شهدت مدينة سيئون خلال الأسبوع الماضي توافدا للمسافرين من محافظات الجمهورية للحصول على فحص الـ"بي سي آر" الذي أقرته السعودية كشرط لدخول أراضيها لحاملي الإقامات.
وعلى إثر الازدحام الشديد للمسافرين أمام المختبرات المركزية الحكومية بسيئون (الجهة المخولة بصرف فحص بي سي آر)، اضطرت الجهات الصحية لنقل موقع الصرف إلى ملعب منشآت سيئون الرياضية عبر توفير عربة متنقلة تقوم بإجراء عملية الفحص، الأمر الذي أدى إلى تدافع المواطنين إلى الملعب دون الالتزام بالإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا.
نفاد مستلزمات الفحص
وقال مصدر طبي لـ"الموقع بوست" إن الجهات الصحية أوقفت منتصف الأسبوع الماضي إجرءات الفحص بسبب قرب انتهاء المسحات والمحاليل الطبية الخاصة بالفحص وسحب عدد من تلك المستلزمات لإيفاء التزامات المختبرات المركزية لفحص جميع المسافرين عبر مطار سيئون والذين يصل عددهم أسبوعيا نحو 800 مسافر.
وأشار المصدر إلى وجود صعوبة في إدخال المستلزمات الطبية من المنافذ البرية.
وتصل تكلفة الفحص للمسافر الواحد 25 ألف ريال يمني، في حين تتحدث مصادر أن عددا من المختبرات الطبية بالعاصمة المؤقتة عدن تقوم بصرف شهادة الفحص بدون حضور المسافر وبكلفة تقارب ألف ريال سعودي.
أولويات
وتجمهر عدد من المسافرين أمام المجمع الحكومي بمدينة سيئون لمطالبة السلطات بإعادة استئناف فحص "بي سي آر".
والتقى المحتجون بوكيل محافظة حضرموت المساعد لشؤون الوادي والصحراء عبد الهادي التميمي الذي وجه الطاقم الطبي بالمختبرات المركزية في سيئون باستيعاب المسافرين إلى السعودية عبر ميناء الوديعة البري الذين ستنتهي مدة إقامتهم وتأشيراتهم خلال الأيام المقبلة وإعطائهم الأولوية كغيرهم من المسافرين جوا ضمن قائمة طالبي فحص "بي سي آر".
وكلف الوكيل التميمي مكتب شؤون المغتربين بالوادي والصحراء بالقيام بحصر جميع طالبي خدمة فحص "بي سي آر" الذين قاربت فترة إقامتهم وتأشيراتهم على الانتهاء ورفعها في كشوفات ليتم تقديمها للطاقم الطبي في المختبرات المركزية بسيئون بعد تعميدها من قبل السلطة المحلية بالوادي والصحراء.
وقال مسافرون في تصريحات متفرقة لـ"الموقع بوست" إن عملية الحصر تمت خلال اليومين الماضين من قبل مكتب شؤون المغتربين إلا أن الجهات الصحية اعتذرت عن إجراء الفحص بحجة قرب نفاد كمية المستلزمات الخاصة بالفحصوصات.
ازدحام
وافترش المسافرون الساحات المقابلة لمنشأة ملعب سيئون بانتظار وصول أدوارهم لإجراء الفحوصات، بينما ازدحمت فنادق المدينة بالمسافرين، الأمر الذي اضطر بعض الفنادق إلى تسكين النزلاء بالسطوح في ظاهرة تشهدها المدينة لأول مرة.
في السياق، وقف لقاء عقد اليوم بسيئون برئاسة مدير عام مكتب وزارة السياحة بوادي وصحراء حضرموت على الارتفاع المفاجئ لأسعار المنشآت السياحية الإيوائية خلال الأيام الماضية.
وخلال اللقاء الذي ضم مدراء ومندوبي المنشآت السياحية بوادي حضرموت أكد مدير عام السياحة أن الارتفاع في الأسعار خلال الأيام الماضية غير مبرر استنادا للمادة 28 من قانون مزاولة مهنة المنشأة الفندقية والذي ينص على "أن تلتزم كل منشأة فندقية بالأسعار للخدمات والسلع التي تقدمها لروادها وعملائها وذلك كل ستة أشهر وعلى مستغل المنشأة أو المسؤول عن إدارتها موافاة الإدارة المختصة بنسخة منها لتوثيقها، ولا يجوز لصاحب المنشأة زيادة قائمة الأسعار المقدمة منه والمعمدة من الوزارة خلال المدة المشار إليها إلا بعد موافقة الوزارة ولأسباب مبررة".
وأشار مدير عام السياحة إلى أن القانون ألزم المنشأة بتقديم طلب تعديل الأسعار قبل شهر من تطبيقها.
وشدد السقاف على ضرورة عودة الأسعار السابقة ابتداء من اليوم الأربعاء 30 سبتمبر 2020، محملا المخالفين المسؤولية القانونية، متوعدا باتخاذ الإجراءات الرادعة ضدهم.
وبحسب مدير مكتب السياحة فإن عدد نزلاء الفنادق خلال الفترة من يناير حتى سبتمبر الجاري قرابة 46 ألفا و816 فردا توزعوا في 59 منشأة سياحية إيوائية.
تكدس المسافرين في الوديعة
شهد منفذ الوديعة تكدسا للكثير من المسافرين الذين اصطفوا في طوابير طويلة أمام بوابة المنفذ بالجانب اليمني وكذا بالمنطقة المشتركة بين اليمن والسعودية في ظروف سيئة وسط قلة توفر الخدمات العامة.
وبعد تفقده ميناء الوديعة البري للاطلاع على الصعوبات التي تواجة المسافرين وإدارات المنفذ، أقر وكيل وزارة المغتربين أحمد بن دوشل في اجتماع جملة من القرارات السريعة تمثلت في توقيف جميع مختبرات (pcr) من قبل وزارة الصحة لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الثالث من أكتوبر الجاري وحتى الثالث من نوفمبر المقبل.
ويهدف الإجراء إلى تخفيف الازدحام في المنفذ وتسهيل دخول الأعداد الموجودة حاليا للحيلولة دون انتهاء فترة فحوصاتهم المحددة بـ48 ساعة.
وشدد الاجتماع على ضرورة تنظم عملية الفحوصات في جميع المختبرات على ألا تزيد عن 1500 فحص في اليوم الواحد مقسمة على كافة المختبرات في المحافظات.
وذكر مصدر طبي أن مركز الملك سلمان وعد بإنشاء وحدة "بي سي آر" بمنفذ الوديعة خلال الأسبوع الماضي مزودة بمحاليل ومسحات للفحص لقرابة 10 آلاف مسافر.
واستغرب المصدر من الإجراءات الروتينية للمركز والتي تسببت بتأخير تجهيز الوحدة التي قال إنها ستخفف عناء الكثير من المسافرين.
مناشدة للحكومة
وكان اجتماع عقد مؤخرا بسيئون قد دعا الحكومة إلى التدخل من أجل فتح مراكز فحص "بي سي آر" بعدد من المحافظات لتخفيف الضغط على المختبرات المركزية بسيئون.
واقترح الاجتماع بحث آلية لصرف الفحص الخاص بفيروس كورونا للمسافرين يراعي الأفراد الذين ستنتهي فترة إقامتهم بالسعودية، إلى جانب إعطاء أولوية لأبناء المحافظة خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة والمقعدين.