[ أرشيف ]
تدخل الحرب في اليمن عامها السادس من غير أن يتمكن التحالف العربي من تحقيق أهدافه المعلنة كما لم تستطع السلطة الشرعية في اليمن استعادة سلطاتها وعاصمة البلاد المحتلة من قبل جماعة الحوثي الانقلابية.
وخلال سنوات الحرب الخمس الماضية، شهدت اليمن تغييرات كبرى، إذ تمكن التحالف العربي والجيش الوطني اليمني خلال السنوات الأولى من تحرير مناطق واسعة من اليمن، غير أن السنوات الأخيرة من عمر الحرب شهدت تطورات عسكية تمثلت في انحراف التحالف عن أهدافه.
تطورات
وكان من أبرز تلك المستجدات تصدع التحالف العربي ذاته وخروج دولة قطر منه.
وبرغم كيل مسؤولي دول التحالف السعودي الإماراتي التهم لقطر بدعم الحوثيين والتسبب بتأخر حسم الحرب في اليمن، فإن الوقائع على الأرض لم تشهد أي تغيير في سير المعارك لصالح الشرعية والتحالف العربي، بل على العكس، إذ تمكنت جماعة الحوثي من إسقاط عدد من المناطق التي كانت تسيطر عليها الحكومة اليمنية في الضالع ونهم وقانية والجوف أو تلك التي تتبع التحالف العربي مباشرة كجبهة كتاف.
وعلى العكس من هدف التحالف العربي بشل وإنهاء القدرات الصاروخية لجماعة الحوثي، فإنها شهدت تنام أكبر في قدراتها حتى باتت تشكل تهديدا فعليا للرياض خصوصا بعد تمكنها من استهداف عدد من مصالح المملكة والتي كان أبرزها العملية التي استهدفت شركة أرامكو السعودية وأدت لتوقف نصف إنتاج الرياض من النفط الخام.
انحراف
وبرغم وضوح أهداف التحالف العربي المعلنة منذ أول يوم انطلق فيها، فإن السنوات الأخيرة شهدت انحرافا كبيرا في مسار التحالف العربي المعلن لدعم الشرعية في اليمن، إذ بات يعمل على تقويض وإنهاء حضور الشرعية في اليمن على المسارين السياسي والعسكرية عبر فرض اتفاق الرياض ثم القيام بتعديلات تفرغه من هدفه ومحتواه، ودعم مليشيات مسلحة لقتال القوات الحكومية.
وعلى صعيد تحقيق التحالف العربي لأهدافه المعلنة، فإنه عجز عن تحقيق أهم الأهداف المتمثلة بضرب القدرات الصاروخية لجماعة الحوثي التي تهدد دول الخليج، كما عجز عن استعادة المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي التي بدورها زادت من رقعة سيطرتها.
ومع استمرار التحالف العربي في الانحراف عن أهدافه ومواصلة تقويض السلطة الشرعية، ينتظر البعض ما قد تنتج عنه المفاوضات الجارية بين السلطة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بشأن تنفيذ اتفاق الرياض بنسخة معدلة تهدف إلى شرعنة مليشيا الانتقالي وتقويض ما تبقى من وجود وشرعية للحكومة.
إجهاض الربيع
الكاتب الصحفي اليمني محسن لشرف يقول إن أهداف التحالف العربي في اليمن وبعد خمس سنوات من الحرب انحرفت عن مسارها الصحيح، مدللا على صحة ما ذهب إليه بذهاب التحالف إلى سقطرى ودعم مكونات مناهضة للشرعية اليمنية وإنشاء قوات عسكرية دون إذن الحكومة وقصف الجيش على مشارف عدن ومحاولة استبعاد بعض رموز الشرعية من الحكومة.
ويرى لشرف أن تلك الأفعال تكشف الهدف الحقيقي للتحالف العربي في اليمن.
وأوضح لشرف في حديث خاص لـ"الموقع بوست" أن أهداف التحالف العربي في اليمن لا تختلف عن أهدافه التي تمكن من تحقيقها في مصر ويعمل لأجلها في ليبيا وهي إجهاض ثورات الشعوب خشية نجاحها وامتدادها إلى الخليج العربي.
ابتزاز الشرعية
من جانبه، يرى الكاتب اليمني عبد العزيز المجيدي أن اتفاق الرياض لن يعيد السلطة الشرعية إلى عدن، ذلك أن الرياض هي من أشرفت ورعت انقلاب المجلس الانتقالي في أغسطس 2019 بعدن وكان بإمكانها إيقاف ذلك.
وقال المجيدي في حديث لـ"الموقع بوست" إن الأمر يبدو كما لو أن التحالف يبتز الشرعية ويستغل ضعفها وفسادها وارتهانها التام للسعودية.
وأكد أن التحالف يريد فرض أجندة معينة وانتزاع بعض المصالح على طريقة القراصنة وليس كما تقوم عليها العلاقات الطبيعية للدول المتمثلة في عقد شراكات واتفاقات لتحقيق المصالح المشتركة.