[ إشهار مجلس الإنقاذ الوطني في المهرة ]
أُعلن يوم السبت (19 أكتوبر/تشرين الأول) إشهار مجلس "الإنقاذ الوطني الجنوبي" في المهرة، برئاسة اللواء أحمد محمد قحطان، مع زيادة التوتر بين القوات السعودية وأبناء المحافظة.
يقول المجلس في بيان الإشهار الصادر عنه، إنه يرفض التواجد العسكري الأجنبي في اليمن والتدخل في شؤون البلاد الداخلية، ورفض اقتطاع أي جزء من أراضيه، أو استحداثات يقوم بها أي طرف أجنبي عبر أدواتهم المحلية.
حمل ذلك البيان كما هو واضح مناهضة صريحة للسعودية والإمارات، عقب التصعيد بين الدولتين والحكومة اليمنية تحديدا مع الإمارات.
يقول المجلس كذلك إن التدهور الحاصل في مختلف المجالات، دفع قوى شخصية ووطنية إلى التشاور؛ لإيجاد صيغة وطنية خالصة لإنقاذ الوطن مما وصل إليه، وأن المجلس يحقق آمال وطموحات الجميع بعيدا عن الفكر الشمولي.
وأقر المجلس التمثيل المتساوي لكافة المحافظات الجنوبية، وإعطاء وضع خاص لمحافظة سقطرى. ومن بين المكونات المؤيدة والمشاركة فيه لجنة اعتصام أبناء المهرة السلمي، وتنسيقية أبناء عدن، والمجلس الأهلي لأبناء شبوة، والتحالف القلبي لأبناء أبين.
وكان على الحريزي المرجعية الإشرافية في المجلس، أكد سابقا أن المجلس سيعمل على تحديد مستقبل الجنوب في إطار تسوية مستقبلية في اليمن بطريقة سلمية يتم التفاهم حولها، لتجنيب الجنوب واليمن عموما التمزق الحاصل في الوقت الراهن، وأن ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي لا يمثل الجنوب وإنما فقط أحد مكوناته.
وخلال فترة الحرب تم الإعلان وإشهار كثير من المجالس والتكتلات المختلفة، ظهر بعضها ببعض الأنشطة والتحركات المختلفة، بينما بقي كثير منها في حالة موت سريري حملت فقط الاسم أما على الأرض فلا شيء يُذكر.
تأثير متوقع
حول إمكانية أن يُقدم المجلس شيئا خاصة مع تزامنه مع توقيت حرج تمر به اليمن، يرى الصحفي محمد الجرادي أن المجلس يكسر ادعاء الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات بتمثيل الجنوب وتسويق ذلك للعالم.
وأرجع في تصريحه لـ"الموقع بوست" إلى أن المجلس يضم شخصيات من أبناء المحافظات الشرقية.
ويعتقد الجرادي أن اختيار المهرة لإشهار التكتل، سيربك الأجندة السعودية التوسعية في المحافظة.
وأكد أن أكبر نجاح للتكتل في هذه المرحلة هو أنه سيربك المشاريع السعودية والإماراتية في الجنوب عموما وتحديدا أبوظبي.
تأطير سياسي منظم
وشهدت المهرة طوال الأشهر الماضية اعتصامات متكررة وتصعيد احتجاجا على تزايد نفوذ السعودية غير المبرر، في صعيد ذلك يعتقد الإعلامي عبد الكريم الخياطي أن الحراك السياسي السلمي الموجود في تلك المحافظة كان لا بد من أن يتوج في النهاية بنوع من التأطير السياسي المنظم، الذي يجعله قادرا على المشاركة السياسة الفعالة في أي اتفاقات سياسية قد تنجم عن حوار جدة.
واستطرد في تصريحه لـ"الموقع بوست" لطالما اعتبرت المحافظات الشرقية كحضرموت والمهرة نفسها كيانات ثقافية متميزة داخل المجتمع اليمني المتنوع بثقافته وعاداته.
ولفت إلى ما عانته تلك المحافظات من التهميش المتعمد، بسبب سلمية سكانها.
خطوة إيجابية
أما الصحفي عامر الدميني فقال إن إشهار المجلس خطوة إيجابية تؤكد أن الجنوب ليس ملكا لأحد، ولا يدعي تمثيله أحد.
واستطرد في صفحته بموقع الفيسبوك "خطوة مهمة في سياق استعادة روح الجنوب للمسار الصحيح".
توتر يسود المهرة
سادت المهرة طوال أكثر من عام حالة من التوتر عقب تكثيف القوات السعودية وجودها، وتحويلها كثيرا من الأماكن الحيوية إلى ثكنات عسكرية، أدت إلى خروج أبناء المحافظة في مظاهرات، والتلويح بمواجهتهم عسكريا.
أدى ذلك إلى دخول عُمان على خط الأزمة، فهي ترى أن أي حالة من عدم الاستقرار في المهرة أو تواجد أي دولة يهدد أمنها.
يُذكر أن سلطنة عُمان ترتبط بعلاقات وطيدة مع أبناء المهرة نظرا لأنها محافظة حدودية معها، وظلت طوال فترة الحرب بعيدة عما يجري بسبب بُعدها الجغرافي عن المناطق الساخنة.