[ المولد النبوي.. مناسبة دينية حولتها جماعة الحوثي لنهب التجار (تقرير) ]
تستعد جماعة الحوثي للاحتفال بذكرى المولد النبوي، المتوقع أن يصادف هذا العام التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وفقا لحسابات الفلكيين.
وبدأت الجماعة بالاستعداد لتلك المناسبة بتزيين الأطقم العسكرية التابعة لها، وبعض الشوارع وحتى المحلات التجارية والمؤسسات الحكومية.
كما يقوم بعض المنتمين لهم بطلاء أوجههم وأجسادهم باللون الأخضر في يوم الاحتفال، الذي تحشد له الجماعة سنويا.
وبرغم أن الاحتفال بالمولد النبوي كان يقتصر قبل الحرب على بعض الجماعات الدينية فقط، إلا أن الحوثيين منذ انقلابهم حولوه إلى مناسبة لحشد أنصارهم واستعراض شعبيتهم، ومحاولة إيصال رسائل إلى المجتمع بشأن كثافة تواجدهم.
ولا يزال كثير من اليمنيين يتذكرون إحراق الحوثيين لبعض كتب الأحاديث النبوية كالبخاري ومسلم، في أيام احتفالهم بالمولد النبوي، كما حدث سابقا في صنعاء.
فرض إتاوات
تستغل جماعة الحوثي المولد النبوي للخروج بمكاسب مادية كبيرة، عبر فرضها إتاوات على التجار وحتى أصحاب المحلات الصغيرة، باسم الاحتفال بالمولد النبوي، وهو ما يشكل عبئا كبيرا عليهم في مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها مختلف المواطنين.
ويتم إجبار بعض التجار في هذه المناسبة، على تزيين محلاتهم بشارات المولد النبوي وطلائها باللون الأخضر الذي تعتمده في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها. كما يقوم الطلاب في بعض المدارس بإنشاد "طالع البدر علينا" وتزيين باحات المدارس كذلك.
مكاسب مختلفة
وكما يرى الناشط الشبابي وليد الجعور فإن جماعة الحوثي تتعامل مع المولد النبوي من منظور تعدى التكسب المالي فقط.
وأوضح لـ"الموقع بوست" أنهم ينظرون لتلك المناسبة الشريفة كموسم يجب استغلاله في إضفاء شرعية، وتأكيد على انتسابهم للمصطفى صلى الله عليه وسلم وصلتهم به، ليمنحهم ذلك أحقية الحكم على رقاب البشر في تعزيز للفكر السلالي الطائفي في أحقر صورة، وفق تعبيره.
وهو ما لا يذهب بعيدا عنه الإعلامي عبد الله دوبلة الذي أكد أن هدف جماعة الحوثي من الاهتمام بأي مناسبة حتى لو لم تكن مرتبطة بديننا، هو نهب الأموال باسمها، وليس تقديرا لها.
شرعنة لجمع أموال
ويعتقد دوبلة في حديثه مع "الموقع بوست" أن الحوثيين مجرد عصابة جاءت لتسرق المال بمختلف الأساليب، منها الاحتفال بالمولد النبوي.
من جانبه، أفاد الجعور أن التركيز على استجلاب الأموال تحت لافتة المولد النبوي، هو تأكيد واقعي على "نهب الأموال" في ذكرى مولد الرسول محمد والتي حولتها الجماعة إلى مهرجان تسويقي موسمي، يزيد من أرصدة مشرفيهم ويشرعن لهم أموال المجتمع بمختلف شرائحه.
كما أنهم -وفق الجعور- ينطلقون من منطلق سيئ، حيث إنهم يعتقدون أن تفاعل المجتمع واستجابته القسرية للابتزاز وتهديد المليشيات، مؤشر على أن المجتمع متقبل له، ويتفاعل مع "هرطاقته" الطائفية، فمن يدفع لك معناه أن يقبل بك حاكما.
وقبل انقلاب 2014، كانت بعض الجماعات الدينية تقوم بإحياء المولد النبوي في المساجد بالذكر والتهليل وإلقاء قصائد المديح النبوي، أو في بعض منازل مشايخ المتصوفة.
كما ترفض بعض الجماعات الدينية كالسلفيين الاحتفال بتلك المناسبة باعتبارها بدعة، ويكتفي البعض بالذكر وإلقاء خطبة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.