[ مشهد يجسد الازدحام في ليلة العيد بتعز ]
شهدت أسواق محافظة تعز أمس السبت، ازدحاماً شديداً ضمن الاستعدادات الشرائية لاستقبال عيد الفطر، حيث ألقى الناس بكافة التحذيرات الحكومية بشأن الوقاية من فيروس كورونا عرض الحائط في مشهد جسد أقصى درجات العبث في المدينة.
غياب الوعي لدى المواطنين مازال العقبة الأكبر أمام تنفيذ إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، إلى جانب غياب وسائل الوقاية اللازمة، الأمر الذي جعل التجمعات السكانية في صدارة مشهد العيد الذي تزامن حلوله مع تفشي فيروس كورونا.
لم يختلف الوضع في أسواق مدينة تعز عن باقي الأيام، فالتجمعات مستمرة في ظل إلحاح المواطنين بالحصول على احتياجات أسرهم الخاصة بالعيد دونما اكتراث لمخاطر تفشي كورونا.
ومع اقتراب حلول عيد الفطر؛ شهدت أسواق مدينة تعز ارتفاعاً كبيراً في أسعار الملابس وصلت نسبه إلى حدود مرتفعة خلال هذا العام، وتقدر نسبة الزيادة بنحو 100 بالمئة مقارنة بالعام السابق.
رصد "الموقع بوست" حركة البيع داخل أسواق مدينة تعز ونسبة الارتفاعات السعرية التي وصلت إلى حدود تفوق تصور المواطن وتتجاوز مستوى القدرة الشرائية لديه، يحدث الأمر نتيجة التداعيات الاقتصادية التي أحدثها فيروس كورونا، إلى جانب استمرار الحرب والحصار في المدينة للعام السادس على التوالي، الأمر الذي أفضى إلى تدهور العملة وانقطاع مرتبات الموظفين.
أطماع انتهازية
المواطنون في أسواق مدينة تعز أكدوا ـ في تصريحات متفرقة ـ لـ"الموقع بوست" أن النسبة السعرية ازدادت هذا العام بشكل جنوني وسط عجز بعض المواطنين عن توفير ملابس العيد لأطفالهم.
يقول المواطنون إن ارتفاع أسعار الملابس ومستلزمات العيد ناتج عن تدهور العملة بالإضافة إلى استغلال بعض التجار لللمواطنين بفعل التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا خصوصًا ملابس الأطفال التي شهدت نسبة سعرية عالية مقارنة ببقية الفئات.
تتهم المواطنة أسماء العزعزي التجار بالجشع واستغلال أزمة كورونا لصالح نماء أرباحهم وممارسة نشاطهم المفضل باستغلال حاجة الناس خلال العيد.
تقول العزعزي لـ"الموقع بوست" إن التجار ينتهزون الفرصة مع اقتراب حلول موسم العيد لتحقيق أرباح مرتفعة قدر ما يمكنهم ذلك مستغلين وضع الناس لتحقيق فوائد طائلة.
مُنغصات
من جهته يؤكد المواطن نجيب السامعي لـ"الموقع بوست" أن أسعار الملابس هذا العام ارتفعت بشكل خيالي مقارنة بالسنوات الماضية، مشيراً إلى أن لديه أربعة أطفال لم يستطع أن يوفر لهم كافة متطلباتهم، مكتفياً بتوفير المستلزمات الضرورية.
وعبّر السامعي عن أسفه إزاء تدهور الوضع الاقتصادي وانخفاض سعر الريال اليمني مقابل الدولار، الأمر الذي يعد أحد أسباب إرتفاع الأسعار، مؤكداً أن أسعار المنتجات والملابس باتت تفوق قدرة المواطنين على الشراء بسبب تدهور أوضاعهم المعيشية.
يقول السامعي إن أغلب المواطنين عزفوا هذا العام عن الشراء بسبب الأسعار الخيالية التي طرحتها محلات الملابس، إلى جانب تحاشي الازدحام في الأسواق بسبب مخاطر فيروس كورونا.
بهجة منقوصة
من جانبه يقول المواطن محمد الجبري لـ"الموقع بوست" إن العيد مساحة لفرحة الأطفال، وعلى الأباء إسعاد أطفالهم بأبسط الأشياء، مبدياً حرصة على صنع بهجة للأطفال قدر الإمكان وتجاوز صعوبات ارتفاع الأسعار وانتشار فيروس كورونا والحصار الذي تشهدة المدينة منذ خمس سنوات.
يشدد الجبري على ضرروة إحياء طقوس العيد قدر الإمكان بهدف رسم البسمة على وجوه الأطفال، منوهًا بأهمية بث الإيجابية لنشر مساحة من الفرح بالقدر المتاح.
هذا هو مشهد العيد في مدينة تعز التي تعيش حرباً وحصاراً منذ خمسة أعوام، إضافة إلى مخاطر فيروس كورونا وتدهور الوضع المعيشي للمواطنين.
يحاول سكان المدينة ـ بكل الوسائل ـ الإبقاء على البسمة والبهجة مرسومة على وجوههم بينما يستقبلون عيد الفطر بمزيد من الخيبات والانكسارات التي تتوارى خلف رغبتهم في الحياة وإصرارهم على صنع مشهد فرائحي وسط كومة من الخراب.