تعيش محافظة حضرموت توترا غير مسبوق، خاصة بعد مقتل قائد التحالف العربي العميد بندر العتيبي الملقب بأبي نواف.

ولقي إلى جانب أبو نواف اثنين من الجنود السعوديين واثنين يمنيين مصرعهم، وذلك أثناء تفكيك عبوة ناسفة في شبام حضرموت.

جاءت هذه الحادثة عقب تزايد الحديث عن محاولات ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، تفجير الوضع في حضرموت التي يحاول وجهاؤها النأي بها عن الصراع الدائر في البلاد.

ووقع هذا الحادث في مديريات وادي حضرموت التي تخضع للنفوذ السعودي، وهو ما رجح أن تكون المحافظة مقبلة على مرحلة من التصعيد على الأرض، من قِبل الإمارات ومليشياتها.

استغلال انشغال المملكة

في صعيد متصل، يعتقد الصحفي كمال السلامي أن حضرموت مقبلة على مرحلة خطرة للغاية باستهداف قائد قوات التحالف.

واعتبر في تصريحه لـ"الموقع بوست" تلك رسالة واضحة للسعودية، بأن عليها أن تعيد النظر في تعاملها مع ملف الجنوب. لا فتا إلى تزامن الهجوم مع آخر حدث بالقرب من منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة.

وأكد أن توقيت الهجوم، جاء بعد صدمة السعودية التي تلقتها من العملية التي استهدفت أرامكو، وهي حاليا مشغولة أكثر بها وتداعياتها، وتخوض صراع على أكثر من جبهة.

وتوقع السلامي أن لا يحظى تنفيذ مثل ذلك المخطط في حضرموت بتركيز كبير من قِبلها، وهو ما جعل من يقف وراء تلك الحادث اقتناص الفرصة، عل الأمور تقود إلى ما يشبه سيناريو عدن الذي تمرد فيها الانتقالي على الحكومة.

اجتثاث السعودية

وتفاعل مع تلك الحادث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فقد اعتبر ذلك الكاتب والخبير العسكري السعودي علي التواتي، أنه بداية العمل على اجتثاث وجود بلاده في حضرموت.

 ورأى أن حوار جدة بين الحكومة والانتقالي، لا بد أن يتوقف، مؤكدا على ضرورة ضرب ذلك المجلس حفاظا على الأمن الإقليمي حتى وإن تبدلت التحالفات.

مخطط إماراتي

بينما رأى الصحفي يونس عبدالسلام أن الإمارات تسعى في عمل مبررات لشن عملية عسكرية، تهدف إلى طرد قوات الشرعية من وادي حضرموت.

ودلل على قوله ذاك، بوجود كمائن تنفذها مليشيات الانتقالي في مناطق سيطرتها بحضرموت، بالتزامن مع عمليات وهجمات مكثفة لـ "القاعدة" شهدتها مناطق الوادي مؤخرا

وبحسب عبدالسلام فإن الإمارات تلعب "بكل قذارة"، بينما تكتفي الأجهزة الأمنية في المحافظة -والتي حالها من حال هادي وحكومته والسعودية- باجتماعات وبيانات وانتظار قدوم قوات "الانتقالي" من المكلا وغيرها؛ لتواجه كم يوم ثم تنسحب كالعادة.

اتفق مع ذلك الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي الذي اتهم الإمارات بالوقوف وراء ذلك الحادث، عبر عناصر مسلحة تابعة لها في شبام.

واستطرد "يقتل الضباط السعوديون البارزون في المناطق التي تحرص الإمارات على أن تكون ساحة نفوذ لها ولأدواتها، بعيدا عن #السعودية"، متابعا "هكذا فعلت في باب المندب مع العقيد عبدالله السهيان".

قائمة سوداء

أما عضو مجلس الشورى فؤاد بن الشيخ، فأكد وقوفهم مع محافظ حضرموت لانتزاع حقوق تلك المحافظة.

ولفت إلى دعوتهم سابقا لوضع قائمة سوداء تتضمن كل من يقفون ضد حقوق حضرموت أو توجيهات الرئيس، أو من لا يروق لهم استقرارها.

وقال "نحن أول من دعونا لتشكيل الضاغط الشعبي لدعم السلطة المحلية؛  لانتزاع حقوق حضرموت لن يضيع حق وراه شعب مطالب"

أعداء حقيقيون

الباحث والأكاديمي معن دماج من جانبه قال:" إن مقتل قائد القوات السعودية في حضرموت حدث أمني كبير.. ورغم أن بادىء الرأي سيرجح وقوف الأعداء (الجدد) في الإمارات والانتقالي المستهدفين الدائمين المنطقة العسكرية الأولى  خلفه"

لكن ذلك -وفق دماج- غير كافٍ، فهناك أعداء آخرين للمنطقة العسكرية الأولى، وداعميها السعوديين في المنطقة الشرقية.

بداية التنفيذ

وكان الناشط زين العابدين بن علي قال إن المستفيد من مقتل قائد التحالف، هو من زرع العبوة الناسفة في طريقه.

وتابع "الإمارات والانتقالي يريدان نقل الفوضى إلى وادي حضرموت بعد فشلهما في شبوة، وهذا يدركه الجميع من خلال أبواقهم الإعلامية".

 وأكد "بدأوا تنفيذ المشروع".

استهداف متعمد

الصحفي غمدان اليوسفي من جانبه لفت إلى مقال رئيس الوزراء السابق خالد بحاح، الذي كتب فيه عن المنطقة العسكرية الأولى التابعة للحكومة.

وأكد "أعتقد أنكم ستجدون مثلي أن المنطقة الأولى تشكل شوكة في عنق الإمارات ووكلاءها".

وكما هو معروف، ترتبط حضرموت بحدود شاسعة من جهة الشمال مع  السعودية، لكن نفوذها يكاد يقتصر على مديريات الوادي، أما الساحل فهي خاضعة لنفوذ الإمارات.