[ من غارة للتحالف العربي على مواقع المليشيا بحيفان ]
كواحدة من أهم الجبهات وهمزات التواصل بين شرايين ومناطق تعز والجنوب تقوم المليشيات الحوثية بالتركيز على جبهة حيفان جنوب شرق محافظة تعز.
تكمن أهمية مديرية حيفان في أنها تقع في المنطقة الوسطى بين الطرق الرئيسة التي تربط محافظة لحج بمحافظة تعز وتعتبر خلفية حامية لجبهة الشريجة.
وتتحكم مديرية حيفان بالطريق الاحتياطي الذي يعتبر اليوم الخط البديل لخط كرش الشريجة الراهدة والذي تمر عبره اليوم حركة السير والتنقل بين عدن وتعز بعد تفجير المليشيات الحوثية لعبّارات وجسور الخط العام عدن – الشريجة – الراهدة وتلغيم جوانبه في كرش والشريجة مما أدى إلى إغلاقه واتجاه السير إلى خط طور الباحة الذي يمر من مديرية حيفان الراهدة.
وبالسيطرة على مديرية حيفان تكون المليشيات الحوثية قد أمنت ظهرها في جبهة الشريجة وأحكمت سيطرتها على الأرض وتحكمت بحركة النقل بين المحافظات الجنوبية والشمالية بعد أن يئست من محافظة الضالع.
يصل خط حيفان - طور الباحة القريب من هيجة العبد الذي تحاول المليشيات الحوثية قطعه عبر الوصول إليه من هذا الخط والالتفاف على جبهات المقاومة في منطقة الحجرية – التربة – الضباب لتتمكن بعدها من السيطرة على كل خطوط تعز ومحاصرتها من بقية الشرايين، وكذلك العودة إلى الجنوب عن طريق نقطة الوصل الجديدة في منطقة حيفان.
تبعد مديرية حيفان عن أول نقطة في عدن 50 كيلو متراً بخط مستقيم و70 كيلومتراً بخط متعرج، مما يفسر تركيز المليشيات على هذه المديرية.
كما تطل مديرية حيفان على مديرية القبيطة التي تتواجد فيها المليشيات المتحوثة الموالية للرئيس المخلوع مما يزيدها عمقاً واسعاً ومساحة من الحرية والتحرك الآمن، وكذلك تكون قاعدة العند الجوية في مرمى النيران الحوثية لقرب المنطقتين.
تعرضت جبهة حيفان لكثير من الخذلان من قبل القوات الموالية للشرعية وخاصة من القوات في المناطق الجنوبية السابقة التي انسحبت من بعض مناطق مديرية القبيطة والتي كانت تساند مقاومة حيفان مما جعل المقاومة تفقد كثيراً من المواقع والجبال التي كانت تسيطر عليها المقاومة، فضلاً عن فارق التسلح بين المليشيات وبين مقاومة حيفان التي اعتمدت هذه الأخيرة على إمكانياتها الذاتية والمتواضعة بالأسلحة الشخصية.
وقد دفعت مديرية حيفان ثمناً باهظاً في الثورة الشبابية السلمية عام 2011، حيث تعتبر المديرية أكثر مديريات الجمهورية التي سقط منها شهداء من شباب الثورة في ساحات الثورة بصنعاء وتعز والحديدة وعدن، لما يقرب من 70 شهيداً من خيرة شبابها.
كما تعتبر المديرية من أقدم وأكثر المديريات اليمنية مدنية وثقافة وتجارة ومن أعلام الثورة اليمنية وداعميها سبتمبر وأكتوبر؛ إذ يتحدر منها رواد الثقافة والمدنية والتجارة أمثال هائل سعيد أنعم، وعبدالعزيز عبدالغني، وعبدالفتاح إسماعيل، والفنان أيوب طارش عبسي وجازم الحروي، وعبدالعزيز الحروي، والأغبري وغيرهم كثير.