[ أرشيف ]
في الوقت الذي تخوض فيه قوات الحكومة اليمنية معارك ضد جماعة الحوثي الانقلابية في عدد من جبهات القتال في شمال اليمن، وتخوض حربا أخرى لاستعادة سلطتها في محافظتي أبين وعدن، خسرت سلطتها في محافظة أرخبيل سقطرى قبل أيام.
انقلب الانتقالي في سقطرى وفق سيناريو عدن بدعم مباشر من الإمارات وتواطؤ السعودية قائدة التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن.
ويعد انقلاب سقطرى حدثاً مفصليا سيكون له ما بعده بالنظر إلى توقيته والتأييد السعودي الواضح له وفق تصريحات كثير من المسؤولين والمراقبين.
خيانة السعودية
يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إن أحداث سقطرى تشير إلى تحول صريح لمواقف المملكة العربية السعودية باتجاه العداء للسلطة الشرعية، إذ قررت المملكة بشكل واضح أن تفوض الانتقالي بالسيطرة على المحافظات الجنوبية بما فيها تلك البعيدة عن مسرح الحرب كسقطرى والمهرة.
الانفصال وارد
وحول السيناريوهات المحتملة يشير التميمي في حديث لـ"الموقع بوست" إلى ثلاثة سيناريوهات، يقول إن أيسرها أمام السلطة الشرعية هو أن تتبنى موقفا تصعيديا ضد التحالف وتجبره على إعاة النظر فيما جرى بسقطرى وتضغط عليه لسحب قواته من عدن وأبين لتعود لممارسة صلاحياتها في عدن.
وأوضح التميمي أن الشرعية تملك خيار تهديد التحالف بتغيير الموقف وقواعد اللعبة بشكل كامل والبحث عن شركاء إقليميين جدد أو إعادة طرح موضوع اليمن على الساحة الدولية بما يسمح للسلطة الشرعية بتنويع خياراتها.
أما السيناريو الثاني فيرى التميمي أنه يتمثل في احتمال ضلوع السلطة الشرعية ورئيسها في المؤامرة وموافقتهم على ما يحدث، وقد يكون الأمر متفق عليه وينتهي بانفصال الجنوب في النهاية، مشيراً إلى أن هذا السيناريو يعد كارثيا في حال حدوثه خصوصاً في ظل الصمت الحكومي تجاه تمرد الانتقالي.
يتمثل السيناريو الثالث -بحسب التميمي- في أن تختلط الأوراق ويبقى الأمر ما بين شد وجذب، وتظل الحكومة تصعد والتحالف يضغط ويستخدم أوراقه المحلية وقوى الأمر الواقع في مواجهة السلطة الشرعية إلى أن يجبرها على ما يريد، وقد يذهب الجميع إلى نقطة التقاء يترتب عليها تنازلات من السلطة الشرعية للحصول على الحد الأدنى من المكاسب.
حلف جديد
من جانبه يقول الخبير العسكري اليمني علي الذهب إن ما حدث في أرخبيل سقطرى هو تحصيل حاصل ونتاج لعدد من العوامل منها تحالف المؤتمر مع المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أصدر وثيقة تأييد لتمرد الانتقالي اختزل فيها السلطة المحلية الحاكمة بسقطرى في حزب الإصلاح، قبل أن يعود لينفي البيان ويتهم الانتقالي باقتحام مقره وأخذ الختم الخاص بالحزب.
وأوضح الذهب أن ثمة تحالف جديد يتشكل بين المؤتمر والانتقالي، لافتاً إلى وجود مؤشرات كثيرة تؤكد الأمر، منها رفض رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني وأعضاء البرلمان المحسوبين على المؤتمر إصدار بيان لرفض تمرد الانتقالي في سقطرى، إلى جانب مساندة قوات طارق صالح للانتقالي في أبين ضد الحكومة.
وأشار الذهب إلى وجود تحالف وثيق بين الانتقالي والمؤتمر بدعم إماراتي واضح على مستوى الإعلام والتعاون العسكري غير المعلن بين الانتقالي وطارق صالح.
توسع سيطرة الانتقالي
وتوقع الخبير العسكري اليمني علي الذهب في حديث لـ"الموقع بوست" أن يغري انقلاب سقطرى بمزيد من التمرد في المحافظات الأخرى خصوصا المهرة التي رشح أن تسقط بعد سقطرى بيد الانتقالي.
لكنه قال إن ذلك لن يحدث قريباً، مؤكداً أن الرياض إذا وجدت أن المحافظة ستخرج من سيطرتها ستعمل على إثارة البلبلة فيها للتمهيد للانتقالي في السيطرة عليها.
وأشار الذهب إلى احتمال حدوث محاولات لزعزعة الاستقرار في صحراء حضرموت بهدف السيطرة عليها، ذلك أنها المستهدف الأكبر، ويبدو أن المهرة ستكون طريقا للوصول إليها.
ويرى الذهب أن انقلاب سقطرى قد يقود الشرعية لتقديم مزيد من التنازلات لتطبيق اتفاق الرياض بحيث يكون هناك بروتوكول ملحق أو تسوية ما، متوقعا استمرار الترتيبات العسكرية بالنسبة للشرعية في أبين وشبوة.