[ شهدت المنطقة توتراً عقب قرار واشنطن تصفير صادرات النفط الإيرانية ]
تزداد يوما بعد آخر حدة التوترات بين دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وإيران من جهة أخرى، وذلك بعد الهجمات التي تعرضت لها سفن في مواقع قريبة من مضيق هرمز.
فقد أدت حادثتا تعرض أربع سفن شحن تجارية مدنية من عدة جنسيات، إضافة إلى ناقلتي نفط تتبعان السعودية، إلى التهديد بانفجار الوضع عسكريا في المنطقة التي هي على فوهة بركان.
كانت اثنتان من تلك السفن تحملان علم السعودية، وأخرى علم الإمارات، أما الرابعة فتتبع دولة النرويج.
تزامنت تلك الواقعة مع هجمات مماثلة نفذها الحوثيون، استهدفت أنابيب ضخ النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية، وذلك باستخدام طائرات بدون طيار.
وشهدت المنطقة توترا ملحوظا، وذلك عقب ضغط واشنطن على طهران من أجل وقف صادرات النفط الإيراني، رافقه إرسال قوات أمريكية إلى المنطقة.
لم يتم تحديد بعد الجهة التي وقفت خلف تلك الحادثة، لكن طهران سرعان ما سارعت بفتح تحقيق لكشف ملابسات ما يجري، بينما اتهم المتحدث باسم البرلمان الإيراني، بهروز نعمتي، إسرائيل بالوقوف وراء الاعتداء على ناقلات النفط والسفن التجارية قبالة شواطئ الإمارات.
وتلوح إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره حوالي خُمس الكمية المستهلكة من النفط العالمي يوميا، والمقدرة بحوالي مئة مليون برميل، وهو الأمر الذي يشكل تهديدا مباشرا لدول الخليج التي تصدر نفطها عبر ذلك الممر.
توقعات
وحول ما إذا كانت كل تلك المتغيرات هي مؤشرات على إمكانية اندلاع حرب بين طهران وواشنطن، قال الباحث في الشؤون الإيرانية عدنان هاشم إن من الصعب توقع اشتعال حرب في مياه الخليج.
وأفاد لـ"الموقع بوست" بأن هناك تهدئة من قبل المجتمع الدولي للأمر، برغم وجود متطرفين مثل مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون والحرس الثوري في إيران.
من جانبه يعتقد المحلل السياسي محمد الغابري، أن أمريكا لا تريد الحرب بسبب أن النظام الإيراني يستحق المحافظة عليه، وليس خشية من قوة طهران. مؤكدا أن الأخيرة تدرك عواقب مثل تلك الحرب، وأن الحشد الأمريكي هو لحمل طهران على إعادة التفاوض.
وقال في منشورات بصفحته على فيسبوك، إن الحرب قد تندلع في حال إغلاق مضيق هرمز وتعطيل تصدير النفط من الدول الخليجية، أو إذا اقتربت إيران من صنع قنبلة نووية، وإن أصبحت تشكل تهديدا فعليا للكيان الصهيوني، وإذا ما رأت واشنطن أن الحرب ستكون لمصلحتهم.
ولفت إلى أن إيران حتى اليوم تهدد المنطقة ولا تشكل أي تهديد لمصالح أمريكا، بل هي تخدم واشنطن بممارساتها ضد الدول المختلفة.
التأثير على اليمن
أما عن تأثير الحرب في مياه الخليج فيما لو حدثت، فتوقع الباحث هاشم أن النظام العالمي سينقسم بشكل كبير، واليمن هي واحدة من مناطق الصراع في المنطقة.
وأشار إلى امتلاك إيران أدوات في صنعاء ممثلة بالحوثيين يمكن تحريكها بسهولة، مع زيادة في الدعم والتمويل والأسلحة المتقدمة لخوض حرب بالوكالة وهي طريقة طهران المفضلة.
وذكر أن الحوثيين يمتلكون قدرة على استهداف أي منطقة في الخليج بصواريخ باليستية أو طائرات مفخخة، ما يعني أن تلك المنطقة إذا أرادت الدخول مع إيران في حرب، يجب أن يتم تحييد اليمن، إما عبر حسم الحرب عسكريا وهو أمر صعب في ظل المعطيات الحالية، أو بناء سلام مع تلك الجماعة وهو ما يعني تأجيل الحرب وإنهاء الشرعية.
وكان الغابري قد ربط بين الهجوم على السفن واستهداف الحوثيين للسعودية، ورأى أن ذلك يعد إعلانا حوثيا بالتبعية لإيران، وهي مغامرة حوثية إيرانية بالنظر إلى الظروف المحيطة.
واعتبر ذلك الهجوم على السعودية بأنه يأتي في إطار رسائل إيران للخليج، وتوقع أن تنعكس مثل تلك الممارسات على الحوثيين، برد فعل سعودي واسع النطاق ضدهم.
وتدعم إيران جماعات مختلفة في دول مختلفة، بينها الحوثيون الذين نفذوا انقلابا في اليمن في سبتمبر/أيلول 2014، اندلعت على إثره حرب لا زالت مستمرة حتى اليوم.