[ طلاب يمنيون مبتعثون في موسكو يواصلون اعتصامهم أمام سفارة بلادهم ]
انقطعت أخبار المستحقات المالية المخصصة للطلاب اليمنيين المبتعثين في روسيا منذ طلع العام الجاري، وبعد انتظار الطلاب لمستحقاتهم التي تأخرت أكثر من 10 أشهر، قررت الحكومة صرف مستحقات الربع الأول من العام ذاته فقط، بالرغم من ذلك، تفاجأ الطلاب المبتعثون قُبيل وصول كشوفات المستحقات المالية للربع الأول بأن وزارة التعليم العالي أسقطت أسماء (113) طالباً من دون وجه حق ودون سابق إنذار بالرغم من كونهم من المنتظمين والمتميزين في جامعتهم بشهادة الملحقية الثقافية.
على إثر ذلك القرار المفاجئ للطلاب تحركت اللجنة التحضيرية لاتحاد الطلاب في روسيا وأرسلت عدة خطابات للداخل اليمني والملحقية قبيل وصول التعزيز المالي، لكن لم تكن هناك أي استجابة من الجهات المعنية.
قبل 20 يوما وصلت التعزيزات المالية، غير أنها لم تحمل معها مستحقات 113 طالباً من الذين تم فصلهم من الكشوفات، لأسباب يقول عنها الطلاب المحتجون إنها غير مفهومة وغير مبررة.
على إثر ذلك قرر الطلاب المبتعثون في روسيا المتضررون من القرار الأخير التوافد من شتى المدن الروسية إلى العاصمة الروسية موسكو للمطالبة بحقوقهم.
يتحدث أحد الطلاب المعتصمين أمام السفارة -تحفظ عن ذكر اسمه بحجة أن السفير يرسل بلاغات كيدية عن الطلاب لدى السلطات الروسية- قائلا: "كنا في البداية نأمل اللقاء بالسفير اليمني أحمد الوحيشي من أجل الحديث معه وبحث سبل التوصل لحل مشكلتنا خصوصا أننا منذ عام بدون مستحقات، وعندما وصلت مستحقات ربع واحد فقط كانت هناك مجزرة بحق 113 طالبا".
وأضاف أن الوحيشي رفض الاستماع للطلاب كما رفض أن يفتح أبواب السفارة لمنع دخول الطلاب للملحقية والتحدث مع الملحق الثقافي، وهو الأمر الذي دفع بالطلاب لتدشين الاعتصام المفتوح أمام بوابة السفارة، رغم أجواء موسكو الشديدة البرودة.
منذ أول وقفة احتجاجية للطلاب في مسكو أمام بوابة السفارة اليمنية يقول الطلاب إن السفير "الوحيشي" استدعى الشرطة الروسية، ويستدعيها كل يوم لتقوم بتفريق المتظاهرين الطلاب باستخدام القوة وإبعادهم عن مبنى السفارة، بالإضافة إلى تهديدهم بترحيلهم من البلد.
وذكر أحد الطلاب لـ"لموقع بوست" أن الشرطة الروسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وأن ثلاثة طلاب أصيبوا جراء القمع إصابات مباشرة، استمرت معانتهم لأيام، كما تكررت الاعتداءات على الطلاب من موظفين في السفارة، الأمر الذي يشبه ما عرف بـ"البلطجية أبان الثورة الشبابية في اليمن 2011"، كان أهمها اعتداء المسؤول المالي في السفارة علي بورجي والذي كما ذكر المصدر بأنه تلفظ علي الطلاب "بألفاظ غير لائقة"، وقام بالاعتداء على أحد الطلاب بالضرب مما تسبب له بجروح في وجهه ويده.
استمر الطلاب في الاعتصامات والإضرابات ترافقهم حملات قمع وتشتت أسبوعاً كاملا دونما أي تجاوب من الحكومة ولا حتى توقفت تجاوزات السفير وموظفيه.
