[ تصاعدت حدة الخلاف على إدارة الآبار النفطية في شبوة ]
محافظة شبوة (جنوب شرقي اليمن) محافظة أخرى، يصلها صراع الحليفين الكبيرين في التحالف العربي، الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، على النفوذ، يقوم به الجيش الوطني المدعوم سعوديا، من جهة والنخبة الشبوانية المدعومة إماراتيا، من جهة أخرى في صحاري المحافظة الغنية بالثروات النفطية.
السواحل بداية الصراع
تسيطر دولة الإمارات على جميع مساحة سواحل محافظة شبوة والتي يبلغ طولها (300) كيلومتر، وتوجد في تلك السواحل منشأتان إحداهما نفطية، والأخرى وهي الأهم غازية، حيث سيطرت سيطرة كاملة على ميناء الغاز التابع لشركة الغاز توتال الفرنسية مطلع العام 2016م الواقع في سواحل بلحاف واتخذت منه مقرا لها، وإلى اليوم تقود قواتها وتحركاتها منها رغم المطالبات المتكررة من قبل شركة توتال للإماراتيين بإفراغ المنشأة.
وفي أواخر العام 2010 أعلنت الإمارات عبر القوات التي تشرف عليها وما تسمى بالنخبة الشبوانية السيطرة على منشأة النشيمة، الواقعة إلى الغرب من بلحاف، وهي عبارة عن ميناء نفطي أنشأه الاتحاد السوفيتي عام 1986م من القرن الماضي في حقبة حكم الاشتراكيين في حكم اليمن الجنوبي، وبالسيطرة على منشأة النشيمة، يرى مراقبون بأن السيطرة الإماراتية على المنشأة في النشيمة تكتمل سيطرتهم على جميع سواحل المحافظة.
تعسفات الإماراتيين تجاه السلطات الشرعية
لم تتوقف الإمارات عن إهانة وزراء ينتمون للحكومة الشرعية، كانوا ينوون المرور في الطريق التي تسيطر عليها قوات النخبة الشبوانية التابعة لهم بين حين وآخر، فقد تعرض الوزير في الحكومة الشرعية صالح الجبواني والذي ينتمي لنفس المحافظة إلى الإيقاف في مديرية حبان، ومنعه من مواصلة السير لغرض وضع حجر أساس لميناء قناء.
لم يكن الجبواني وحده من تم إيقافه ومحاولة إهانته، فقد تعرض الوزير عبد الله لملس والذي ينتمي لنفس المحافظة في إحدى نقاط النخبة الشبوانية التابعة لدولة الإمارات للمنع من الوصول إلى مدينة المكلا، وعقب ذلك منعت قوات النخبة نائب وزير النفط من المرور وأوقفته في نقطة الرمضة في حبان، بالإضافة إلى منع النخبة الشبوانية مرور موكب محافظ محافظة الجوف، عقب عودته من العاصمة المؤقتة عدن.
ويعتبر مراقبون بأن هذه التجاوزات من قبل الإماراتيين تجاه شخصيات مقربة من النظام السعودي، إهانة، ونوع من الصراع السعودي الإماراتي.
العقلة وتقاسم السيطرة
يشير أحد القادة العسكريين في المحافظة بأن تقاسم السيطرة على منطقة العقلة النفطية بين قوات الجيش الوطني الذي تدعمه المملكة العربية السعودية ممثلا باللواء 21 ميكا بقيادة العميد جحدل العولقي، وقوات تابعة للنخبة الشبوانية المدعومة إماراتيا، والتي تمتد من عاصمة محافظة شبوة عتق إلى منطقة خشم رميد، بينما يتواجد اللواء في مقر الشركة النفطية وتأمين خط ناقلات النفط من مقر الشركة إلى عياذ.
ويشير القائد العسكري إلى إنشاء مواقع عسكرية تتبع الجيش الوطني بينما تسعى الإمارات إلى إقامة معسكر بالقرب من شركة العقلة النفطية وهذا ما يرجح وقوع احتكاك بين القوتين قد يتطور إلى اشتباكات قد تؤثر على عمل الشركة.
عاصمة المحافظة وتجاذبات الأشقاء
مركز محافظة شبوة عتق نالها نصيبها من صراع الأشقاء وتجاذباتهم من تحت الطاولة في فترات سابقة حيث كانت هناك اشتباكات لم تدم طويلا وتم تلافيها من قبل العقلاء في المحافظة وتشكل القوات المشتركة، وهي خليط من الأمن العام والجيش التابع للحكومة الشرعية القوة الأولى من حيث السيطرة، بينما تقوم النخبة بالتمركز على مداخل المدينة وتحكم السيطرة على تلك المداخل بشكل كامل.
وخلال الأيام الماضية بدأ الصراع يظهر إلى السطح ويتشكل بطريقة أخرى حيث تشير معلومات إلى تأسيس معسكر في قلب المدينة للواء 21 ميكا تنوي قيادة اللواء اتخاذه مقرا لقواتها وقيادة اللواء، وهذا ما أثار حنق القيادة الإماراتية في بلحاف المقر الرئيسي لهم في المحافظة، وعليه تم استدعاء محافظ المحافظة محمد صالح بن عديو إليهم.
بيحان بوادر صراع مسلح
في أواخر شهر فبراير المنصرم، قامت مجاميع مسلحة باستحداث معسكر في صحراء وادي بلحارث جنوب شرق بيحان، حيث تشير معلومات بأن تلك المجاميع تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي وبدعم مباشر من الإماراتيين في بلحاف، حيث شوهدت عشرات الأطقم العسكرية، وصلت إلى موقع المعسكر الذي تم تسميته بمسمى المقاومة الجنوبية.
ويرى مراقبون بأن هذه التسمية تأتي لمحاولة إبعاد شبهة تبعية تلك المعسكرات لدولة الإمارات التي تتحاشى الدخول بمثل هذه القوات في تصادم مباشرة مع قوات محور بيحان والذي تشرف عليه عسكريا المملكة العربية السعودية.
ويشير بعض المواطنين بأن وجود هذه القوات سيثير حنق الجيش الوطني والذي كان محور ارتكاز لتحرير بيحان من المليشيات الحوثية.
الأمير واستدعاء مشايخ بلحارث
تشير معلومات أدلى بها مشايخ قبليون ينتمون إلى قبيلة بلحارث في بيحان شمال غربي المحافظة، بأن عددا من مشايخ القبيلة والذي يحملون الجنسية السعودية تم استدعاؤهم من قبل قائد القوات المشتركة الأمير فهد بن تركي وحذرهم من السماح لأبنائهم بالانخراط في أي مليشيات مسلحة أو بإنشائها في مديرية عسيلان الموطن الأصلي لهم أو بالقرب من حقول النفط التي تقع في حدود القبيلة.