[ وضع بائس للنازحين في مأرب ]
تعيش مأرب المزدحمة بالنازحين من أرجاء اليمن على صفيح ساخن منذ أيام بين حرب على أطرافها وقصف حوثي يستهدف المدينة بين الحين والآخر بصواريخ نوعية، وارتفاعا لدرجة الحرارة مع بدء دخول فصل الصيف، إلى جانب انطفاء الكهرباء المتكرر لعدة ساعات في اليوم.
وتشتد المعارك كل يوم أكثر من سابقه في جبهات صرواح وهيلان ونهم غربي محافظة مأرب رغم إعلان وقف إطلاق النار المزعوم من قبل التحالف، لكن لا شيء على الواقع.
فالهجمات والحشد والتعزيزات الحوثية لم تتوقف، بل زادت وتيرتها منذ إعلان وقف إطلاق النار، كما زادت هجمات الحوثيين في محاولة منهم لإحراز تقدم ميداني ليغيروا من أوراق اللعبة السياسية.
قصف حوثي
وشهدت جبهة صرواح خلال اليومين الماضيين تعزيزات حوثية وحشد من محافظة ذمار وصنعاء بعشرات الأطقم والمسلحين الذين نفذوا خلال ذات المدة خمس هجمات متتالية على مواقع الجيش الوطني في الزغن وهيلان والمشجح بصرواح دون إحراز أي تقدم، بينما خسر الحوثيون عشرات المسلحين بين قتلى وجرحى وأسرى، حسب مصادر عسكرية.
وكذا تعرضت مدينة مأرب خلال أيام إعلان وقف إطلاق النار المزعوم للقصف الحوثي بـ13 صاروخا استهدفت منازل وأحياء سكنية آهلة بالسكان والنازحين والمشردين الفارين جحيم الحرب.
كما استهدفت جماعة الحوثي مؤخرا منزلا بحي الزراعة وجرح مواطن وابنته، بينما استهدف صاروخ حوثي آخر حيا سكنيا وسط المدينة دون وقوع ضحايا بشرية، الأمر الذي تسبب بأضرار متنوعة في منازل المواطنين وخزانات المياه.
كما استهدف صاروخ حوثي آخر منزل أحد وجهاء مأرب وأصيب اثنان من أبنائه، وتضرر منازل وخيام للنازحين بجوار المنزل.
كذلك سقطت صواريخ حوثية أخرى في مناطق متفرقة في مساحات غير آهلة بالمدنيين، حسب مصادر محلية بالمحافظة.
إلى ذلك، تشهد مدينة مأرب انطفاء للكهرباء لعدة ساعات وصلت إلى 14 ساعة في اليوم الواحد، يأتي ذلك في طقس شديد الحرارة تشهده المحافظة، مع دخول فصل الصيف، دون تقديم حلول لإشكالات الانطفاء، رغم توفير الكميات المعتادة من الديزل المخصص لكهرباء المدينة، وفقا لمصدر خاص في الكهرباء.
حرمان
وحول معاناة النازحين، يقول المواطن النازح يحيى محمد العلفي، الذي يسكن مخيم الجفينة، إن الوضع في مأرب يزداد سوءا يوما بعد آخر، وإن المواطن محاصر بين حرب وقصف وفيروس كورونا الذي أرعب العالم بالإضافة إلى غلاء الأسعار مع قدوم شهر رمضان المبارك.
وأضاف العلفي في تصريح لـ"الموقع بوست" أن "كل ذلك يؤرق ويزيد من معاناة النازحين الفارين من الموت والحرب إلى مأرب التي باتت تحتضن الموت الذي يلاحق الجميع بطرق مختلفة".
ومع قدوم شهر رمضان يتحمل المواطن النازح معاناة إضافية ويشاهد الموت بين الحين والآخر لتنحدر قساوة المعيشة والصمت الأممي جراء ما يتعرض له المدنيون من قصف وحرب وحصار على عاتق المواطن المغلوب على أمره الذي يلاحقه هاجس الموت ونكد العيش حيث ماحل وارتحل.
وفي السياق ذاته، يقول المواطن صلاح عبد الله إن الوضع المعيشي للواطن والنازح في مأرب لا يحسد عليه أحد ولا يتمناه بشر من حيث غلاء المعيشة والعوز في ظل المخاوف من فيروس كورونا الذي بات المواطن يخاف على رزقه اليومي أكثر من الفيروس.
وتحدث صلاح لـ"الموقع بوست" عما تعيشه المحافظة من انطفاء متكرر للكهرباء في ظل الحر الشديد الذي يشوي أجساد الأطفال والنساء تحت خيام لا تقيهم ذلك الحر.
سيول الأمطار هي الأخرى لم تترك للعديد من النازح شيئا من منازلهم، وكذا محتويات عدد آخرين من فرش وأثاث ليبات الكثير منهم في العراء بلا مأوى ولا إيواء ولا فراش.
وذكر تقرير رسمي أن سيول الأمطار التي ضربت مدينة مأرب، الأربعاء، تسببت بوفاة وإصابة أكثر من 100 شخص، بالإضافة إلى إحداث أضرار مادية جسيمة في مخيمات النازحين.