في الأسبوع الذي يليه، استطاع الطلاب الدخول إلى مبنى السفارة بعد ضغوطات مُورست على السفير ووصلته توجيهات بالاستماع لمطالب الطلاب، غير أن الوزير لم يقم بمراسلة الداخل بشأنها.
سفير تجاوز كل القوانين والحدود
يقول أحد الطلاب عن اللقاء بالسفير إن "كل كلامه عن وعود وكلام عن قضايا لا تخصنا في شيء، نحن قدمنا للسفارة من أجل حقوقنا ومستحقاتنا هذه هي جل اهتمامنا".
وبناء على ذلك ونتيجةً لعدم التوصل لأي حلول مع السفير، قرر الطلاب الاعتصام في الطابق الأرضي لمبنى السفارة الذي سُمح لهم بدخوله.
يضيف الطالب: "لكن للأسف الشديد دخولنا مبنى السفارة كان الفخ الذي نصبه لنا السفير لقد أعد خطة مسبقة عدوانية تجاهنا، بدأ منذ اليوم الأول لدخولنا بفرض الحصار علينا وإغلاق السفارة أمام الجميع والحديث عن إصابة موظفين بكورونا، كذبا وتضليلا ليبرر تجاوزاته وحصاره، مع العلم أن جميع المؤسسات جامعات ومدارس وسفارات كلها في عموم روسيا مفتوحة وتعمل، إلا سفارة أحمد الوحيشي وكل هذا لينال منا".
وأشار إلى أن الوحيشي قام بإغلاق مبنى السفارة أمام زملائه أعضاء البعثة الدبلوماسية من ضمنهم الملحق الثقافي.
وأضاف المصدر بالقول: "كما تم منع إدخال الطعام للطلاب إلا مرة واحدة في اليوم بتوجيهات من السفير، وذات مرة تم فصل أجهزة التدفئة، الأمر الذي تسبب بإصابة بعض الطلاب بنزلات برد شديدة، الذي جعلنا نطلب الإسعاف ولكن مع الأسف وصلت سيارة الإسعاف ولَم يسمح لهم السفير الوحيشي بالدخول".
يؤكد الطلاب أنهم ما زالوا مستمرين في الاحتجاج حتى تتحقق كل مطالبهم التي من ضمنها محاسبة الوحيشي عن الانتهاكات التي أرتكبها بحق الطلاب المعتصمين.
والأربعاء أصدرت اللجنة التحضيرية بيانا هاماً ناشدت فيه رئيس الجمهورية والجهات المسؤولة سرعة الاستجابة لمطالب الطلاب وصرف مستحقاتهم المالية للربع الأول والأرباع المتأخرة، ومحاسبة السفير والموظفين الذين اعتدوا على الطلاب في السفارة، والمطالبة بلجنة تحقيق في كل الانتهاكات التي طالت الطلاب من قمع واعتداء من قبل الشرطة الروسية واعتقال عدد منهم في سابقة وصفت بالخطيرة ومكررة بحق الطلاب منذ أن أصبح الوحيشي سفيرا لليمن في موسكو.
يطالب الطلاب رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء بالتدخل الفوري والعاجل لتوجيه وزارة التعليم العالي بصرف مستحقاتهم، فالوضع المعيشي للطلاب صعب للغاية، لم يستلموا أي مستحقات منذ بداية العام 2020، ويزداد البرد مع دخول فصل الشتاء وتزداد معاناة الطلاب، في ظل حصار تفرضه السفارة على الطلاب داخل مبنى السفارة وحالة مادية صعبة يعيشها الطلاب المبتعثون.
اعتقال الطلاب
والخميس اقتحمت الشرطة الروسية مبنى السفارة بطلب من السفير وأخرجت الطلاب وأخذتهم للحجز، وبالرغم من ذلك إلا أن لا أحد ايستجيب لمطالب الطلاب.
