بأقنعة مختلفة أطل "السقاف" علينا من أكثر من نافذة خلال أقل من عام، قاد التمرد العسكري الأول على رئيس الجمهورية ومهد الطريق للانقلابين نحو العاصمة المؤقتة عدن قبل أن يهرب متخفياً منها.
الضابط المقرب من أحمد علي صالح والمدلل لوالده، قائد التمرد في معسكر القوات الخاصة بعدن والوسيط بين المخلوع والقاعدة والمخلوع والحراك في الجنوب، شخصية متلونة، الصفة التي مكنته من الجمع بين الحوثية والولاء للمخلوع صالح، وهيأته فيما بعد لأن يلعب دور الحاكم الأمني على إقليم الجند في سلطة الانقلابين ويتطلع إلى دورٍ أكبر!
رصاصة التمرد الأولى
سيذكر التأريخ أن عبد الحافظ السقاف أحد قيادات التمرد والانقلاب على الشرعية الوطنية بأنه باكورة التمرد على قرارات الرئيس هادي حيث كان أول موظف رسمي يرفض علناً الانصياع لقرار تغييره من قيادة فرع قوات الأمن الخاصة ( الأمن المركزي) بمحافظة عدن في مارس 2015م.
إعلانه للتمرد على القرار كان إيذانا بإطلاق الرصاصة الأولى مباشرة وتمهيد الطريق للانقلابين نحو الجنوب، ما استعدى الرئيس هادي إلى توجيه دعوة إلى أشقائه العرب بالتدخل من أجل وقف الحرب وإيقاف التمرد الممول من إيران، الدعوة التي استجابت لها السعودية ودول عربية أخرى وأنشأ تحالفاً عربياً لشن عملية عسكرية على الانقلابين سُميت بعاصفة الحزم وتوسعت عملياتها على كل رقعة الوطن.
يرى البعض أن تصرفات "السقاف" ليس فقط لكونه أحد أذرع صالح الانقلابية، بل يرجع إلى انتمائه إلى أصول ما يعرف بالهاشمية التي اتخذتها الحركة الحوثية منطلقا لسيطرتها على السلطة كأحقية مسلم بها وإرث ديني بحسب اعتقادهم، فهو ابن عائلة تسكن مديرية النادرة شمال شرق محافظة إب, وتوزع إخوانه المناصب ذات العلاقة بالمال والتموين، فشقيقه محمد عمل مدير للتموين العسكري لفترات كبيرة في عهد المخلوع، وشقيقه الآخر عبد الملك استحوذ على الأمانة العامة لجامعة إب منذ سنوات، وقد اختار هو الرديف العسكري لقوة المال.
وسيط متعدد الاستخدام!
مصادر متعددة أشارت حسب الأدلة التي عثر عليها بعد هروب "السقاف" من عدن أن مهمته كانت التحضير والإعداد والتنسيق للانقلابين في المحافظات الجنوبية منذ فترة ليست بالقصيرة عبر عدد من التنظيمات الإرهابية كأنصار الشريعة ومن ثم داعش ومجموعة من فصائل الحراك التي اتضح تبعيتها للمخلوع صالح.
وقد عمل الرجل على إمداد تلك الفصائل بالمال والسلاح للاستعداد لما هو قادم، ومما تم العثور عليه في مخازن قوات الأمن المركزي في عدن كميات كبيرة من أعلام الجنوب التي يرفعها الحراك المطالب بالانفصال والرايات السوداء التي ترفعها الجماعات الإرهابية.
واعترف عدد من منتسبي الأمن المركزي ضباط وأفراد فيما بعد أن مهمتهم كانت إمداد شخصيات في الحراك والقاعدة في عدن وأبين بالأسلحة والذخائر بين الحين والأخر وبتوجيهات شخصية من السقاف وبصورة سرية للغاية.
الهروب إلى تعز والانطلاق منها
بعد فشل خطة تمرد السقاف وهروبه إلى تعز وما صاحبها من خطط بديلة كمسرحية ذبح الجنود في لحج بتسهيل قيادة الأمن المركزي، وإشراف السقاف نفسه ليبدأ العمل من تعز عبر ذات الآليات المناط بها التنفيذ وتحت لافتة الأمن المركزي الذي استقبل معسكره في تعز تعزيزات للميليشيا متنوعة التسليح على مدى خمسة أيام في محاولة لاستعادة السيطرة على عدن وفق المخطط البديل، والذي بدأ تنفيذه بالفعل مباشرة وتوجهت جحافل الانقلاب من تعز صوب لحج وعدن مرتكبة مذابحها وجرائمها ابتداء من تعز التي وقفت سداً منيعا أمام مخططهم الإجرامي وقدمت التضحيات إزاء ذلك وما زالت.
