[ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء ]
مضت ستة أعوام، منذ انقلبت جماعة الحوثي على الدولة، وأسقطت العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول الذي أًصبح يوصف بـ"الأسود"، نتيجة للنفق المظلم الذي دخلته اليمن منذ عام 2014.
تحت يافطات حقوقية وإنسانية أسقطت جماعة الحوثي صنعاء، وسرعان ما تكشف وجهها الحقيقي، عقب سعيها للسيطرة على كل المحافظات اليمنية، وممارسة مختلف الانتهاكات بحق مناوئيها أو من تتوقع وقوفهم ضد مشروعها.
وبسبب ذريعة الانقلاب، تدخل التحالف العربي في اليمن في مارس/آذار 2015، وبدأ باستعادة بعض المحافظات والمناطق إلى جانب الحكومة اليمنية، إلا أنه توقف وتوجه نحو تحقيق أجندة خاصة به، كما ضغط المجتمع الدولي للذهاب نحو السلام، وعقدت جولات مشاورات عديدة استفاد منها الحوثيون كثيرا، ولم يتم استعادة الدولة حتى اليوم.
حرب مشتركة على اليمن
وبعد مرور ستة أعوام على انقلاب الحوثيين، يرى المحلل السياسي ياسين التميمي أن نفوذ الحوثيين يزداد رسوخا في الوقت الذي حاولت فيه السعودية ومعها الإمارات الادعاء بأن الحرب في اليمن هي لمواجهة المشاريع الإيرانية وتوسعها وللقضاء على أدواتها وأهمهما جماعة الحوثي.
وأكد في تصريحه لـ"الموقع بوست" أن الشعب يدرك أن الحرب هي حرب على اليمن من جانب التحالف ومن جانب الحوثيين، وتستهدف المقدرات والإمكانيات على كيان الدولة.
وأوضح التميمي أن "الحوثيين يستهدفون النظام الجمهوري ويجرون البلاد لهذه الحرب بغية تثبيت مكاسب طائفية وسلالية، ومن الاستئثار بأرزاق اليمنيين مقابل تبديد كرامتهم، وهم بذلك يتكاملون مع المخططات العدوانية للسعودية والإمارات ومن يقف وراءهما".
وتولدت عن انقلاب 2014 انقلابات أخرى وتمردا، وكلها -كما يفيد التميمي- تؤكد حقيقة واحدة، وهي أن حرب الحوثيين والتحالف، كلاهما جهد عدواني ضمن ثورة مضادة لربيع اليمن.
تكشف النوايا
وبالنظر إلى ما وصل إليه حال اليمن منذ انقلاب 2014 وعدم تحقيق التحالف العربي أهدافه المعلنة التي كان منها استعادة الدولة، يؤكد الإعلامي عبد الرقيب الأبارة أن الشعب وصل إلى قناعة بفداحة الذي حصل، وأدرك حقيقة جماعة الحوثي التي دمرت كل المنجزات منذ قيام الثورة التي أطاحت بحكم الأئمة، وأصبح المواطنون بلا رواتب ولا خدمات.
وذكر لـ"الموقع بوست" أن التحالف العربي بقيادة السعودية كانت أهدافه مخالفة تماما لما أتى من أجله، واكتشف اليمنيون نواياه متأخرا، بعد أن سلموا له كل شيء.
لا مستقبل للحوثيين
وقد تراجعت قوة الحكومة بسبب الخذلان الذي تعرضت له من قِبل التحالف، وعدم تعاملها هي أيضا بجدية مع مختلف المتغيرات قبل أن تتفاقم على أرض الواقع وتقود البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم من تشتت.
وفي ذلك الصعيد، يقول المحلل السياسي التميمي إن الحوثيين ترسخ نفوذهم بقوة السلاح وغدر التحالف وخيانة وتخاذل قيادات الشرعية، لكن رصيدهم الوطني والشعبي متدنٍ للغاية فهم مشروع هدم استفاد من حقد الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحزبه لتحقيق كل هذه المكاسب، مؤكدا أنه لا يمكن له أن يكون أداة بناء أو مظلة شراكة وطنية حقيقية، لهذا فمصيره مرتبط باتحاد الجهود ونبذ الخلافات واستنهاض الإرادات المخلصة.
ويواجه الشعب اليمني اليوم الحوثيين والتحالف، وهو يحتاج، وفق الإعلامي الأبارة، إلى قيادة جديدة قادرة على التنظيم َوالترتيب لجبهة جديدة ضدهم.
وأشار إلى أن المقاومة التي تمول نفسها ذاتيا وحدها هي الخيار الأمثل للقضاء على الحوثي، مشددا على ضرورة عدم الركون للتحالف ولا الشرعية ولا المجتمع الدولي.
كما تطرق إلى صعوبة تشكيل مقاومة بتلك الصورة، وأن الأمر يحتاج لبعض الوقت، وقد تساعد الظروف في خلق قيادات وجبهات جديدة، يمكنها خلق معادلة جديدة تقضي على الحوثي.
وتسببت الحرب حتى اليوم بمقتل وإصابة آلاف اليمنيين الذين لم يضمد جراحهم أحد، ويزيد الأمر سوءا أن الوضع الاقتصادي مستمر بالانهيار، وبذلك ترتفع نسبة المواطنين المصابين بسوء التغذية الحاد.