أغلقت السلطات القضائية التابعة للحوثيين اليوم الاثنين في صنعاء مقر نقابة الصحفيين.
ولقيت حادثة الإغلاق صدى واسعاً في الأوساط الصحفية، التي رأت في ذلك امتدادا لأدوات القمع التي طالت العمل الصحفي باليمن منذ عامين.
وتباينت ردود أعضاء النقابة التي تحدثت عن دوافع الإغلاق لمقر النقابة من قبل جماعة الحوثي.
وساق عددا من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين جملة من المبررات حول عملية الإغلاق.
حجة واهية
رئيس لجنة التدريب والتأهيل في النقابة نبيل الأسيدي قال في صفحته على الفيسبوك إن مقر النقابة بصنعاء أغلق من قبل المحكمة الخاضعة لسلطه الحوثيين بحجة واهية بعد أن هددت بإغلاقه أكثر من مرة".
وأضاف أن "جماعة الحوثي استولت على مخصصات النقابة في البنك المركزي وأحالتها لحساب أحد أفرادها المحسوب على الإعلام ".
الأسيدي أوضح أن إغلاق نقابه الصحفيين" لن يثنينا عن مساندة الزملاء والوقوف بصلابة أمام سيل الانتهاكات وعمليات القمع وملاحقة الصحفيين وإسكات كل المنابر الإعلامية التي لا تدور في فلك سلطات الأمر الواقع ".
قضية نفقة
عضو مجلس نقابة الصحفيين سامي غالب قال في منشور له أن الثابت في إغلاق مقر نقابة الصحفيين، هو أن الإغلاق تم بقرار من المحكمة جراء قضية نفقة بضمان سداد من مجلس النقابة.
وأردف سامي غالب قائلاً " على مجلس النقابة الوفاء بالتزاماته قبل توزيع الاتهامات على هذه الجماعة أو تلك"، ولم يوضح غالب ما هي طبيعة القضية، ومتى كانت؟.
ضمانة حضورية
بالنسبة لأمين عام النقابة مروان دماج فقال إن سبب إغلاق مقر النقابة هو ضمانة حضورية قدمتها النقابة لأحد الزملاء بشان نفقة مرفوعة ضده من أسرته ، وأكد بأنه يجري التواصل مع القاضي لحل الإشكال وسحب النقابة للضمانة.
وأضاف دماج في منشور على صفحته بالفيسبوك: لا يوجد بحسب ما هو ظاهر لدينا أي سبب سياسي حتى الآن.
تبريرات أعضاء مجلس النقابة ذهبت في نواح شتى، اتفقت جميعها على إغلاق المقر، لكن لم تقدم شرحاً مقنعاً عن حقيقة من أغلق النقابة في صنعاء.
نقابة مدوخة
الصحفي عبدالعزيز المجيدي عضو النقابة قال لـ(الموقع) أنّ جزء من مشكلة الصحفيين في اليمن، افتقادهم لكيان نقابي محترم ومهني.
حيث أن ما هو قائم بعض متعلقات صالح، وبقايا نوايا حسنة، مضيفاً: نقابة، مدوخة، على الدوام، تعتقد أن مهمتها مختصرة في إصدار البيانات.
وعن مبرر المليشيا إغلاق النقابة بحكم قضائي قال المجيدي " أعرف أنها كانت ستغلق النقابة بهذي الذريعة أو غيرها، فواحدة من أكثر طرائف العام إضحاكا، أن الميليشيات التي قتلت صحفيين واستخدمتهم دروعا بشرية ومازالت تختطف نحو 13 آخرين، وأغلقت كل وسائل الإعلام التي لا تساندها، تريد تنفيذ حكم قضائي.
ويعيش الوسط الصحفي في اليمن أسوأ أيامه وعصوره منذ سيطرة مليشيات الحوثي على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، حيث تم اقتحام وإغلاق معظم الصحف والقنوات وملاحقة الصحفيين واعتقالهم الذين لا يدينون لهم بالولاء.
ويتعرّض الصحفيون اليمنيون لانتِهاكات ومُلاحقات مُتواصِلة، ولم تفلح الإدانات المتكرّرة التي أطلقتها منظمات وطنية ودولية بوضع حدٍّ للإيذاء المَعنَوي والمادّي الذي يُطارد الصحفيين اليمنيين، إذ تتزايد مِحنة الصحافة والإعلاميين.