أحكم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس الخميس السيطرة على معسكر فرضة نهم الاستراتيجي، بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة، بدعم جوي مكثف من قبل طيران التحالف العربي.
وعقب السيطرة على المعسكر شرعت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بتمشيط القرى والمناطق والجبال المحيطة بمديرية نهم، وخصوصا تلك المحيطة بمعسكر الفرضة، حتى أن الجيش بات على بعد قرابة 40 كم شرق العاصمة صنعاء.
وبالسيطرة على معسكر الفرضة وجميع المناطق المحيطة به، بات الجيش والمقاومة أمام المزيد من الخيارات المتاحة، فيما يتعلق بمعركة تحرير العاصمة صنعاء، من قبضة مليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع.
مرحلة جديدة
يمكن القول أن السيطرة على جبال فرضة نهم، تعتبر نقطة تحول هامة، في العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، وبمساندة طيران التحالف العربي لتحرير العاصمة صنعاء، في حين اعتبرت مصادر في المقاومة ما بعد السيطرة الكاملة على جبال الفرضة، ومعسكرها، مرحلة جديدة ومختلفة كليا عن مرحلة ما قبل سقوطها، مؤكدين أن العمليات العسكرية دخلت منعطفا جديدا، وأن هذا التقدم الذي حققه الجيش والمقاومة، في البوابة الشرقية للعاصمة، هو الذي سيرسم ملامح حسم معركة تحرير العاصمة صنعاء.
وفي سياق أهمية هذا الإنجاز الذي حققه الجيش والمقاومة، قال المتحدث باسم مجلس مقاومة صنعاء عبد الله الشندقي، لـ(الموقع)، إن أهمية فرضة نهم، تأتي من كونها السلسلة الجبلية المسيطرة على أجزاء من محافظات مأرب والجوف وصنعاء.
وأضاف الشندقي، في تصريح خاص لـ(الموقع)، أن الفرضة هي الحصن المنيع الذي من لم يتمكن من السيطرة عليه، فلن يستطيع من الوصول إلى العاصمة صنعاء.
واستدل الشندقي، على ذلك، بواقعة تاريخية، حدثت في عام 25 قبل الميلاد، حيث "انطلقت حملة رومانية من مصر، لغزو اليمن، إلا أنها عجزت عن التقدم في جبال فرضة نهم، وتم الإجهاز عليها هناك، وعاد من تبقى من أفراد الحملة إلى مصر يجرون ذيول الهزيمة".
وقال بأن السيطرة على جبال الفرضة تعتبر بداية السيطرة على العاصمة صنعاء، كما أنها الخطوة الأولى نحو تحرير بقية مديريات محافظة صنعاء، المحيطة بالعاصمة.
وأشار إلى أن قوات الجيش والمقاومة، تجاوزا الفرضة بـ 10 كيلومتر، حيث تمكنت من السيطرة على مناطق بران ومسورة الواقعة بعد الفرضة من جهة أمانة العاصمة.
وأكد أنه خلال الأيام القادمة سيتم فتح أكثر من جبهة، لافتا إلى أن المعارك تدور في الأثناء في أطراف منطقة محلي، التي لا يزال عناصر المليشيات يتمركزون فيها.
مناطق الطوق
ما من شك أن سيطرة قوات الجيش والمقاومة على فرضة نهم، وجبالها، منح تلك القوات مزيدا من الخيارات الخاصة بمعركة تحرير العاصمة صنعاء، ومن أهم تلك الخيارات اختراق قبائل الطوق، التي تسكن بمديريات محافظة صنعاء، المحيطة بالعاصمة.
فنهم، هي إحدى مديريات محافظة صنعاء، وتقع شمالها مديرية أرحب، وبني الحارث، وهمدان، بينما تحدّها من الغرب والجنوب مديريات بني حشيش وخولان وسنحان.
وبوصول الجيش والمقاومة إلى نهم، بات من السهل فتح جبهة جديدة باتجاه مديرية أرحب، التي تحظى الشرعية فيها بشعبية كبيرة، في أوساط قبائلها، ومن المتوقع أن يلتحق الآلاف من أبنائها بصفوف الجيش والمقاومة الشعبية، وكذلك الأمر بالنسبة لقبائل خولان وبني حشيش وهمدان.
تطويق العاصمة
ومن الأمور التي أتاحتها سيطرة الجيش والمقاومة على فرضة نهم، أنها مهدت الطريق لبدء عملية تطويق العاصمة صنعاء من أكثر من جهة.
فالجيش والمقاومة، يتحركان الآن باتجاه نقيل ابن غيلان، ومن ورائه معسكر اللواء 63 المتمركز في بيت دره، ومن ثم تبدأ معركة أرحب، أي أن الجيش الآن يتحرك من الشرق باتجاه الشمال، ولا يستبعد أن تفتح جبهة جديدة، من جهة خولان، تنطلق جنوبا لتلتحم مع جبهة نهم.
تأمين طريق للإمداد
بعد أن تمكن الجيش والمقاومة من السيطرة على نهم، بات طريق الإمداد ممهدا من محافظة مأرب، إلى مشارف العاصمة صنعاء.
وهذا يعني بحسب مصادر في المقاومة، أن الجيش والمقاومة سينقلان عتادا عسكريا ضاربا إلى جبهة نهم، لاستكمال عملية التحرير لمديريات صنعاء، ومن ثم التوجه إلى العاصمة صنعاء.