[ عناصر من مليشيا الحوثي ]
أبرزت الصحف العالمية الصادرة أمس اقتراب قوات الشرعية اليمنية حتى مسافة 40 كيلومتراً من العاصمة اليمنية صنعاء، في الوقت الذي جمع المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من عناصر الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح بين الهزائم على الأرض والارتباك في موقفهم في ختام الجولة الأولى من مفاوضات جنيف.
ونقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن مصادر عسكرية مطلعة قولها إن قوات الشرعية اليمنية أصبحت على بعد 40 كيلومتراً من صنعاء بعد أن واصلت تقدمها عقب انتهاك قوات الحوثيين لوقف إطلاق النار في العديد من الجبهات.
وقالت المصادر نفسها إن قوات الشرعية اليمنية والقبائل المتحالفة معها حاصرت قاعدة عسكرية واقعة إلى الشمال الشرقي من العاصمة اليمنية.
التوجه إلى صنعاء
وأوضحت أن قوات الشرعية استعادت مدينة حزم عاصمة محافظة الجوف إلى الشمال الشرقي من صنعاء، واتجهت صوب العاصمة فحررت منطقتي الغيل والمتون، وذلك بعد اشتباكات عنيفة بين القوات المتقدمة والمتمردين الموالين للرئيس المخلوع.
وأوضحت أن قوات الحكومة الشرعية تتجه الآن غرباً نحو محافظتي عمران وصعدة الواقعتين إلى الشمال مباشرة من العاصمة اليمنية.
وذكرت المصادر العسكرية إن قوات الشرعية عززت مدينة الحزم بالعديد من العناصر ومن بينها أعداد من الدبابات والمدرعات الأخرى.
ووقعت هذه العمليات في إطار الانتهاكات التي تعرضت لها هدنة اليمن مرات عدة منذ سريانها مع افتتاح الجولة الأولى من مفاوضات السلام، الأمر الذي دعا المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى تأكيد أنه يشعر بالقلق الشديد إزاء التقارير العديدة عن انتهاكات وقف إطلاق النار.
وجاء في بيان صادر عن المبعوث الأممي إنه يهيب بكل الأطراف احترام الاتفاق والسماح بالوصول بلا عائق لتسليم مواد الإغاثة لأكثر المناطق تضرراً في اليمن.
محادثات جنيف
وألقت الصحيفة البريطانية الضوء على مفاوضات جنيف التي اختتمت جولتها الأولى أمس ويتوقع استئناف جولتها الثانية في الـ14 من يناير المقبل. وقالت إن المناقشات تركزت في غالبيتها حول القضايا الأمنية في اليمن في ضوء التطورات المنذرة بالخطر على الأرض، وأن الطرفين جددا التزامهما بوقف إطلاق النار برغم الانتهاكات التي تعرض لها. وأنه تم تشكيل لجنة للإشراف على وقف إطلاق النار لتعزيز التمسك به.
مواجهات عنيفة
بدورها، قالت صحيفة جابان تايمز نقلاً عن مصادرها إن 75 شخصاً لقوا مصرعهم أول من أمس في شمالي اليمن في ضوء الانتهاكات التي تعرضت لها الهدنة من جراء القتال في محافظة لحج بين قوات الشرعية والمتمردين الحوثيين.
وأوضحت أن القتلى كان من بينهم أكثر من 40 من عناصر المتمردين الذين سقط في صفوفهم أيضاً 50 جريحاً. ودمرت عشرات الدبابات والمدرعات في القتال العنيف بين الجانبين.
ونقلت الصحيفة عن مصار الأمم المتحدة تقديرها أن الحرب في اليمن أدت منذ مارس الماضي إلى مصرع 5884 شخصاً، وأن سقوط المزيد من القتلى في انتهاكات وقف إطلاق النار يؤكد صعوبة تحقيق إنجازات في الجولة الأولى من المفاوضات التي شهدتها سويسرا، والتي شهدت بعض جلساتها إحجام المتمردين وحلفائهم عن المشاركة في فعالياتها واشتراطهم إدانة الأمم المتحدة لانتهاكات وقف إطلاق النار للعودة إلى طاولة المفاوضات على الرغم من مسؤولياتهم في الكثير من الحالات عن الانتهاكات.
مناورة الانقلابيين
ونقلت الصحيفة اليابانية عن أحد أعضاء وفد الشرعية اليمنية قوله عن المتمردين: إنهم يستخدمون وقف إطلاق النار كعذر لعدم المشاركة في الجلسات وذلك على الرغم من أنهم هم الذين انتهكوه أولاً.
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة حرصت على الإهابة بطرفي النزاع إنهاء العنف ومواصلة جلسات الجولة الأولى من المفاوضات حتى نهايتها المقررة.
وقالت إن عمليات انتهاك هدنة اليمن أثرت بالفعل على المفاوضات، وأن المتمردين كانوا وافقوا على السماح بعمليات تسليم مواد الإغاثة إلى مدينة تعز، وكذلك مدينتي صعدة ولحج، ولكنهم عادوا وألغوا عملية تسليم خمسة من الأسرى البارزين الذين كانوا وافقوا في السابق على تبادلهم كإجراء لإظهار حسن النوايا.
وأوضحت أن هؤلاء الأسرى الخمسة كان من المقرر تسليمهم يوم السبت الماضي عن طريق الصليب الأحمر، ولكن الحوثيين عادوا فقالوا إنهم لن يطلقوا سراحهم إلا إذا دعمت الأمم المتحدة وقف إطلاق النار، وذلك على الرغم من مسؤولية المتمردين في العديد من الحالات عن انتهاك الهدنة.
المساعدات
قالت صحيفة ديلي ميل إن من أبرز منجزات جولة المفاوضات الأولى اتفاق الطرفين على السماح بالاستئناف الكامل والفوري لإرسال المساعدات الإنسانية إلى مدينة تعز. ونقلت عن مصادر في مستشفيات المدينة إن مساعدات طبية محدودة وصلت إلى أحياء عدة في قلب تعز، التي تعتبر من أكثر مدن اليمن تضرراً في ضوء ما شهدته من قتال محتدم بين الجانبين.