إب ..غرفة عمليات
بعد تحرير عدن في أواخر شهر رمضان الماضي نقل السقاف الذي يشغل منصب المشرف على الملف الأمني في (تعز ـ إب ) نقل غرفة عمليات الحرب الإجرامية ضد تعز والجنوب إلى محافظة إب وسط اليمن وذلك لعدة عوامل منها توسط المحافظة بين المحافظات التي تدور فيها معاركهم الإجرامية وأبرزها تعز والضالع ، وكونها المحافظة التي ينتمي لها وبها أهله وأقاربه و الذين سيسهلون له مهامه، وهو ما تم فها هو اليوم يقود غرفة عمليات الانقلاب من داخل محافظة إب مستخدما ومسخرا كافة الإمكانيات المادية والبشرية للدولة المنهارة لتنفيذ مخططات الانقلاب الإجرامي.
ضوء وبوق
سلط عدد من ناشطي المؤتمر والحوثي الضوء على أدوار السقاف في المحافظة وأنشطته الميدانية عبر وسائط التواصل الاجتماعي وعبر وسائل إعلام مختلفة بشكل مكثف وبما يُوحي وكأنها حملة مروجة تهدف إلى تلميعه وترويجه إلى المجتمع.
الضخ الدعائي والترويج الإعلامي الممول له تأريخ حافل في إب وعادة ما يأتي لتغطية فساد ما أو جرائم ما ومحاولة من الأبواق الإعلامية الهروب للأمام من أجل التستر على ممارسات وأفعال الشخص المروج له في الميدان، وحملة دعائية كهذه تبعث على الريبة والشك من أدوار السقاف ومهامه الفعلية في إب!
الحضور اللافت
بالرغم أن السقاف تم تعينه بعد هزيمته في عدن كوكيل لوزير داخلية الانقلاب جلال الرويشان، إلا انه ترك موقعه بالوزارة ليقوم بالاستقرار في اب وممارسة أدوار مشبوهة، ويأتي ظهوره الدائم مع أبو علي الحاكم القيادي الحوثي المدرج في قائمة العقوبات الدولية في زيارته لمحافظة اب، وكذلك في أغلب اللقاءات وبشكل مستمر ليعكس حجم ودور الرجل في المحافظة , ويبرز بجلاء أن الرجل يدير غرفة عمليات الانقلابين , وينفذ مهام قذرة لصالح الانقلابين , وهناك العديد من الشواهد والأدلة لذلك الدور المشبوه.
توطين الانقلابين
منذ بدء عمل غرفة عمليات الحرب الميليشاوية من محافظة إب قام السقاف بعدد من الترتيبات منها الإشراف على الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية في المحافظة وإنشاء معسكرات جديدة لتجنيد المزيد من المغرر بهم ليسوقهم إلى جبهات الموت لقتال إخوانهم المواطنين في مختلف المحافظات.
كما يقوم السقاف بتعيين القيادات العسكرية والأمنية بالمحافظة والتي يركز فيها على أن يكون التعيين للانقلابيين كمكافئة على انقلابهم.
أما أخطر المهام التي يقوم بها السقاف حاليا فهي إعادة التوطين للفارين من القيادات الانقلابية من مختلف مناطق الجمهورية بالمحافظة وترتيب أماكن ومخابئ لهم .
وإلى إب
كل المؤشرات على الأرض تؤكد أن السقاف هو الحاكم باسم السيد فعليا بالمحافظة التي تعد الملاذ الآمن للميليشيا، ومن الشواهد ما يقوم به السقاف من تغييرات وتعيينات في مختلف المؤسسات والأجهزة خصوصا الأمنية منها حيث عمل السقاف خلال فترة وجيزة على فرض رؤيته وتنصيب المحسوبين عليه في الأجهزة التنفيذية والأمنية التي كان أخرها تعيين مدير جديد لأمن مديرية يريم المدخل الشمالي للمحافظة.
مهام خاصة
إلى جانب ذلك النفوذ والسلطة اللذان يتمتع بهما السقاف فإن جرائم الاغتيالات قد نشطت وتوسعت منذ توليه مهامه بالمحافظة ففي أقل من أسبوع يتم اغتيال اثنان من قيادات حزب الإصلاح بالمحافظة، إلى جانب عمليات النهب والسلب والاختطافات والملاحقات لكل المخالفين بمن فيهم العاملين مع الميليشيا ذاتها والذين تم اختطافهم وتعذيبهم بسبب خلافات حول منهوبات حاولوا الاستئثار بها لأنفسهم أو تقاسمها مع شخصيات من غير المرغوبة لدى السقاف.
تنشر المادة بالتزامن مع المركز الاعلامي للمقاومة في إب