[ قيادات الانتقالي الجنوبي في عدن ]
لاقى تهديد ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تدعمه الإمارات، تجاه قرارات الرئاسة اليمنية الأخيرة جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي.
وأمس الأحد هدد الانتقالي -في بيان له- باتخاذ خطوات وصفها بـ"المناسبة" في حال عدم معالجة القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي.
والجمعة، أصدر هادي قرارين بتعيين أحمد صالح الموساي (أحد القيادات الأمنية السابقة) نائبا عاما للبلاد خلفا لعلي الأعوش، وتعيين أحمد عبيد بن دغر رئيسا لمجلس الشورى.
وزعم المجلس أن قرارات هادي الأخيرة من شأنها أن تعمل على تعطيل عملية استكمال اتفاق الرياض وتربك المشهد، كونها أتت "دون اتفاق مسبق".
وقال البيان إنها شكلت خروجاً صارخاً وانقلاباً خطيراً على مضامين اتفاق الرياض، وعملية التوافق والشراكة بين طرفي الاتفاق، حد قوله.
وفيما لم يصدر تعليق فوري من الرئاسة حيال هذه المواقف، لكن بن دغر قال مساء السبت، على حسابه بـتويتر، إن "الرئيس هادي مارس حقه الدستوري في تعيينه بمنصبه".
وسارع الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله المستشار السياسي السابق لمحمد بن زايد بإعلان تأييده لبيان المجلس الانتقالي.
وقال عبد الله -في تغريدة له على تويتر- إن المجلس الانتقالي على حق، ويستحق كل الدعم لموقفه المبدئي والشجاع.
بيان #المجلس_الانتقالي_الجنوبي يؤكد على ان قرارات الرئاسة اليمنية تشكل خروجاً صارخاً وانقلابًا خطيراً على مضامين اتفاق الرياض، ولا يمكن التعاطي معها.
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) January 17, 2021
والمجلس على حق ويستحق كل الدعم لموقفه المبدئي والشجاع. https://t.co/G8NWbhNHze
كما تبنت مواقع إخبارية إماراتية حملة ضد تلك القرارات الرئاسية، بالتزامن مع حملة إلكترونية مشابهة على منصات التواصل الرقمية المفتوحة، لمغردين محليين محسوبين على أبوظبي.
وأثار ذلك البيان ردود فعل واسعة، إذ اعتبره يمنيون تصعيدا واضحا من الانتقالي ومحاولة للتنصل من التزاماته تجاه تنفيذ بنود اتفاق الرياض.
وفي السياق، قال الكاتب الصحفي شفيع العبد إن "الانتقالي يتعاطى مع اتفاق الرياض بنفس الطريقة التي تعاطى بها الحوثي مع اتفاق السلم والشراكة، تحقيق مزيد من المكاسب دون الوفاء بأدنى التزام".
وأضاف "حتى إن القوى السياسية التي انحازت للحوثي آنذاك، تجدد انحيازها لمواقف الانتقالي"، في إشارة منه للحزب الاشتراكي والمؤتمر والناصري.
يتعاطى الانتقالي مع اتفاق الرياض بنفس الطريقة التي تعاطى بها الحوثي مع اتفاق السلم والشراكة، تحقيق مزيدا من المكاسب دون الوفاء بأدنى التزام.
— شفيع العبد (@shafea_alabd) January 17, 2021
حتى أن القوى السياسية التي أنحازت للحوثي آنذاك، تجدد انحيازها لمواقف الانتقالي.
من جانبه، يرى مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي أن "الانتقالي ينتظر أي مبرر لإفشال الحكومة، لأن نجاح الحكومة واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض وخروج مليشيات الانتقالي من عدن وتسليم سلاحهم الثقيل للحكومة بنظر الانتقالي انتهاء مشروعه الذي يريد السيطرة على كل الجنوب بقوة السلاح والمال الإماراتي".
الانتقالي شريك في الحكومة بخمس وزارات وليس شريك في الرئاسة وحتى دخوله الحكومة كان مشروط بتنفيذ اتفاق الرياض كاملا خصوصا الشق العسكري والامني وسحب المليشيات القروية من عدن مالم سيعود الانتقالي كيان ملشاوي متمرد بنظر راعي الاتفاق والمجتمع الدولي .
— مختار الرحبي (@alrahbi5) January 17, 2021
وقال الرحبي: "الانتقالي شريك في الحكومة بخمس وزارات وليس شريكا في الرئاسة وحتى دخوله الحكومة كان مشروطا بتنفيذ اتفاق الرياض كاملا خصوصا الشق العسكري والأمني وسحب المليشيات القروية من عدن ما لم سيعود الانتقالي كيان مليشاوي متمرد بنظر راعي الاتفاق والمجتمع الدولي".
وبحسب الرحبي فإن الانتقالي لديه مشكلة مع حضرموت ولديه مشروع مناطقي لا يقبل أحدا من خارج القرية.
