[ ثورة 11 فبراير - ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء ]
أكملت ثورة فبراير الشبابية السلمية الخميس الماضي عقدها الأول منذ انطلاقتها في 11 فبراير/شباط 2011 ضمن موجة ما أطلق عليه حينها بثورات الربيع العربي.
احتفال شباب الثورة بذكراها العاشرة جاء في ظل ست سنوات من حرب طاحنة وإنهيار اقتصادي مريع وانقسامات جيوسياسية حادة ومعقدة، يعتبرها أغلب المحللين السياسيين نسخة يمنية للمآل العام الذي آلت إليه ثورات الربيع العربي بالمجمل، فيما يرى البعض الآخر منهم أن ثورات الربيع العربي وإن فشلت في صنع نظام حكم بديل إلا أنها حققت أكثر أهدافها وهو أيضاً رأى شباب ثورة "11 فبراير" اليمنية الذين لم تحمل كرنفالات احتفالهم بالذكرى العاشرة سوى حقيقة واحدة هي أن أحلام شباب الثورة السلمية أجهضت كغيرها من ثورات الربيع العربي وأسفر ليل الأحلام الوردية عن صبح مصبوغا بالدم والحروب والخراب.
"الموقع بوست "شارك شباب ثورة الحادي عشر من فبراير في محافظة تعز احتفالهم بمرور عقد على ثورتهم ونقل لكم ما بقي في نفوسهم من الثورة ومن الحلم.
إنجازات الثورة
معاذ المعمري، أحد شباب ثورة 11 فبراير بمحافظة تعز، عدّد في تصريحه لـ"الموقع بوست" ما اعتبرها منجزات حققتها الثورة كإسقاط نظام على عبد الله الاستبدادي الأسري القائم على التسلط والتوريث، وكذلك وفرت الثورة مساحة كبيرة لحرية الرأي والتعبير، بالإضافة لمخرجات الحوار الوطني ومسودة الدستور وشكل النظام من المركزية إلى نظام الأقاليم.
ويرجع المعمري الانتكاسات والإخفاقات التي اعترضت طريق الثورة وأخرجتها عن مسارها السلمي إلى دوامة العنف والاقتتال إلى قصور الوعي لدى الجماهير والصراع السياسي بين شباب الثورة بفعل تغلغل الأحزاب السياسية في صفوف الثورة ومحاولة استثمار مكاسبها لصالح أحزابهم قبل تحققها، الأمر الذي سهل لقوى الثورة المضادة الانقضاض على الثورة.
من أول خيمة حتى آخر مترس
من جهته يقول محمد سلطان، أحد شباب ساحة الحرية في تعز، إن "ثورة 11فبراير مثلت تحولا فريداً في تاريخ نضال الشعب اليمني وثوراته المتكررة لنيل الحرية والتغيير بنهجها السلمي الثوري وحركتها الجماهيرية العفوية غير النخبوية فرضتها المعاناة والرغبة الجامحة في الخلاص من نظام على عبد الله صالح الشمولي الفاسد، وأشعلها شباب آمنوا بعدالة القضية دون وصاية من أحد".
يضيف سلطان في حديثه لـ"الموقع بوست" أنه "من أول خيمة تم نصبها في ساحة الحرية مطلع فبراير/ شباط 2011 حافظت الثورة على نهجها السلمي واستقلالية مسارها وفشلت كل محاولات النظام لجرها لمربع العنف وقدمت من أجل ذلك عشرات الشهداء حتى تمكنت من إجبار "صالح" على التنحي وتسليم السلطة لنائبه، وإنجاز مؤتمر الحوار الوطني الجامع لكل اليمنيين في ظل دولة اتحادية".
وأردف "ما حدث بعد ذلك من انقلاب على الثورة وصولاً إلى الحرب الحالية، الثورة بريئة منه براءة الذئب من دم يوسف، لكنه مخطط رعته ومولته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتان تقاطعت أهداف الثورة مع طبيعة أنظمتهما القائمة على التوريث، ونفذه تحالف الحوثي مع نظام على عبد الله صالح، مما اضطر شباب الثورة للانتقال من الخيام وحراكها السلمي إلى المتارس حاملين السلاح للدفاع عن ثورتهم".
الثورة المغدورة
"لم يتبق من ثورة 11 فبراير غير ذكرى لحلم جميل تبخر كسراب بقيعة مترحمة على الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية"، هكذا عبرت خديجة محمد، خلال حديثها لـ"الموقع بوست" عن احتفالها بمرور عقد على الثورة التي وصفتها بالمغدورة، لأن الأنظمة الديكتاتورية لا تعترف بحق الشعوب في التغيير والحياة الحرة الكريمة.
وأضافت "لقد تعرضت ثورة الشباب اليمنية كغيرها من ثورات الربيع العربي لمؤامرة دولية كون هدفها الأساسي تجسد في خلق نظام مستقل عن التبعية، أضف إلى ذلك ظهور الإسلاميين (الإخوان المسلمون) على المشهد الثوري والتحكم به الأمر الذي دفع بالناقمين على جماعة "الإخوان" وخصومها وخصوصاً دول الخليج باستثناء طبعا قطر والكويت إلى العمل على إجهاض الثورة واغتيالها في منتصف الطريق وهو ما حدث بالفعل".
خيبة الأمل وحدها صاحبة الهتاف المدوي في جنبات ساحة الحرية بتعز وعلى شفاه وملامح شباب مروا من هنا يحملوان صورة زاهية لوطن رسموه بالضوء وكللوه بالسلام، ولم يكن في حسبانهم حينها أنهم بعد عشر سنوات لن يجدوا من ذلك الوطن غير ساحة بلا حرية ووطن وحدهم فيه الغرباء وما زال الدرب طويلاً لاستعادته.