[ الجيش الوطني في أبين - أرشيف ]
لا تزال المواجهات بين القوات الحكومية ومليشيا المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا على أشدها في محافظة أبين (جنوبي اليمن).
وعلى الرغم من مضي أسبوع على انطلاق العملية العسكرية التي أطلقتها الحكومة، فإن المواجهات لا تزال ترواح مكانها مع تقدم طفيف للقوات الحكومية.
وعلى غير المتوقع فقد صمدت مليشيا الانتقالي -على غير العادة- ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى محافظة أبين وقدمت آليات عسكرية ثقيلة وأسلحة نوعية إلى أرض المعركة، أهمها الصواريخ الحرارية التي كان لها الدور الأكبر في إعاقة تقدم قوات الجيش الوطني، وفق خبراء عسكريين تحدثوا في إفادات متفرقة لـ"الموقع بوست".
فما هي السيناروهات المتوقعة لمعركة كسر العظم بين مليشيا الانتقالي وقوات الجيش الوطني الحكومي في محافظتي أبين وعدن، ولمن سيكون الحسم؟
يبدو من خلال المؤشرات والوقائع الميدانية استحالة تحقيق مليشيا الانتقالي أي تقدم باتجاه محافظة شبوة أو السيطرة على بعض مديرياتها، ذلك أن كل الوقائع وكفة موازين القوة ترجح لصالح القوات الحكومية حالياً.
ويقول خبراء عسكريون إن زراعة مليشيا "الانتقالي" للألغام وامتلاكها للصواريخ الحرارية، خطوات أعاقت تقدم القوات الحكومية التي لا تزال في الشيخ سالم منذ أسبوع، وحققت تقدماً طفيفاً يقدر بأكثر من عشرين كيلومترت عن مواقع حظورها الأولى في قرن الكلاسي.
وعلى الرغم من تدفق الدعم الإماراتي بشكل غير محدود لمليشيات "الانتقالي" في المعدات العسكرية، فإن أحدث المدرعات الإماراتية والتي يطلق عليها النمر وقعت غنيمة بيد القوات الحكومية ولم تتمكن من تحقيق أي تقدم يذكر خلال الأيام الماضية.
استنزاف
يبدو أن الطرفين (الحكومة والانتقالي) سيدخلان في معركة استنزاف طويلة الأمد، وهو سيناريو متوقع من خلال المؤشرات الأولية على الأرض منذ اندلاع المواجهات بين الطرفين قبل أسبوع.
ويرجح خبراء أن تخسر مليشات "الانتقالي" بشكل أكبر في حالة استمرت المعارك لفترة أطول، ذلك أن المليشيات ستعاني من عجز في الإمدادات مع استمرار القتال، سيحدث ذلك بسبب انقطاع الدعم الإماراتي عنها، لأن الإمارات لم تعد حاضرة في عدن، عقب تسلم الرياض للمدينة بعد اتفاق الرياض، وبالتالي ستكون هزيمة الانتقالي مسألة وقت.
في المقابل فإن معركة الاستنزاف ستؤثر على القوات الحكومية لكنها ليست بذات التأثير الذي سيلحق مليشيا الانتقالي، ذلك أن الجيش يملك خط إمداد من محافظة شبوة.
سيناريوهات
يتوقع الخبير العسكري اليمني علي الذهب سيناريوهين للمعارك المشتعلة بين قوات الحكومة و"الانتقالي" في أبين.
يقول الذهب في حديث خاص لـ"الموقع بوست" إن السيناريو الأول سيفضي إلى اقتحام القوات الحكومية العاصمة المؤقتة عدن والسيطرة عليها بالقوة بدعم سعودي.
أما السيناريو الثاني فيرى الذهب أنه سيتمثل في محاوله تمكين الحكومة الشرعية من محافظة أبين فقط، بهدف الضغط على "الانتقالي" ودولة الإمارات للدخول في ترتيبات للوضع في عدن لتسوية الأزمة.
وعلل الذهب هذا السيناريو بكون السعودية ليست على وفاق مع الإمارات، بيد أن هذا الخلاف لن يكون مستمرا، إذ سيسقط مع حدوث ترتيبات للمصالح بين الدولتين.
وأكد الذهب أنه ليس من مصلحة الحكومة استمرار الحرب في هذه المناطق لأكثر من ستة أشهر لأن الأمر قد يعيق هدف الحكومة والتحالف في محاربة جماعة الحوثي.
توقعات
الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبد الرقيب الهدياني يتوقع ثلاثة سيناريوهات قد تفضي إليها معارك كسر العظم بين القوات الحكومية ومليشيا الانتقالي في محافظة أبين.
يقول الهدياني في حديث خاص لـ"الموقع بوست" إن السيناريو الأول يتمثل في احتمال دخول الجيش الحكومي مدينة زنجبار خلال الأيام المقبلة وسيقترب حتى تخوم عدن، وحينذاك سيتم تخيير "الانتقالي" بخيارين، إما الانسحاب من مدينة عدن وتسليم القوات الثقيلة للحكومة، التي ستعود إلى عدن وفق اتفاق الرياض.
أما السيناريو الثاني فيرى الهدياني أنه يتمثل في تكرار مشهد الصراع في أبين بهدف دخول عدن عسكريا.
ويتجلى السيناريو الثالث والخطير -بحسب الهدياني- وليس هناك وقائع تدعمه وهو أن الإمارات ستكرر ما صنعته في أغسطس الماضي وستدافع عن حليفها في آخر نقطة له وهي عدن، وقد تمنع الجيش الوطني من دخول المحافظة، مشيراً إلى عدم وجود وقائع حالية تدعم هذا السيناريو، مؤكداً أن الأمر سيتوقف على قدرة السعودية ودعمها للجيش ومصداقيتها في هذه المعركة.