ومن داخل الحجز الروسي يتحدث لـ"الموقع بوست" المهندس أنور السفياني رئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد الطلاب اليمنيين في روسيا بالقول: "كنا 40 طالبا جالسين داخل السفارة معتصمين، وفجأة أبلغنا السفير بأن نفض الاعتصام وإلا سيتم استدعاء الشرطة الروسية من دون سابق إنذار، رديت عليه برسالة قلت له: سيادة السفير نحن جئنا هنا وكان الأحرى بكم أن تخاطبوا الداخل ووزارة التعليم العالي بحل قضيتنا ونحن سنخرج على الفور لكن نحن لن نخرج إلا بإعادة مستحقات الطلاب".
يقول السفياني: "وفجأة وصلت الشرطة الروسية بثلاثة باصات لخارج السفارة ودخلوا إلى القاعة في السفارة فخاطبنا ضابط الأمن بأن لديه ورقة وطلبا رسميا من السفير لإخراجنا من هذا المكان، طلبت منه أن يطلعني على الورقة لكنه رفض وقال سيتم إخراجكم من هذا المكان، لديكم دقيقتين لإخراج أغراضكم وإلا سنستخدم القوة".
يوصل السفياني سرده للقصة بالقول "نحن نحترم الشرطة الروسية ودولة روسيا، حملنا حالنا وخرجنا إلى خارج السفارة وبعدها تم أخذنا كلنا في الباصات إلى السجن".
مناشدات للرئاسة والحكومة
وقالت اتحادات الطلبة اليمنيين الدارسين في الخارج، اليوم الجمعة، إن ما يتعرض له الطلبة المبتعثون للدراسة في روسيا تجاوز كل القوانين والحدود، مطالبة الرئيس عبد ربه منصور هادي التدخل لإنهاء المعاناة والتجاوزات التي يتعرض لها الطلاب في روسيا.
وكانت الشرطة الروسية اقتحمت أمس مبنى السفارة اليمنية، وقامت بفض اعتصام للطلبة، وذلك بتوجيه وإيعاز من السفير اليمني أحمد الوحيشي.
ومنذ أكثر من شهر يواصل الطلاب المبتعثون في روسيا الاعتصام داخل سور السفارة اليمنية في موسكو، وذلك احتجاجاً على إسقاط اسمائهم من المنحة المالية من وزارة التعليم العالي وللمطالبة بمستحقاتهم المالية المتأخرة، وبحقوق أخرى يتهم الطلاب السفير بمصادرتها.
وأكد بيان اتحادات الطلاب اليمنيين في الخارج، أنه ببالغ الأسف يتم تجاوز كل القوانين والحدود مع زملائنا في روسيا "على مرأى ومسمع من كلٍ من وزارتي الخارجية والتعليم العالي دون القيام بأي جهود حقيقية لإيقاف المدّعى الوحيشي محاسبته".
وناشد البيان المشترك، رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالتدخل، وقال "نحن على ثقة بأنكم مطلعون على جانبٍ كبيرٍ من هذهِ المعاناة، لا سيما وأن هناك العديد من البيانات والمناشدات التي رُفعت إلى معاليكم لتوضيح الآثار الكارثية المترتبة على هذه الأعمال التعسفية على جيلٍ كاملٍ من حملة العلم ورواد التغيير".
وكانت الشرطة الروسية قد اقتحمت أمس مبنى السفارة اليمنية، وقامت بفض اعتصام للطلبة، وذلك بتوجيه وإيعاز من السفير اليمني أحمد الوحيشي.
ومنذ أكثر من شهر يواصل الطلاب المبتعثون في روسيا الاعتصام داخل سور السفارة اليمنية في موسكو، وذلك احتجاجاً على إسقاط أسمائهم من المنحة المالية من وزارة التعليم العالي وللمطالبة بمستحقاتهم المالية المتأخرة، وبحقوق أخرى يتهم الطلاب السفير بمصادرتها.