وقال إن الانتقالي اعترض سابقا على قرار تعيين مدير أمن للعاصمة المؤقتة عدن الحامدي كونه حضرمي، ورفض شلال شائع تسليم إدارة الأمن إلا لشخص من قرية عيدروس وشلال، وبالأمس صدر قرار تعيين الدكتور بن دغر "حضرمي" اعترض الانتقالي.
الانتقالي ينتظر اي مبرر لإفشال الحكومة لان نجاح الحكومة واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض وخروج مليشيات الانتقالي من عدن وتسليم سلاحهم الثقيل للحكومة بنظر الانتقالي انتهاء مشروع الانتقالي الذي يريد السيطرة على كل الجنوب بقوة السلاح والمال الإماراتي
— مختار الرحبي (@alrahbi5) January 17, 2021
الإعلامي بشير الحارثي غرد بالقول: "القرارات صدرت وانتهى الأمر، إذا عيال طحنون ومرتزقتهم لا يعجبهم القرار يروحوا يحرثوا الصحراء وإلا يبلطوا البحر".
وتابع: "هذه قرارات رئيس الجمهورية ولا يسمح لأحد الاعتراض على ممارسة سلطاته".
القرارات صدرت وانتهى الأمر اذا عيال طحنون ومرتزقتهم مش عاجبهم القرار يروحوا يحرثوا الصحراء وإلا يبلطوا البحر .
— ✪ بشير الحارثيBasheer ALharethi (@balharithy) January 17, 2021
هذه قرارات رئيس الجمهورية ولايسمح لأحد الاعتراض على ممارسة سلطاته .
.
في حين انتقد الكاتب والمحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري بيان الانتقالي والذي قال إنه استخدم فيه لغة غير دبلوماسية ووقحة.
وأضاف الأنصاري: "استخدم المجلس الانتقالي الذي سمحت الحكومة اليمنية الشرعية بتصنيفه كمكون سياسي بدلا من مليشيا تمردية وانفصالية لغة غير دبلوماسية في بيانه الرسمي، وفيه لغة "تهديدية" ووقاحة موجهة لرعاة اتفاق الرياض".
استخدم #المجلس_الانتقالي الذي سمحت الحكومة اليمنية الشرعية بتصنيفه كمكون سياسي بدلا من ميليشيا تمرديه وانفصاليه لغة غير دبلوماسية في بيانه الرسمي؛ وفيه لغة (تهديدية) ووقاحة موجهة لرعاة #اتفاق_الرياض.
— Salman Al-Ansari سلمان الأنصاري (@Salansar1) January 17, 2021
الاختلاف في الرأي ليست المشكلة؛ سوء أسلوب معالجتها هي المشكلة. pic.twitter.com/QIjS2hUKSj
وتابع: "الاختلاف في الرأي ليس المشكلة، سوء أسلوب معالجتها هي المشكلة".
في حين قال رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح علي الجرادي إن "معارضة قرارات الرئيس بلافتات شطرية وقروية ووصفها بأنها تخالف الدستور والقانون لا يحتاج تناقضها إلى تعليق".
وأضاف: "المثير أن أحزابا سياسية تتواجد في كل مؤسسات الشرعية بقرارات جمهورية من الرئيس هادي ثم تصف قراره الأخير بخرق فاضح للدستور، فهل تواجدكم ينطبق عليه ذات التوصيف؟".
معارضة قرارات الرئيس بلافتات شطرية وقروية ووصفها بانها تخالف الدستور والقانون لا يحتاج تناقضها الى تعليق. المثير ان احزابا سياسية تتواجد في كل مؤسسات الشرعية بقرارات جممهورية من الرئيس هادي ثم تصف قراره الاخير بخرق فاضح للدستور فهل تواجدكم ينطبق عليه ذات التوصيف ؟
— علي علي الجرادي (@alijradee) January 18, 2021
وفي الشأن ذاته قال الكاتب الصحفي عامر الدميني: "بيان للانتقالي يصف قرارات هادي بأحادية الجانب، ويلوح باتخاذ خطوات أخرى في حال عدم التوقف".
وعرج الدميني إلى بيانات حزب المؤتمر جناح الإمارات والاشتراكي والناصري المتطابقات مع موقف المجلس الانتقالي بوصف قرارات هادي بالأحادية.
وقال إن "التطابق في البيان المنسوب لحزب المؤتمر جناح الإمارات، وبيان الاشتراكي والناصري اتفاقهما على نقطة واحدة وهي المطالبة بإعادة هكيلة الشرعية"، مضيفا: "هذه الهيكلة هي نسف للشرعية نفسها، وتنسجم مع التوجه الإماراتي".
وتابع: "تتكامل مواقف أدوات الإمارات في وجه الشرعية، وسيقترف هادي جريمة إذا رضخ لهذا الابتزاز، ومن سوء حظ هؤلاء أن قطر تصالحت مع الرياض، وإلا كانت التهم جاهزة بوقوف قطر خلف تعيينات هادي".