يصادف اليوم، الثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة، والذي دعت الأمم المتحدة للاحتفال به منذ عام 1975.
ويعد الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، تتويجا لنضال المرأة، وتستغله النساء للمطالبة بحقوقهن، والقضاء على أشكال التمييز ضدها، ويحتفل العالم بيوم المرأة في هذا العام، تحت شعار" الإعداد للمساواة بين الجنسين، لتناصف الكوكب بحلول 2030".
لكن وبعيدا عن ذلك الشعار، فإن واقع المرأة اليمنية اليوم يختلف، إذ تعيش في ظل الحرب بعيدا عن كل تلك التطلعات.
بعيدا عن أحلامها
الصحافية وفاء حميد ذكرت لـ( الموقع):" يحتفل العالم بالمرأة تحت شعار يبعد كثيرا للغاية عن أحلام المرأة اليمنية".
فالمرأة اليمنية حسب وفاء، لا تزال أسيرة الثقافة الذكورية السائدة، فحقوقها مهضومة حتى على مستوى العائلة، فبعض العائلات اليمنية، وتحديدا التي تتركز في الأرياف، تفضل الرجل عن المرأة، وترى أنه سندهم بعد زمن، بينما المرأة لا يمكن أن تحقق شيئا، وغير صالحة سوى للزواج والإنجاب، ومن هنا يبدأ ظلمها وحرمانها من حقها في التعليم والعمل، وتصبح على الهامش".
وتستطرد:" أما عن المرأة التي حصلت على فرصة أفضل وتمكنت من الدراسة والعمل، تجد صعوبات كثيرة، حيث يعتبر المجتمع بعض الأعمال حكرا على الرجال، ومن وجهة نظرهم أن من الصعب أن تصبح مديرا لشركة بسهولة".
وتذكر وفاء قصة إحدى النساء في قسم القرآن الكريم، والتي حصلت على المركز الأول، لكنها لم تستطع الحصول على درجتها الوظيفية المفترضة، ﻷن رئيس القسم يريد معيدين وليس معيدات.
المرأة شعار
وفاء تؤكد أن "المرأة تتعرض للعنف اللفظي والجسدي، وهي الحلقة الأضعف داخل المجتمع، ولا تجد من يدافع عن حقوقها سوى منظمات تتخذ المرأة مجرد شعار في كثير من الأحيان".
وتقول:" ومع بداية الحرب ازداد وضع المرأة سوءا، فبعض العائلات فرضت على بناتها البقاء في المنزل وكثرت القيود حولها، ومن أجل المرأة وجد هذا اليوم، ولكن هناك عالم سبقنا بمراحل كثيرة، وإذا كان هذا اليوم يضيف للمرأة شيئا، فنحن بحاجة إلى أن تكون كل أيام السنة يوما عالميا للمرأة".
واقع جديد
الصحافية عفاف الأباره قالت لـ( الموقع):" بعد ثورة فبراير 2011، زادت مطالب المرأة اليمنية كونها خرجت إلى الساحات، لتشارك شقيقها الرجل في التضحيات من أجل إسقاط نظام دكتاتوري أقصى الجميع".
وهي ترى:" أنه وبعد أن تصدرت الجماعة الانقلابية المشهد، وعادت إلى إقصاء وتهميش الجميع، تغيرت مطالب المرأة، وأصبحت تبحث عن السلام والحرية".
وتضيف:" أن المرأة قتل زوجها وأبيها وأخيها وابنها، فأصبحت هي أكثر من تضحي، لأجل وطن يعيش فيه كل أبنائه في أمن وسلام".
وتطالب الأباره بأن:" يكون للمرأة في اليمن الجديد الذي نتطلع إليه، شأنا عظيما، مثلها مثل الرجل، فالجميع قدموا مختلف التضحيات، وإن اختلفت".
تحديات
تعاظمت التحديات أمام المرأة في ظل الحرب، وباتت تشعر المرأة بأنها تعيش في وضع حرج للغاية، عن ذلك ذكرت عفاف الأباره:" أن من أبرز التحديات التي باتت تواجها المرأة اليمنية، هي الجماعات المسلحة المتشددة، التي تظهر فجأة بعد تحرير المدن، لتفرض قوانين على الجامعات والأسواق والشوارع، بحجة منع الاختلاط".
في عهد المليشيا
كانت المرأة سابقا تطالب بقوانين تجرم الزواج المبكر، أو ترفض الانتهاكات التي تتعرض لها في وسطها العائلي والاجتماعي، أو التمكين السياسي، لكنها اليوم وفي عهد المليشيا، تعرضت للتشريد وأصبحت نازحة، ومستهدفة، وتعرضت للمطاردة كالمصورة والناشطة نادية عبدالله، وللاعتداء بالضرب كالناشطة سمر الجرباني، وللاحتجاز كالصحافية أزهار العجي.
والمرأة في تعز كان لها النصيب الأكبر من المعاناة، إذ ذكر تقرير حقوقي أن نحو 774 امرأة سقطن بين قتيلة وجريحة منذ مارس الماضي 2015 وحتى أكتوبر من العام نفسه، ليكشف ذلك التقرير، عن حجم الانتهاكات التي طالت النساء في تعز، على يد ميليشيات الحوثي وصالح.
وذكر التقرير أن القصف اليومي للمدينة تسبب بحرمان 3300 امرأة من الحصول على الولادة الآمنة، والتحصين والرعاية اللاحقة، بسبب قصف المستشفيات.
وعن تأثير الوضع المأساوي للوطن الذي فرضته الحرب على المرأة كأديبة قالت لـ( الموقع) الكاتبة والروائية فكرية شحرة:" أن ذلك يثير الشجن والخجل، فالشجن كون الأديبة في اليمن في الأصل مهضومة الحقوق، في بعض البيئات المتخلفة التي ترفض مشاركتها بأي فعاليات ثقافية أو أنشطة أدبية، وزاد الوضع من النيل من حقوقها، بعد أن عاد بنا الزمن في عهد المليشيا للتعامل مع المرأة باستنقاص وكبت لها ولظهورها".
وتتابع:" ويثير الوضع الخجل كون الحديث في وطننا عن رفاهية الأنشطة الثقافية يعد بذخا، في بلد تأكل الحرب أرواح أبنائه، ويموت أفراد منه جوعا وحاجة".
وقد أصبح دور المرأة يتركز في دفع الأبناء لأتون الحرب والبكاء عليهم، والصبر على مشاق الحرب بكل تبعاتها. حسب شحرة