أصدر مجلس الأمن الدولي اليوم قرار قضى بتمديد العقوبات على الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ونجله، وزعيم مليشيا الحوثي، والقيادي فيها عبدالله الحاكم، لمدة عام كامل.
وتنص تلك العقوبات التي فرضت عليهم بموجب القرار 2216 والقرار رقم 2140، على منعهم من السفر، وتجميد أرصدتهم، وأصول مالية تعود لهم، بالإضافة إلى حظر الأسلحة عليهم.
وجاء هذا القرار بعد يومين من صدور قرار رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي في 22 فبراير، الذي قضى بتعيين الفريق علي محسن الأحمر، نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
والذي أكد المراقبون بأن ذلك القرار سيؤثر على سير المعارك في اليمن، ويدل على اقتراب الحسم العسكري فيها.
إسقاط الانقلاب
من جانبها قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام الناشطة توكل كرمان إن قرار مجلس الأمن الذي اتخذ اليوم بالإجماع، ضد المليشيا الانقلابية يعني أن كل شيء مستمر ضد الانقلاب حتى سقوطه.
الناشط الحقوقي، نجيب السعدي، رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني، أوضح أن الإنقلابيين فقدوا آخر ورقة كانوا يراهنوا عليها، المتمثلة بموقف روسيا في مجلس الامن.
وأضاف السعدي في تصريح خاص لـ(الموقع)، أن الإنقلابيين كانوا يأملون في أن تعطل روسيا اتخاذ أي قرار ضدهم في مجلس الأمن، لكن ما حدث هو العكس تماما، حيث صوت المجلس بالإجماع على قرار تمديد العقوبات، وعلى ضرورة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بإنجاح العملية السياسية باليمن.
وقال السعدي، إن قرار مجلس الأمن الذي تم التصويت عليه الأربعاء، يعتبر رسالة واضحة للانقلابيين، مفادها أن العالم بأكمله لا يمكن أن يكون معهم، لافتا إلى أن القرار سيفرض مزيد من العزلة على الانقلابيين.
وأضاف بأن القرار، يمثل رسالة أيضا، للتحالف العربي، بأن العالم يقف مع العمل العسكري، لفرض الشرعية.
ونوه السعدي، إلى أنه ليس أمام الانقلابيين إلا خيارين لا ثالث لهما، إما الاستسلام، والخضوع للإرادة الشعبية، والقرارات الدولية الداعمة للشرعية، أو الهزيمة العسكرية.
ولفت إلى أن الانقلابيين أصبح وضعهم أكثر ضعفا من الناحية السياسية والعسكرية والشعبية.
ماذا يعني القرار؟
رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبدالسلام محمد قال لـ(الموقع): استمرار توافق المجتمع الدولي تجاه رؤيته في اليمن يعني أن هناك تمرد وانقلاب، وهناك شرعية، ويجب أن يتم استعادة الدولة، لأن ذلك له انعكاسات كثيرة أهمها سياسية، من خلال انتهاء حلم الانقلابيين، في حصول انقسام دولي، يؤدي إلى استعادة أنفاسهم.
واضاف: "هذا سيؤدي للالتفاف حول الشرعية والانضمام لها، إما عسكريا، وهذا معناه استمرار الغطاء للعمل العسكري؛ لإلزام الحوثيين تنفيذ القرار الدولي، أو إرغامهم على الاستسلام بالقوة، وفي المحصلة نحن أمام فرصة سانحة للشرعية وقوات التحالف لتحقيق أهدافها على الأرض، دون أي تدخل دولي"، حسب عبدالسلام.
خيارات الانقلابيين
يستعد التحالف العربي والمقاومة الشعبية ووحدات الجيش التابعة للشرعية؛ لخوض المعركة الأخيرة لاستعادة الدولة، ويرى المحلل السياسي نجيب غلاب أن:" هناك خيارات كثيرة أمام الحوثيين للنجاة، بعد أن أجمع الإقليم والمجتمع الدولي على إنهاء الانقلاب، وعليهم أن يلتزموا بقرارات مجلس الأمن، والاستعداد لوثيقة استسلام تحمي اليمن، وتحفظ لهم ماء وجههم".
وذلك يقتضي حسب" غلاب"" تنفيذ بنود مقررات مجلس الأمن، وتحمل نتائج جرائمهم بحق الدولة والشعب اليمني".
ويضيف لـ"الموقع":" هناك إصرار عربي مدعوم ومسنود من العالم كله على استعادة الدولة، والعودة للحل السياسي".
وتابع: "إن إصرار الحوثية على القمار، ليس إلا انتحار، سوف يضر بالشعب اليمني، أما هم فسيلتهم غضب شعبي لن يبقي ولن يذر، فقد تمادوا وورطوا اليمن في حروب لا علاقة لها بمصالح اليمن واليمنيين، وإنما بأوهام وخرافات، وتنفيذ أجندة ولي الفقيه الايراني".
ويعتقد" غلاب": "أن أطراف الانقلاب ليسوا كتلة صلبة، ولا مصالحهم متطابقة، كما أنهم مختلفون في العقائد السياسية، وعلى القوى الجمهورية في الصف الانقلابي أن تعيد ترتيب أوراقها"، وهو يرى أن لديهم خيارات مغايرة للحوثية، ولكنها غير مرغوبة من قِبل أجهزة الحوثي الأمنية، وفرق الاغتيالات التابعة لها، وكتائب الانتقام الذي يديرها حزب الله".
صنعاء رهينة
ويبدو وفق" غلاب":" أن صنعاء اليوم رهينة بأيدي حركة إرهابية مقامرة، ولابد من العمل على ضربها في أماكن تموضعها، عبر المقاومة الشاملة والواسعة".
"والمحيط القبلي بِصَنْعَاء والجيش اليمني والقوى الوطنية الجمهورية، تعدّ العدة لإجبار الحوثية على الاستسلام، أو المواجهة، باعتباره خيار حوثي ومخطط إيراني، ولا علاقة له حتى بعامة الحوثيين ولا بمصالحهم". حد قوله
والمرحلة القادمة يرى "غلاب" أنها مرحلة الحسم، وستتفكك الحوثية، وسيلاحق الشعب عناصر حزب الله والقيادات الحوثية، ولن يتركوهم يفروا، فالحسابات القادمة ستكون عسيرة، ووحدة الاستسلام من سيخفف من وطأة الهزيمة".
ويؤكد أن: " الأبواب مشرعة أيضا للتوبة، من قبل من تم خداعهم وتضليلهم، وعليهم أن يحددوا مواقفهم بوضوح اليوم قبل غدا، فالمعركة مستمرة ولن تتوقف حتى تنجز أهدافها، إما بالحرب أو السلم".