[ من اولى جلسات المشاورات ]
حققت المحادثات اليمنية الجارية في ضواحي العاصمة السويسرية تقدما بطيئا في يومها الرابع، على ان تتواصل حتى الاثنين المقبل وسط توقعات بان تمدد لعدة ايام اخرى في حال تم التوصل الى اتفاق على تشكيل لجان لمراقبة وقف اطلاق النار وأخرى تتولى الاشراف على ايصال المساعدات الاغاثية للمدنيين وخصوصا في مدينة تعز.
واضطر المبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ صباح أمس الى تأجيل جلسة المحادثات التي كان من المقرر انعقادها بين وفد الحكومة الشرعية والانقلابيين بسبب تغيب وفد الانقلابيين عن الحضور.
وقالت مصادر قريبة من المباحثات لـ«البيان» ان الفريق الحكومي حضر في الموعد المحدد لانعقاد الجلسة الصباحية، وأنه انتظر وصول ممثلي الانقلابيين نحو ساعة وأكثر الا انهم لم يحضروا وأن المبعوث الدولي ذهب لإقناعهم بالحضور لكنه فوجئ بهجوم على شخصه من قبل مدير مكتب زعيم الانقلابيين، مهدي المشاط، قبل ان يقرر رفع الجلسة للتشاور بشكل منفصل مع الجانبين بعدها وافق الانقلابيون على العودة للجلسة المسائية.
اعتراض
ووفقا لهذه المصادر اعترض الانقلابيون على التقدم الذي حققته قوات الجيش الوطني في محافظة الجوف وغيرها من جبهات القتال، مع ان المتمردين مستمرون في خرق قرار وقف اطلاق النار الذي اعلنه الرئيس عبد ربه منصور هادي مع بداية انطلاق مباحثات السلام. وذكر رئيس فريق الانقلابيين الحوثيين محمد عبد السلام انهم قدموا احتجاجا الى المبعوث الدولي بسبب عدم قدرة الامم المتحدة على تثبيت وقف اطلاق النار.
وتواجه محادثات السلام عثرات في ظل رفض الانقلابيين إطلاق سراح المعتقلين لديها وفي المقدمة وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي والقادة العسكريون الاخرون والسياسيون والناشطون، كما ترفض رفع الحصار المفروض على مدينة تعز منذ عدة أشهر.
تطور إيجابي
من جهته قال مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني، إن هناك تطورا إيجابيا ولو كان ضئيلا في المحادثات الجارية، مشيرا بشكل خاص التوجه لفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات، خاصة إلى تعز المحاصرة من قبل الانقلابيين الحوثيين والمخلوع صالح. وحول وقف إطلاق النار، أكد اليماني أن الحكومة الشرعية مستعدة للاستمرار بوقف إطلاق النار طالما التزم الانقلابيون بذلك وعملوا على تطبيق القرارات الدولية.
ترحيب
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن رحب بالاتفاق على فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الى تعز، واعتبره «خطوة أساسية سوف تخفف من معاناة اليمنيين، وتؤكد الطابع الحيادي للمساعدات الإنسانية».
كما هنأ المبعوث الخاص المشاركين في الجلسات على هذا الإنجاز المهم وشجعهم على مثابرة العمل للتوصل إلى اتفاقيات تسمح بالتنقل الآمن وغير المشروط للعاملين في الحقل الإنساني، من أجل مساعدة المواطنين المحتاجين في مختلف المحافظات اليمنية.
خلافات الانقلابيين
في غضون ذلك، ذكرت مصادر دبلوماسية ان هناك خلافات بين ممثلي الانقلابيين الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في محادثات السلام الجارية حاليا في ضواحي العاصمة السويسرية، لأن كليهما يصر على التحدث كوفد منفصل عن الآخر.
وحسب المصادر فإن التناقضات في ما بين الجانبين دفعت جماعة صالح إلى محاولة التبرؤ مما يقوله وفد الحوثي، واصفة سلوكه بالجماعات المسلحة الإرهابية، لا سيما عندما تناقش المباحثات الاعتداءات على مؤسسات الدولة والسطو على ثكنات الجيش ومقدرات المؤسسات العامة.
وقالت: ممثلو الرئيس المخلوع غير منسجمين حيث اظهر عضو في الوفد أبو بكر القربي، انحيازا للحوثيين، بينما عبر ياسر العواضي عن موقف مغاير، وأكد الاستقلال باسم المؤتمر وكتب قائلاً: «نحن وفدان لا وفد واحد، وفد للحوثي ووفد لصالح». في حين التزم يحيى الدويد العضو الثالث في فريق المخلوع الصمت.
محاور
تستمر الجلسات في الانعقاد في الأيام المقبلة وتركز على مجموعة محاور أساسية أبرزها التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل وإطلاق المعتقلين والسجناء، الاتفاق على آلية انسحاب المجموعات المسلحة واتخاذ إجراءات أمنية مؤقتة لضمان الأمن والاستقرار، والتوافق على إجراءات عملية لتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، واستعادة الدولة لسيطرتها على المؤسسات العامة واستئناف مهامها الكاملة، إضافة إلى استئناف حوار سياسي شامل.