بنسبة تعدت المائة بالمائة.
وأثناء حديثه مع مراسل "الموقع بوست" ناوله مالك المحل فاتورة المتطلبات التي قدمها له وأمام كل صنف سعره بالريال اليمني.
وتسائل العمري هل ترى المبلغ الإجمالي ؟ مشيرا إلى فاتورة البيع، حيث بلغ إجمالي المبلغ مئة وثلاثة وثلاثون ألف ريال يمني.
المواطن فتحي يعد من متوسطي الدخل واستطاع بعد كد توفير المبلغ لكن فئة المعدمين والفقراء هي الشريحة الأكثر تضررا من الارتفاع الجنوني لمختلف الأسعا،ر وتدهور قيمة العملة الشرائية وحتى قبيل حلول شهر رمضان لم يستطع غالبيتهم إقتناء متطلبات شهر رمضان حتى اليوم كما أوضح العديد منهم لمراسل "الموقع بوست" الذي استطلع رأي اكثر من خمسون مواطنا.
غياب الرقابة
أدى تدهور العملية اليمنية وفقدانها لقيمتها الشرائية لارتفاع غير مسبوق في الأسعار في معظم محافظات الجمهورية المحررة والواقعة تحت سلطة الحكومة اليمنية الشرعية.
غير أن محافظة الضالع ارتفعت فيها الأسعار بشكل غير مسبوق وجنوني وذلك لإنعدام الرقابة على التجار من قبل الجهات المحلية المسؤولة.
انقطاع المرتبات.. هم مضاعف
الجندي فهد محمد عبدالله تحدث للمراسل عن معاناة أخرى يعيشها المنتسبون للسلك العسكري في المحافظة إذ يعتمد غالبيتهم على المرتبات لتسيير شؤون حياتهم وتوفير متطلبات أسرهم، وعقب تنهيدة عميقة أردف فهد بالقول "مرتبات الجنود منقطعة منذ أكثر من ستة أشهر فما من حيلة".
ودعا فهد الحكومة لصرف المرتبات المتأخرة والإنتظام في صرف المرتبات كون غالبية الجنود مرابطين في الجبهات ولهم أسر يعولونها، مؤكدا أن استمرار انقطاعها سيؤدي لاضطرار الكثير لترك مواقعهم والذهاب نحو أعمال أخرى يعيلون من خلالها أسرهم.
حرب مستمرة
ويأتي حلول شهر رمضان المبارك هذا العام ومحافظة الضالع لا تزال تشهد حربا شرسه مع جماعة الحوثي في مديريات قعطبة والأزارق وهو الأمر الذي أدى لنزوح عشرات الأسر من منازلهم، إذ تقع مناطق كثيرة من مديرية قعطبة على خط التماس في جبهات باب غلق ومريس وبتار والجب والفاخر والأزارق .
ويعيش غالبية النازحين في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة حيث فقدو مساكنهم ومصادر دخلهم.
موجة كورونا
وتشهد محافظة الضالع تزايد في أعداد الإصابة بأمراض الحميات وإنتشار كبير للموجة الجديدة من وباء كورونا، وتوفي العشرات بالحميات وأقل منهم من ثبت إصابتهم بفيروس كورونا.
ومع تردي الأوضاع الصحية جراء الحرب وإنعدام المراكز والمستشفيات الحكومية فإن غالبية الأسر تجد صعوبة في علاج افرادها في المستشفيات والمستوصفات الأهلية.
غياب الفرحة
كل ذلك أفقد رمضان هذا العام فرحته وروحانيته في محافظة الضالع، حيث كان الأهالي يستقبلون شهر رمضان بحفاوة بالغة فإلى جانب الاجواء الروحانية فإن لرمضان لون آخر في الضالع، إذ تتزين موائد الطعام بمختلف أنواع الأكلات والمشروبات التي لا تتوفر في أي شهر آخر.